نيجيرفان بارزاني يتعهد فتح صفحة جديدة مع بغداد

برهم صالح حضر مراسم تنصيبه رئيساً لإقليم كردستان منهياً صفحة القطيعة

نيجيرفان بارزاني متوسطاً الرئيس العراقي برهم صالح والمرشح لرئاسة حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني...
نيجيرفان بارزاني متوسطاً الرئيس العراقي برهم صالح والمرشح لرئاسة حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني...
TT

نيجيرفان بارزاني يتعهد فتح صفحة جديدة مع بغداد

نيجيرفان بارزاني متوسطاً الرئيس العراقي برهم صالح والمرشح لرئاسة حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني...
نيجيرفان بارزاني متوسطاً الرئيس العراقي برهم صالح والمرشح لرئاسة حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني...

أدى نيجيرفان بارزاني، الرئيس المنتخب لإقليم كردستان العراق، اليمين القانونية أمس خلال الجلسة السابعة لبرلمان إقليم كردستان، في مراسم خاصة حضرها الرئيس العراقي برهم صالح الذي زار أربيل للمرة الأولى منذ انتخابه رئيساً للجمهورية، ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، والممثل الشخصي لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وأكثر من ألف شخصية رسمية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية، عراقية وعربية وأجنبية، بالإضافة إلى رئيس الإقليم السابق زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.
كما حضر الجلسة للمرة الأولى نواب كتلة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (21 مقعداً) الذين قاطعوا الجلسة النيابية التي تم فيها انتخاب رئيس الإقليم الجديد في 28 من الشهر الماضي، بمشاركة وفد رفيع المستوى عن قيادة الاتحاد، برئاسة كوسرت رسول علي، النائب الأول لزعيم الحزب الشريك الرئيس في نظام الحكم بالإقليم، ما يوحي بانفراج ولو نسبي في العلاقات المتشنجة بين الحزبين الحاكمين على خلفية اتهامات متبادلة بالتنصل من تنفيذ الاتفاقين الثنائيين المبرمين بينهما قبل ثلاثة أشهر، بخصوص تقاسم الوزارات والمناصب في الرئاسات الثلاث بالإقليم، وحلحلة المشكلات العالقة بين بغداد والإقليم.
وفي مستهل الجلسة البرلمانية، ألقى مسعود بارزاني، كلمة أكد فيها أنه سيدعم رئيس الإقليم المنتخب بكل إمكاناته، ودعا جميع القوى السياسية في الإقليم إلى التعاون معه، بغية تكريس دعائم الديمقراطية وتوسيع نطاق الحريات العامة، وبناء نظام حكم برلماني قوي ومنصف. وأوضح بارزاني أن تنظيم «داعش» الإرهابي انتهى عسكرياً؛ لكن فكره الضلالي ما زال منتشراً، ما يستدعي التكاتف للقضاء عليه، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف يسعى إلى استغلال أي ثغرة سياسية أو أمنية في البلاد، لكي يبرز من جديد.
وبعد أدائه اليمين القانونية، ألقى رئيس الإقليم المنتخب كلمة مقتضبة، تعهد خلالها بتحقيق الوئام السياسي والاستقرار الأمني والاقتصادي في الإقليم خلال الأعوام الأربعة المقبلة من عهده. وتابع: «علينا جميعاً أن نعمل معاً بالتعاون مع السلطات الاتحادية في بغداد، لإيجاد حلول مشتركة للمعضلات العالقة، في ضوء أحكام الدستور الذي طالما حلم به الشعب العراقي، ليكون أساساً لبناء العراق الجديد، وضامناً لحقوق شعب كردستان وكل العراقيين في إطار نظام اتحادي. لقد بنينا آمالاً عريضة على ذلك الدستور، ليكون أساساً للتفاهم والتعاون المشترك وقبول الآخر، ولكن للأسف لم يتم تنفيذ مضامينه، ولم يتحقق العراق الجديد الذي يحلم به الشعب العراقي، والذي كرس الإقليم كل مؤسساته لدعمه ومساندته». وأردف يقول: «اليوم لا بديل عن الدستور في العراق، لا سيما أننا جميعاً لمسنا وبالتجربة العملية، كيف أن تجاهل الدستور بعمد أو بغير قصد أو عدم تنفيذ أي من فقراته، يفضي إلى نشوب مشكلات وتوترات وخلافات جديدة بين مكونات الشعب العراقي، ولكن ما زال بوسعنا إحياء الدستور وتفعيله وتنفيذه بشكل كامل ودون انتقائية، من خلال التفاهم المشترك والعمل البناء، لقطع الطريق أمام بروز جماعة ظلامية مثل (داعش) وغيره، ومنع تكرار المآسي التي حصلت في سنجار، وباقي محافظات العراق وإقليم كردستان».
