عزا المشاركون في ندوة بالدار البيضاء حول «مستقبل الدفع بالهاتف النقال في المغرب وأفريقيا» بطء انتشار استعمال الأداء بالهاتف النقال في المغرب إلى توسع الشمول المالي وتوفر الخدمات البنكية، من جانب، ووجود قطاع اقتصادي غير مهيكل يفضل الأداء نقداً، بسبب التخوف من تعقب إدارة الضرائب، من جانب آخر.
وأبرزت الندوة، التي شارك فيها 230 شخصاً من 8 دول، أن المغرب استكمل منذ نهاية العام الماضي وضع الإطار القانوني لعمليات الدفع بالهاتف الجوال، ومنح البنك المركزي 15 ترخيصاً لفاعلين مختلفين بينهم بنوك وشركات تحويل الأموال وشركات الاتصالات، غير أن إقلاع هذا النشاط يتطلب، حسب الخبراء، إقناع المستعملين بجدواه وفائدته.
وتقول سلوى قريقري بلقزيز، رئيسة الفيدرالية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات، إنه من السابق لأوانه تقييم أداء منظومة الأداء باستعمال الهاتف الجوال في المغرب، لأنها في بدايتها. وأشارت إلى أنها تتوقع أن تعرف عمليات الدفع بالهاتف الجوال التطور ذاته الذي عرفته الأداءات عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن تجارة الإنترنت عرفت في المغرب نمواً بنسبة 235 في المائة من حيث عدد العمليات، وبنسبة 150 في المائة من حيث الحجم في ثلاث سنوات.
من جانبه، قال محمد حوراني، رئيس شركة «هايتك بايمنت سيستمز» الرئيس السابق لاتحاد رجال الأعمال المغاربة، إن الإطار القانوني المغربي للدفع بالهاتف الجوال جاء بثلاث ميزات أساسية، هي الطابع الفوري للعمليات، وقابلية التشغيل البيني بالنسبة للشبكات البنكية وشبكات الاتصالات، إضافة إلى استعمال رقم الهاتف كرقم الحساب المصرفي للأداءات الجوالة.
وقال حوراني: «يجب أن نكفّ عن الحديث عن استهداف القطاع غير المهيكل ومحاربته، وربط ذلك بمصير نشاط الدفع عبر الهاتف. القطاع المهيكل لا يمكنه الاستغناء عن النقد لأنه لا يترك أثراً. ولكي يستعمل وسيلة أداء أخرى يجب أن توفر له هذه الوسيلة ضمان عدم الكشف عن هويتها، وبالتالي عدم إمكانية تعقبه من طرف الضرائب».
وأضاف حوراني أن تطوير نشاط الدفع باستعمال الهاتف يجب أن يتم عبر توفير عرض من الخدمات تستجيب لحاجات المستعملين، وعندما يجد هؤلاء، خصوصاً التجار الصغار، مصلحة ومنفعة في استعمال الدفع بالهاتف، فإنهم سيقبلون عليه.
وأشار المشاركون في الندوة إلى أن الدفع بالهاتف الجوال عرف توسعاً كبيراً في العالم، حيث وصل عدد مستعمليه إلى 850 مليون شخص نهاية 2018، يوجد نصفهم في أفريقيا، وثلثهم في آسيا. ويرى المراقبون أن سبب التطور القوي لوسيلة الأداء عبر الهاتف في أفريقيا يرجع إلى ضعف الشمول المالي مقارنة مع أوروبا.
وتندرج هذه الندوة في إطار جولة أفريقية حول التحول الرقمي، التي نُظّمت في إطارها ندوات سابقة منذ بداية العام الحالي في تونس وبنين وتوغو وبوركينا فاسو. وبعد ندوة المغرب ستحط هذه القافلة الرحال في السنغال وكوت ديفوار ثم الجزائر. وفي كل بلد تُقام ندوة حول موضوع معين من مواضيع التحول الرقمي في المجتمعات الأفريقية بارتباط مع أهداف التنمية المستدامة.
«مخاوف التعقب» تحدّ من انتشار الدفع عبر الهاتف بالمغرب
«مخاوف التعقب» تحدّ من انتشار الدفع عبر الهاتف بالمغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة