الرئيس المصري في كلمة للأمة: نخوض معركة وجود.. وسننتصر بالجهد والعمل

أعلن تشكيل لجنة لدراسة أسباب انقطاع الكهرباء.. وتعهد بدحر الإرهاب

الرئيس المصري في كلمة للأمة: نخوض معركة وجود.. وسننتصر بالجهد والعمل
TT

الرئيس المصري في كلمة للأمة: نخوض معركة وجود.. وسننتصر بالجهد والعمل

الرئيس المصري في كلمة للأمة: نخوض معركة وجود.. وسننتصر بالجهد والعمل

في خطاب مرتجل، علق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على عطل فني تسبب في انقطاع الكهرباء عن عدد من المدن الخميس الماضي، قائلا إن الأزمة تعكس حجم التحديات التي تواجه بلاده، بسبب تردي حالة مرافق الدولة، الناتج عن عدم توافر التمويل اللازم لأعمال الصيانة والتطوير.
وطالب السيسي، الذي تولى منصبه قبل شهرين، المواطنين بـ«الصبر والتعاون» مع الحكومة لتجاوز تلك التحديات، عادا بلاده تخوض معركة وجود، وأنها لا بد أن تنتصر بالجهد والعمل، متعهدا بدحر الإرهاب.
وقال الرئيس السيسي، في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الرسمي أمس، إن بلاده تحتاج إلى 130 مليار جنيه (نحو 18.2 مليار دولار) خلال السنوات الخمس المقبلة لتطوير منظومة إنتاج الطاقة، لافتا إلى أن مرفق الكهرباء يعاني عدم مواجهة مشاكله منذ سنوات، حيث لم تتواكب حركة إنشاء محطات توليد كهرباء جديدة مع متطلبات الاستهلاك المتنامي.
وانقطعت الكهرباء، الخميس الماضي، عن العاصمة القاهرة، وعدد من المحافظات لعدة ساعات، مما تسبب في توقف حركة مترو الأنفاق، وانقطاع بث قنوات فضائية، وخروج محطات المياه عن الخدمة. وقالت الحكومة إن الأزمة ناجمة عن عطل فني.
وأشار السيسي إلى أن أزمة انقطاع الكهرباء التي ضربت البلاد الأسبوع الماضي هي الثانية في تاريخ مصر الحديث، حيث سبق أن حدثت خلال عقد التسعينات، مضيفا أن مرفق الكهرباء يحتاج لاستثمارات ضخمة، لن يجري تنفيذها بين يوم وليلة.
وأوضح الرئيس المصري أنه جرى تشكيل لجنة من أساتذة الجامعات والمتخصصين والفنيين العسكريين من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للوقوف على الأسباب الحقيقية لانقطاع الكهرباء، وإن الدولة ستعلن كل التفاصيل بشفافية تامة ولن تخفي شيئا عن الشعب.
وأشار السيسي إلى جهود الحكومة لجذب استثمارات خاصة لتمويل إنشاء محطات توليد كهرباء جديدة، لافتا إلى حاجة بلاده العاجلة لنحو 12 ألف ميجاوات، مما يعني تكلفة قدرها «12 مليار دولار»، بالإضافة إلى تكلفة الوقود اللازم لتشغيل المحطة والبالغ 700 مليون دولار.
وقال السيسي، في كلمته التي اتسمت بالشفافية بحسب مراقبين، إنه سبق أن أكد صعوبة التحديات التي تواجه بلاده خلال لقاءات عقدها مع من سماهم «النخب المصرية» حين كان لا يزال يتولى منصب مدير المخابرات الحربية في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أنهت 3 عقود من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. وطالب السيسي الكتاب والصحافيين والساسة بأن يقوموا بما وصفه بـ«مسؤوليتهم الوطنية» ومصارحة المصريين بحقيقة تقديره الموقف حينها.
وتعاني مصر من عدة سنوات انقطاعا متكررا في التيار الكهربائي، لكن الأزمة تفاقمت بشكل كبير قبل 3 سنوات، بسبب نقص إمدادات الوقود لمحطات توليد الكهرباء، وتردي حالة عدد من المحطات.
وطالب الرئيس المصري المواطنين بالتكاتف والوحدة في مواجهة الأزمات، لافتا إلى أنه كان صريحا معهم منذ البداية (خلال حملته الانتخابية)، مؤكدا أنه لن يستطيع العمل بمفرده، وأنه يحتاج إلى تعاون وصبر كل المصريين.
وحظي السيسي بشعبية كبيرة لدى قطاعات من المصريين أثناء توليه منصب وزير الدفاع، حيث توافق الجيش مع قوى سياسية ورموز دينية على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، استجابة لمظاهرات شعبية حاشدة ضد حكمه.
وأشار السيسي خلال كلمته أمس إلى من سماهم «أهل الشر والدمار»، في إشارة على ما يبدو إلى أنصار جماعة الإخوان الذين تتهمهم الحكومة بالوقوف خلف تفجيرات أبراج كهرباء الضغط العالي. وقال السيسي إن «شبكة الكهرباء الضعيفة تجد أهل الشر والدمار الذين يريدون عرقلتها للتأثير في حياة المواطنين وإثارة غضبهم».
وفي مسعى للتدليل على نقص الموارد، قال السيسي في كلمته أمس إن الحكومة تمكنت من إنشاء عشرات المدارس، لمواجهة زيادة أعداد الطلاب، لكن المشكلة التي تواجهها حاليا هي كيفية تمويل رواتب 51 ألف مدرس لتشغيل تلك المدارس.
وطالب السيسي من المواطنين المساهمة في حماية المرافق العامة والتصدي للعابثين بمقدرات المصريين، قائلا إن بلاده «تحارب في معركة وجود، بدأت من سنين طويلة لهدمها، ونحن نعمل الآن على أن نعيدها مرة أخرى للمكانة التي تستحقها».
وانتقد السيسي في كلمته أداء وسائل الإعلام المحلية في متابعتها أزمة انقطاع الكهرباء، مشيرا إلى عنوان محدد في صحيفة خاصة، قائلا: «لما ألاقي (حين أجد) في الجرنال عنوان (الحكومة منورة)، هل هذه هي طريقة المعالجة»، مطالبا الإعلاميين بلغة تستوعب «الحجم الحقيقي للمشكلات».
وتطرق الرئيس المصري إلى مواجهة بلاده لخطر الجماعات الإرهابية في سيناء، معزيا أسر شهداء من الشرطة سقطوا الأسبوع الماضي في تفجير لمدرعة تابعة للأمن المركزي، أودى بحياة ضابط و10 جنود، قائلا: «كل التحية والتقدير لهم، وربنا يجمعنا بهم في الجنة إن شاء الله».
وأشار السيسي إلى أن المعركة مع الإرهاب تحتاج إلى الوقت، لافتا إلى حرص قوات الجيش المصري على عدم سقوط ضحايا من الأبرياء خلال المواجهات مع العناصر المتطرفة، التي أكد أن مواجهتها تجري بكل حسم وحزم.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.