المغرب: «العدل والإحسان» المعارضة تؤسس لجنة لمناهضة تشميع بيوت أعضائها

TT

المغرب: «العدل والإحسان» المعارضة تؤسس لجنة لمناهضة تشميع بيوت أعضائها

أعلنت «جماعة العدل والإحسان» المغربية (إسلامية شبه محظورة)، أمس، أنه جرى تأسيس «لجنة مناهضة تشميع البيوت» في الدار البيضاء، وتضم حقوقيين وسياسيين، وذلك على أثر إقدام السلطات المغربية على تشميع عدد من البيوت التي يملكها أعضاء في الجماعة المعارضة.
وكشفت الجماعة عن أن السلطات المغربية أقدمت مجدداً أول من أمس على اقتحام وتشميع 4 بيوت لأعضاء من «جماعة العدل والإحسان» في مدن: المضيق وتطوان ومراكش. ويتعلق الأمر ببيتي محسن الدكني وعبد الحميد المثني بتطوان، وبيت حسن مستيتيف بالمضيق، وبيت إدريس شعاري بمراكش، مشيرة إلى أن السلطات ختمت مداخل البيوت الأربعة بالشمع الأحمر، دون تقديم أي حكم قضائي يقضي بذلك، وأنه جرى اقتحام بعض البيوت في غياب أصحابها ودون إخبارهم، و«لم يُعرف ما قامت به القوات المقتحمة بداخلها، كما لم تكلف الجهات المشرفة على الاقتحام والتشميع تفسير ولا شرح أسباب حرمان أصحاب البيوت وأهاليهم وأبنائهم من التمتع بمساكنهم»، واصفة هذا الإجراء بـ«الفعل السلطوي الأخرق»، و«الحملة الهوجاء».
ووصل عدد بيوت أعضاء «العدل والإحسان» المشمعة، التي أغلقتها السلطات حتى الآن، إلى 14 بيتاً؛ 4 منها في الشرق، بينها بيت الأمين العام للجماعة في وجدة محمد عبادي.
ورداً على هذا الإجراء الذي عدّته «خرقاً سافراً للقانون المغربي وللمواثيق الدولية والتشريعات المختلفة»، قالت الجماعة إن مجموعة من الأطر السياسية والمدنية والحقوقية وفعاليات ديمقراطية بالدار البيضاء، وبعد سلسلة من المشاورات، عقدت اجتماعاً تداولت فيه ما أقدمت عليه السلطات من تشميع كثير من البيوت في عدد من المدن المغربية؛ «في خرق سافر للقانون وشطط في استعمال السلطة، وانتهاكاً لحرمة ممتلكات المواطنين، تحت ذرائع واهية، فقط لأنهم أعضاء في (جماعة العدل والإحسان)»، مشيرة إلى أنه «بعد مناقشة مختلف الجوانب المرتبطة بهذا الموضوع، والمبادرات النضالية التي يستلزمها، تم الاتفاق على تأسيس (لجنة مناهضة تشميع البيوت) بالدار البيضاء، منفتحة على كافة الإطارات والفعاليات الديمقراطية، والقيام بمختلف المبادرات النضالية المشروعة، الكفيلة بوضع حد لهذا الانتهاك لحرمة الممتلكات بالتشميع غير القانوني».
ونظم أعضاء الجماعة مساء أول من أمس وقفة احتجاجية تضامنية أمام البيت المشمع. لكن السلطات تقول إن قرار تشميع بيوت أعضاء بارزين في هذا التنظيم المعارض يعود إلى تحويلها من بيوت للسكن إلى ما يشبه دور للعبادة، أو مقرات لعقد الاجتماعات دون الحصول على تراخيص قانونية، ويتهم مالكوها جراء ذلك بـ«عقد تجمعات غير مرخص لها»، و«الانتساب إلى جمعية محظورة»، فيما تقول الجماعة إن الغرض من التشميع هو التضييق على أنشطتها لأنه لا يسمح لها ببناء مقرات.
من جهتها، ذكرت الجماعة أن عمليات تشميع بيوت أعضائها بدأت منذ سنة 2006، وأن السلطات أقدمت أواخر السنة الماضية على تشميع بيت آخر في مدينة وجدة في 3 ديسمبر (كانون الأول)، ثم أتبعته بتشميع وإغلاق 3 بيوت في كل من القنيطرة والدار البيضاء وأغادير في 5 فبراير (شباط) 2019، ثم تشميع 3 بيوت أخرى في كل من طنجة وفاس والجديدة يوم 26 فبراير، ثم البيوت الأربعة التي شمعت أول من أمس.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».