«الحرس الثوري» يدحض {أكاذيب} عن هروب قادته

«الحرس الثوري» يدحض {أكاذيب}  عن هروب قادته
TT

«الحرس الثوري» يدحض {أكاذيب} عن هروب قادته

«الحرس الثوري» يدحض {أكاذيب}  عن هروب قادته

رد «الحرس الثوري»، أمس، على تقارير حول «اعتقال وهروب» عدد من قادته خلال الأسابيع الأخيرة، عادّا ما يُتداول بهذا الشأن «أكاذيب وإشاعات». وقال المتحدث باسم «الحرس الثوري» رمضان شريف، في أول تعليق رسمي من «الحرس الثوري» على تقارير كشفت عن اعتقال وهروب قادة كبار في الجهاز العسكري: «تكتيكات تكرارية للأعداء تستهدف الرأي العام».
وزعم شريف أن القادة الذين ارتبطت أسماؤهم بمعلومات عن حملة أمنية في صفوف «الحرس الثوري»، تولوا مهام جديدة في الجهاز العسكري بعد التغييرات الأخيرة، وقال تحديداً: «إنهم ينشطون في موقع جديد في (الحرس) ويقومون بمهام ومسؤوليات ولم تنشر عنهم أخبار في المحافل». ولم يوضح شريف ما أسباب نقل القادة من أماكنهم السابقة.
يأتي ذلك؛ بعد 6 أسابيع من زلزال كبير ضرب «الحرس الثوري» على مستوى صفوفه القيادية بقرار مفاجئ من المرشد علي خامنئي منح حسين سلامي شارة قائد «الحرس الثوري» بدلاً من محمد علي جعفري، قبل أن يعين علي فدوي نائباً لقائد «الحرس» ويسمي محمد رضا نقدي منسقاً عاماً لـ«الحرس»، ويمدد مهمة حسين طائب في رئاسة جهاز استخبارات «الحرس».
وفُسرت خطوة خامنئي بأنها إعادة ترتيب الأوراق في جهاز «الحرس الثوري» بعد أسبوعين من تصنيفه على قائمة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة.
ووصف شريف خطوة البيت الأبيض بـ«الخطأ الاستراتيجي» وأشاد في الوقت نفسه بقرار الحكومة والبرلمان بتسمية قوات القيادة المركزية الأميركية في المنطقة (سنتكوم) والقوات التابعة لها بـ«الإرهابية».
وعادة يتجنب «الحرس الثوري» الرد على تقارير حول تورط قادته في قضايا فساد مالي أو هروب قادته.
ووجه شريف أصابع الاتهام إلى «أعداء» ووسائل الإعلام المنتقدة للنظام الإيراني، وربط بين ما وصفها بـ«الإشاعات» والتطورات الأخيرة على مستوى قيادة «الحرس الثوري» وأفراد أسرهم. وقال في هذا الصدد: «ينشرون أكاذيب مقززة مثل الهروب من البلد أو اعتقال عدد من قادة الحرس مثل القادة نصيري وربيعي وتولايي...».
وكان شريف يشير إلى تقارير وسائل إعلام إيرانية أفادت بأن المساعد السابق للشؤون الاستراتيجية في «الحرس الثوري» محمد تولايي اعتقل أثناء محاولته مغادرة إيران. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن القيادي في «الحرس الثوري» متورط في تهريب أرشيف البرنامج النووي الإيراني إلى إسرائيل وفقاً لموقع «إذاعة فردا» الأميركي.
وكان كشف عن الأرشيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أبريل (نيسان) العام الماضي قبل أيام قليلة من إعلان دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي، وهي وثائق تقول إسرائيل إنها حصلت عليها من موقع في جنوب العاصمة طهران عبر عمليات نفذها جهاز «الموساد» على الأراضي الإيرانية.
كما أعلن «الحرس الثوري» الشهر الماضي إقالة علي نصيري قائد وحدة «أنصار» التابعة لجهاز استخبارات «الحرس» والمسؤولة عن حماية الشخصيات الرسمية والسياسية والأماكن الاستراتيجية في العاصمة طهران؛ بما فيها مقر المرشد الإيراني والرئيس ونواب البرلمان. كذلك؛ قالت تقارير إعلامية إن «الحرس الثوري» اعتقل مصطفى ربيعي، المساعد السابق في جهاز تفتيش «الحرس» المسؤول عن ضبط سلوك أعضاء «الحرس الثوري». وفي بداية الشهر الماضي، قالت تقارير إن ربيعي أقيل من منصبه وترك مكانة لرضا سليماني، من دون تحديد المنصب الجديد لربيعي.
يذكر أن تقارير صحافية في أبريل 2015 كشفت عن إعدام مسؤولين بارزين في المخابرات الإيرانية؛ أحدهم مسؤول ملف إسرائيل في مخابرات «الحرس الثوري»، والثاني مسؤول ملف إسرائيل في وزارة الإطلاعات (المخابرات) الإيرانية.



