الذهب يهبط من ذروة 14 شهراً مع تراجع الطلب على الملاذ الآمن

الذهب يهبط من ذروة 14 شهراً مع تراجع الطلب على الملاذ الآمن
TT

الذهب يهبط من ذروة 14 شهراً مع تراجع الطلب على الملاذ الآمن

الذهب يهبط من ذروة 14 شهراً مع تراجع الطلب على الملاذ الآمن

تراجعت أسعار الذهب من ذروة 14 شهراً أمس الاثنين بعد أن تسبب اتفاق الولايات المتحدة والمكسيك على تفادي حرب تجارية في تقلص الطلب على المعدن الأصفر الذي يُعتبر ملاذاً آمناً.
وبحلول الساعة 05:30 بتوقيت غرينتش، نزل الذهب في المعاملات الفورية 0.9 في المائة إلى 1328.08 دولار للأوقية (الأونصة). وفي الجلسة السابقة، بلغ المعدن أعلى مستوياته منذ 19 أبريل (نيسان) 2018 عند 1348.08 دولار للأوقية. وتراجع الذهب في العقود الأميركية الآجلة واحدا في المائة إلى 1332.20 دولار للأوقية.
وأبرمت الولايات المتحدة والمكسيك اتفاقاً يوم الجمعة لتفادي حرب تجارية، مع موافقة المكسيك على أن توسع سريعا برنامج لجوء مثير للجدل وتنشر قوة أمنية لكبح تدفق المهاجرين غير الشرعيين من أميركا الوسطى.
كما دافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الاتفاق مع المكسيك في مواجهة انتقادات بعدم وجود التزامات جديدة كبرى لوقف تدفق المهاجرين من أميركا الوسطى إلى الولايات المتحدة، وقال يوم الأحد إنه سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل قريباً.
وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأسهم الآسيوية أمس الاثنين بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن تهديدها بفرض رسوم جمركية على المكسيك في اتفاق لمكافحة الهجرة غير الشرعية من أميركا الوسطى، وفي الوقت الذي عززت فيه بيانات ضعيفة للوظائف الأميركية الآمال في خفض أميركي لأسعار الفائدة.
وسيتطلع المستثمرون حالياً لأي تطورات في التجارة بين الصين والولايات المتحدة، في الوقت الذي تسببت فيه طول مدة النزاع بين البلدين في كبح التفاؤل في الأسواق.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 1.3 في المائة إلى 14.79 دولار للأوقية. واستقر البلاتين عند 806.28 دولار للأوقية، بينما هبط البلاديوم 0.3 في المائة إلى 1353.55 دولار للأوقية. وتثبت الحروب التجارية الدائرة في الوقت الراهن أنها أمر جيد بالنسبة لأسعار الذهب، حيث عززت صناديق التحوط من موقفها وتوقعاتها المستقبلية فيما يتعلق بالتعاملات في سوق السبائك الذهبية، وذلك بأفضل صورة ممكنة خلال فترة تصل إلى 12 شهرا تقريباً.
وبدأت تظهر حاليا ثمار تلك الحروب التجارية فيما يتعلق بأسعار الذهب، حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر إلى أعلى مستوى لها خلال 13 شهراً يوم الجمعة بعد انتعاش الطلب على المعدن الأصفر كأحد الأصول التي تمثل ملاذاً آمناً. وذكرت وكالة أنباء بلومبرغ في تقرير لها أن صناديق التحوط تعود في الوقت الراهن إلى الاستثمار بكثافة في الذهب في الوقت الذي تهيمن فيه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتوترات الجيوسياسية والضعف التدريجي في مجال الصناعات التحويلية على اهتمام المستثمرين.
وأكدت التوقعات غير المواتية الصادرة عن صندوق النقد والبنك الدوليين تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، مما يساعد السبائك الذهبية في التخلص من نوبات التذبذب بين الصعود والهبوط التي عانت منها لتنتعش وتتماسك أسعارها على ارتفاع خلال قطاع كبير من عام 2019.
وزادت صناديق التحوط من توقعاتها بحدوث زيادات مستقبلية فيما يتعلق بالعقود الآجلة والخيارات الخاصة بالذهب في الولايات المتحدة، حيث ارتفعت عملياتها لتصل إلى 174233 عقداً في الأسبوع المنتهى في الرابع من يونيو (حزيران)، وذلك حسبما أظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الجمعة.
ولمواجهة التوترات الجيوسياسية المتزايدة وحالة عدم اليقين المنتشرة بشأن الاقتصاد اندفعت الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا والصين، في موجة محمومة لشراء السبائك الذهبية في محاولة لتنويع الاحتياطيات، وذلك وفقاً لمجلس الذهب العالمي. وحظي المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً، هو أيضاً بدعم ودفعة قوية نتيجة انخفاض أسعار الفائدة وسط توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياط الاتحادي سوف يخفف من السياسات النقدية خلال العام الحالي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه يوم الأربعاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يبدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب اهتماماً بالغاً بخصخصة خدمة البريد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وهي خطوة قد تُحْدث تغييرات جذرية في سلاسل الشحن الاستهلاكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة في تقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار شركة ديلويت المسؤولة عن البوابة الإلكترونية للولاية (وسائل إعلام محلية)

