روسيا تبحث عن «نقلة نوعية» في التعاون الاقتصادي مع السعودية

«روساتوم» تفتتح مكتباً تمثيلياً لها في الرياض

وزيرا الطاقة السعودي والروسي على هامش اجتماعات «اللجنة المشتركة للتعاون التجاري» في موسكو أول من أمس (أ.ف.ب)
وزيرا الطاقة السعودي والروسي على هامش اجتماعات «اللجنة المشتركة للتعاون التجاري» في موسكو أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

روسيا تبحث عن «نقلة نوعية» في التعاون الاقتصادي مع السعودية

وزيرا الطاقة السعودي والروسي على هامش اجتماعات «اللجنة المشتركة للتعاون التجاري» في موسكو أول من أمس (أ.ف.ب)
وزيرا الطاقة السعودي والروسي على هامش اجتماعات «اللجنة المشتركة للتعاون التجاري» في موسكو أول من أمس (أ.ف.ب)

عكست المواضيع التي جرى بحثها خلال الاجتماع السادس لـ«اللجنة السعودية - الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي»، رغبة حقيقية متبادلة في تطوير التعاون في شتى المجالات بين البلدين، والانتقال إلى مرحلة تعاون استراتيجي في المجالات التجارية والاقتصادية، مع تركيز على القضايا التي تخدم مصالح الطرفين وتلبي متطلبات استراتيجياتهما للتنمية الاقتصادية.
وكانت العاصمة الروسية موسكو استضافت أول من أمس الاجتماع السادس لـ«اللجنة السعودية - الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي»، برعاية مشتركة من وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك. وفي كلمته أمام المشاركين أعلن الوزير الروسي عن خطوات تشكل نقلة نوعية في التعاون بين البلدين، وذلك حين أكد اهتمام روسيا بتطوير التعاون مع السعودية في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، وأعلن في هذا السياق عن افتتاح مؤسسة «روساتوم» الروسية للطاقة النووية ممثلية لها في الرياض. ووصف افتتاح هذا المكتب التمثيلي بأنه «خطوة مهمة في تطوير العلاقات الروسية - السعودية في مجال الطاقة الكهروذرية»، لافتاً إلى أن وجود «روساتوم» في المملكة «يضمن تعاوناً فعالاً مع الهيئات الحكومية السعودية والشركات الخاصة في جزء من حوار تنافسي حول مشروع بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة العربية السعودية».
من جهته؛ كشف يفغيني باكيرمانوف، مدير شركة «روساتوم أوفر سيز» التابعة لـ«روساتوم» والتي ستمثلها في السعودية، عن أن العمل مع الجانب السعودي يشمل أجندة واسعة، لا تقتصر على المشاركة في مناقصة بناء مفاعلات كهروذرية عالية السعة، مؤكداً العمل «في مجالات أخرى واعدة مثل بناء مفاعلات الطاقة المنخفضة والمتوسطة، ودورة الوقود، وتدريب كوادر فنية سعودية لإدارة المفاعلات الكهروذرية». ومع أن روسيا تتنافس حالياً مع دول أخرى للفوز بعقد بناء محطة للطاقة الكهروذرية في المملكة العربية السعودية، إلا إنها تأمل بشكل عام في تعاون أوسع وطويل الأمد بين البلدين في هذا المجال، وأن تكون لها حصة في مشروعات الطاقة في المملكة، لا سيما خطة بناء 16 مفاعلاً نووياً، خلال العقدين المقبلين، بتكلفة تزيد على 80 مليار دولار.
في سياق متصل، ونظراً لتنوع وكثرة مجالات التعاون التجاري - الاقتصادي بين البلدين، أشار وزير الطاقة الروسي إلى الحاجة لافتتاح ممثليات تجارية بين البلدين، وقال بهذا الصدد: «اتفقنا على العمل لافتتاح ممثليات تجارية في السعودية وروسيا». وأكد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ينمو باستمرار، وأنه تضاعف في الربع الأول من هذا العام مقارنة بحجم التبادل التجاري للفترة نفسها من عام 2018، حيث ارتفع إلى 420.4 مليون دولار. كما يتطور التعاون بين البلدين في المجال الزراعي، ونما حجم التبادل التجاري في هذا المجال مرتين خلال السنوات الثلاث الماضية، وبلغت حصيلة عام 2018 فقط نحو 500 مليون دولار.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».