فينيسيا تبحث عن مدينة بديلة لمواجهة التدفق الهائل للسياح

يوفر موقع مدينة البندقية الإلكتروني نصائح حول المياه العالية لمساعدة الناس على تفادي الأماكن التي غمرتها الفيضانات. وأصبح الموقع الآن يتنبأ بنوع آخر مختلف من الفيضانات: التدفقات الهائلة من السياح. ويستخدم الموقع مقياس 1 إلى 20.
وكان يوم من أيام شهر أبريل (نيسان) الماضي هو الأسوأ على ذلك المقياس حتى الآن. ومع ذلك، تشعر المدينة بالازدحام، والجو اللاذع الخانق.
وبالنسبة إلى أولئك الذين سمعوا عن المدن المجاورة، لعلهم يتساءلون عمن يتخلى عن عقيدته السياحية في فينيسيا عن طيب خاطر، تلك المدينة التي تعتبر موطنا لمتاهة عظيمة من الكنوز المعمارية، والفنية، والتاريخية، ويذهب بدلا منها إلى وجهة لم يسمع عنها الكثيرون، مثل مدينة تريفيزو.
ولكن من إحدى النواحي، فإن روعة تريفيزو تكمن في هدوئها الرائع تماما، كما تكمن روعة فينيسيا في أطلالها القديمة.
صارت فينيسيا في الآونة الأخيرة عاصمة الإفراط السياحي الأوروبية بامتياز، وهو اصطلاح جديد لتوصيف جحافل السياح الذين يأتون لإهدار أحياء وشوارع وربما شخصية واحدة من أفضل وأبرز المدن الأوروبية قاطبة.
ولا يعرف أحد على وجه التحديد عدد السياح الذين يزورون فينيسيا في كل عام. وتشير بعض التقديرات أن العدد يصل إلى 30 مليون سائح، ولكن المدينة، والتي تقول إن العدد لا يتجاوز 12 مليون سائح سنويا (ارتفاعا من 9 ملايين قبل عشر سنوات)، تقول أيضا إن هذه الأرقام الغريبة تحسب الزائرين المنفردين عدة مرات. وعلى أي حال، من الواضح أن هناك عددا كبيرا جدا من السياح الوافدين على المدينة بالنسبة إلى سكانها الذين يعانون من النزيف السياحي الهائل.
وليست فينيسيا هي المدينة الأوروبية الوحيدة التي تعاني من زيادة عدد السائحين. فهناك أيضا برشلونة، وأمستردام، ودوبروفينك، وغيرها من المدن الشهيرة التي تعاني من ذلك. وقاومت بعض المدن تلك التوجهات بفرض الضرائب السياحية، والحظر على استخدام خدمات «Airbnb» الإيجارية، وفرض الغرامات على السلوكيات المسيئة.
لكن تريفيزو، والمدن المفضلة في جميع أنحاء أوروبا تقدم البديل لذلك. فهي تبعد مسافة نصف ساعة بالقطار من فينيسيا. وهي تعتبر الواحة الهادئة المجاورة، والمكان المقصود لتجديد الثقافة والأدب العصريين في المدينة الإيطالية التي تتحدث بلغة أهل البلاد، قبل أن تنضم إلى قائمة الوجهات السياحية المفرطة في عدد الزوار.