كما أشاد الرئيس الشاب بتاريخ ونضالات رئيس الإقليم السابق، وقال إن ما تحقق في الإقليم من إنجازات هي ثمرة كفاح هذا الرجل، الذي أفنى نصف قرن من عمره في ميادين النضال السياسي والعسكري ضد الديكتاتورية المقيتة.
من جانبه، فإن الرئيس العراقي برهم صالح، الذي أنهى حضوره إلى أربيل ومشاركته في حفل التنصيب خصومة استمرت لشهور مع مسعود بارزاني، على إثر الخلاف الحاد حول الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وتعانقا معلنين طي صفحة الخلاف، أشاد في كلمته بدور وتاريخ رئيس الإقليم السابق، وقال إن «مكانته الرفيعة وما يتمتع به من احترام وتقدير من قبل شعبه، لا تقترن بالمناصب الرسمية، بل نابعة من ثقة ومحبة الناس لهذا السياسي الذي كرس حياته كلها لنصرة قضية شعبه الكردي».
بدوره، أكد رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، في كلمته، أن نيجيرفان بارزاني سيكون قادراً على حل المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد. وقال: «ننتظر من نيجيرفان بارزاني إنجاز الملفات العالقة مع بغداد وتصفير المشكلات، وسيكون قادراً على حل المشكلات بين بغداد وأربيل». وأوضح أنه «سيدعم توجهات بارزاني في عمله الجديد»، مشيراً إلى أن «إقليم كردستان كان ملاذاً دافئاً لأهله، واحتضن النازحين».
إلى ذلك، دعا زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، إلى «تصفير» الخلافات بين بغداد وأربيل، وإلى «طي صفحة الماضي، وإلى حلم كردي جديد، وهو العيش ضمن هذا الوطن وتقاسم ثرواته بعدالة، والنهوض به، والحرص على إعماره وازدهاره، وسيادته واستقلاله، فأحلام الأبناء ليست بالضرورة أن تكون ذاتها أحلام الآباء؛ لأن الظروف تتغير والشعوب تتطور».
وفي هذا السياق، يقول محسن السعدون، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس اللجنة القانونية السابق في البرلمان العراقي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك مؤشرات على أن العلاقة بين بغداد وأربيل سوف تشهد تطورات مهمة في المستقبل، استناداً إلى الكلمات والخطب التي ألقاها الزعماء العراقيون، سواء في بغداد أو أربيل» مبيناً أن «رئيس الإقليم الجديد لديه خبرة طويلة في التعامل مع بغداد، ويبدو أنه عازم على التوصل إلى حلول للمشكلات العالقة طبقاً للدستور».
الموقف ذاته أكدته ألا طالباني، النائبة الكردية في البرلمان العراقي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وقالت إن «من المتوقع أن تشهد العلاقة بين بغداد وأربيل تطوراً إيجابياً، بعد وصول نيجيرفان بارزاني إلى رئاسة الإقليم»، مبينة أن «هناك فرقاً بين حل المشكلات الإجرائية بين الطرفين والتي يمكن التفاهم حولها، وبين المشكلات والخلافات الدستورية، وهذه تحتاج إلى تفاهمات يشترك فيها الجميع، وليس فقط ممثلو الحكومتين في أربيل وبغداد».
أما عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية، عبد الله الخربيط، فيقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «من الصعب الحديث عن تصفير لجميع المشكلات بمجرد وصول قيادة جديدة؛ لكن من الممكن الحديث عن نقاط تفاؤل كثيرة، انطلاقاً من مجموعة مؤشرات، منها العمر، والجيل الثاني من القيادات الشابة التي بدأت تحكم العراق».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).