غروسي يزور موقعين نوويين في إيران

مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
TT

غروسي يزور موقعين نوويين في إيران

مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)

زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الجمعة، موقعين نوويين رئيسيين في إيران، في وقت تؤكد طهران أنها تريد إزالة «أي شكوك أو غموض» بشأن برنامجها النووي الذي يثير جدلاً.

وتُعد المحادثات في طهران مع مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إحدى الفرص الأخيرة للدبلوماسية قبل عودة دونالد ترمب في يناير (كانون الثاني) المقبل إلى البيت الأبيض.

وتأتي زيارة غروسي قبل مشروع قرار حساس قد تطرحه لندن وبرلين وباريس على مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة خلال الشهر الحالي. وزار غروسي الموقعين الواقعين على مسافة مئات الكيلومترات عن طهران، حسب صورتين نشرتهما وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا». وفي كلّ من الصورتين، يظهر غروسي أمام مدخل إحدى المنشأتين برفقة بهروز كمالوندي الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.

«الانخراط الدبلوماسي»

منشأة «نطنز» النووية التي تبعد 322 كيلومتراً جنوب طهران (أ.ب)

وقال الباحث سامويل هيكي من مركز الإشراف على الأسلحة وعدم انتشارها في واشنطن، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «(نطنز) هي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، بينما يضم (فوردو) بعضاً من أكثر أجهزة الطرد المركزي تطوراً».

وأضاف هيكي أن «فوردو» يُعد «من بين أكثر المواقع الإيرانية حساسية من ناحية الانتشار».

وشدّد الباحث على أن إيران تظهر من خلال زيارة غروسي أن «الوصول الأسهل إلى هذه المنشآت يمر عبر الانخراط الدبلوماسي». ويُراقب موقع «فوردو» في وسط إيران عن كثب منذ أن بدأت طهران إنتاج اليورانيوم المخصّب عند مستوى 60 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، فضلاً عن موقع «نطنز» في وسط إيران أيضاً.

كما قال ديفيد آلبرايت رئيس المعهد من أجل العلوم والأمن الدولي، ومقره في الولايات المتحدة، والمتخصص بانتشار الأسلحة النووية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن إيران «تتظاهر بالتعاون من أجل تقويض الدعم لقرار في مجلس المحافظين».

«مستعدون للتعاون»

بزشكيان يستقبل غروسي في طهران يوم الخميس (الرئاسة الإيرانية - أ.ف.ب)

وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة السلاح النووي، التي تخصب اليورانيوم بمستوى يصل إلى 60 في المائة مع الاستمرار في تعزيز مخزوناتها من اليورانيوم. وتثير آثار يورانيوم غير معروفة المصدر عُثر عليها في موقعين غير مصرح عنهما قرب طهران - هما «تورقوز آباد» و«ورامين» - شكوكاً لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، للتلفزيون العام، الخميس: «نحاول تهدئة الأجواء بعض الشيء». كما قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال لقائه غروسي: «كما أثبتنا مراراً حسن نوايانا، نحن مستعدون للتعاون والتقارب مع هذه المنظمة الدولية من أجل إزالة جوانب الغموض والشكوك المزعومة حول الأنشطة النووية السلمية لبلادنا».

أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فكتب عبر منصة «إكس»، قائلاً: «نحن مستعدون للتفاوض على أساس مصالحنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتصرف، لكننا لسنا مستعدين للتفاوض تحت الضغط والترهيب». وقد التقى غروسي، الخميس، أيضاً. وكان عراقجي في عام 2015 كبير مفاوضي إيران في المباحثات حول برنامجها النووي مع القوى العظمى.

سياسة «ضغوط قصوى»

صورة التقطها قمر «ماكسار للتكنولوجيا» تظهر عمليات توسع في محطة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم بين أغسطس 2020 و11 ديسمبر من العام نفسه (أ.ف.ب)

وانتهج ترمب خلال ولايته الأولى بين عامين 2017 و2021 سياسة «ضغوط قصوى» حيال إيران، وأعاد فرض عقوبات مشددة عليها أبقت عليها لاحقاً إدارة جو بايدن. وفي عام 2018، أعلن ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وأبرم الاتفاق النووي بين طهران و6 قوى كبرى في عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران في مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.

وتنفي طهران أن يكون لديها طموحات كهذه على الصعيد العسكري وتدافع عن حقها بامتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية ولا سيما في مجال الطاقة. ورداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بدأت طهران التراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات أتاحت نمو وتوسّع برنامجها النووي بشكل كبير. ومن أبرز تلك الخطوات رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 3.67 في المائة، وهو السقف الذي حدّده الاتفاق النووي، إلى 60 في المائة، وهو مستوى قريب من نسبة الـ90 في المائة المطلوبة لتطوير سلاح ذري.