الرواج السينمائي لـ«الممر» يجدد آمال عودة إنتاج الأفلام الحربية

استطاع الفيلم المصري «الممرّ» خلال الأسبوع الأول من موسم عيد الفطر السينمائي، أن يثبت قدرته على المنافسة، ويحقق أكثر من 20 مليون جنيه تساعده على مواصلة المنافسة خلال موسم الصيف الممتد إلى عيد الأضحى المقبل.
وكان من اللافت صنع الفيلم حالة مختلفة بين الجمهور المصري على مواقع التواصل، حيث يدعمه معظم مَن يشاهده بدعوة أصدقائه إلى حضوره في السينما، واصطحاب الأطفال، ليعرفوا أكثر عن بطولات وتضحيات الجيش، ولكن يبقى السؤال: هل هذه الحالة التي تحققت كافية لفتح شهية المنتجين المصريين لصناعة أفلام حربية على غرار «الممرّ»، أم سيكون الفيلم مجرد استثناء، وستختفي هذه النوعية سنوات طويلة عن شاشة السينما مرة أخرى؟
المنتج هشام عبد الخالق، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الإقبال على إنتاج أفلام حربية عادة يكون خارج حسابات المكسب والخسارة، وبالتالي لا بد أن يكون المنتج متحمساً للفكرة، ويتعمد صناعة فيلم هادف، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه اعتاد، خلال مشواره السينمائي، أن يخوض مغامرات إنتاجية، وعندما تحقق النجاح فتحت شهية غيره من المنتجين على خوضها، وهذا سيتحقق مع السينما الحربية بعد «الممر»، حسب «عبد الخالق»، الذي أكد أيضاً أن هناك حالة من الترقب لما سيحققه فيلم «الممر» بنهاية الموسم، وهو ما سيترتب عليه اتخاذ قرارات بخوض الآخرين للتجربة أو تجاهلها.
وأوضح عبد الخالق أن فيلم «الممر» حقق حالة في الشارع المصري، وهناك كثير من أولياء الأمور يصطحبون أطفالهم لمشاهدة الفيلم، وهذا سينعكس على الإيرادات خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي مطلوب من كل فيلم يُصنع عن بطولات الجيش أن ينجح في تحقيق هذه الحالة حتى يتحمس لمشاهدته الجمهور.
وقال عبد الخالق إن بعض الموزعين تعاملوا مع «الممر» بشكل تجاري بحت، وفضلوا أفلاماً أخرى عليه في أيام العيد باعتباره ليس تجارياً، وبالتالي قد تحقق الأفلام «اللايت» دخلاً أكبر في الإيرادات، ولكن جاء الدعم للفيلم من الجمهور الذي حرص على مشاهدته، وتقديم النصيحة للغير بمشاهدته لما يحمله من رسائل هادفة، بالإضافة إلى وجود متعة في المشاهدة.
ويحكي «الممر» قصة ضابط صاعقة يدعى «نور» يجسده الفنان أحمد عز، شارك في حرب 1967 التي يتناولها الفيلم في ثلثه الأول، وبعد أن تكشف الأحداث عن تسرب روح الهزيمة للشعب المصري، يتم تكليف الضابط «نور» بإعداد مجموعة قتالية لتنفيذ عملية خلف خطوط العدو الإسرائيلي في عمق سيناء التي كانت محتلّة حينها، وينتهي الفيلم بنجاح العملية وتحرير عدد من الرهائن.
بطل الفيلم الفنان أحمد عز، قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن ميزانية فيلم «الممر» مرتفعة جداً، مقارنة بالأفلام الأخرى، وبالتالي على الدولة أن تتدخل وتشارك في الإنتاج حتى يتحمّس منتجو القطاع الخاص لإنتاج هذه الأفلام التي غابت عن السينما المصرية سنوات طويلة بسبب تكلفتها المرتفعة.
وأوضح عز أن هناك حاجة ماسّة لصناعة أفلام عن الأبطال المصريين في كل المجالات بصفة عامة، وتسليط الضوء على تضحيات القوات المسلحة في الحروب بصفة خاصة، مشيراً إلى أن فيلماً مثل «الممر» يسهِم في تخليد إحدى العمليات الناجحة التي تم تنفيذها خلال حرب الاستنزاف، التي يوجد مثلها كثير يمكن تحويله لعشرات الأفلام. وتقدم أحمد عز بالشكر للقوات المسلحة المصرية متمثلةً في إدارة الشؤون المعنوية، على الدعم اللوجيستي الذي تلقاه الفيلم، مؤكداً أن «هذا النوع من الدعم يكون في كثير من الأحيان أهم من الدعم المادي، فالسماح بالتصوير في المناطق العسكرية ليس بالأمر السهل، ولكن كانت هناك قناعة لدى المسؤولين أن مثل هذا الفيلم لن يُصنع كل يوم، وبناء على ذلك، وفَّرت له القوات المسلحة المعدات الخاصة بحرب 1967، من دبابات وطائرات ومدفعية ثقيلة، وذلك بعد أن قام المهندسون العسكريون بعمل صيانة لها لتكون صالحة للاستخدام في الفيلم.