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

اخترقت مجموعة دولية من المجرمين المعلومات الشخصية والمصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية رود آيلاند الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)

تحسن نشاط الأعمال في منطقة اليورو

منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
TT

تحسن نشاط الأعمال في منطقة اليورو

منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)

شهد نشاط الأعمال في منطقة اليورو تحسناً ملحوظاً هذا الشهر، فقد عاد قطاع الخدمات المهيمن إلى النمو، مما ساهم في تعويض الانكماش المستمر في قطاع التصنيع.

وارتفع «مؤشر مديري المشتريات المركب الأولي» لمنطقة اليورو، الذي تُعِدّه «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 49.5 في ديسمبر (كانون الأول) الحالي من 48.3 في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رغم أنه بقي دون مستوى الـ50 الذي يفصل بين النمو والانكماش. وكان استطلاع أجرته «رويترز» قد توقع انخفاضاً إلى 48.2.

وقال سايروس دي لا روبيا، كبير خبراء الاقتصاد في بنك «هامبورغ التجاري»: «نهاية العام جاءت أكثر تفاؤلاً مما كان متوقعاً بشكل عام. عاد نشاط قطاع الخدمات إلى منطقة النمو، مع تسارع ملحوظ في التوسع، مشابه للتوسع الذي شهدناه في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين».

وارتفع مؤشر قطاع الخدمات إلى 51.4 من 49.5، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى استقرار الوضع عند مستويات نوفمبر الماضي. ومع ذلك، فقد أظهرت البيانات أن الشركات لا تتوقع تحسناً سريعاً في النشاط؛ إذ حافظت على استقرار أعداد الموظفين بشكل عام، فقد تراجع مؤشر التوظيف في قطاع الخدمات إلى 50.1 من 51.0.

في المقابل، استقر مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع، الذي ظل دون 50 منذ منتصف عام 2022، عند 45.2 في نوفمبر، وهو أقل بقليل من توقعات الاستطلاع البالغة 45.3. كما تراجع مؤشر الناتج، الذي يغذي «مؤشر مديري المشتريات المركب»، إلى 44.5 من 45.1.

وأضاف دي لا روبيا: «لا يزال الوضع في قطاع التصنيع متدهوراً، فقد انخفض الناتج بوتيرة أسرع في ديسمبر الحالي مقارنة بأي وقت سابق من هذا العام، كما تراجعت الطلبات الواردة أيضاً».

وفي إشارة إلى استمرار تدهور الوضع، تواصل تراجع الطلب على السلع المصنعة في منطقة اليورو، فقد انخفض مؤشر الطلبات الجديدة إلى 43.0 من 43.4.

ومع ذلك، أظهرت البيانات تحسناً في التفاؤل العام، حيث ارتفع «مؤشر التوقعات المستقبلية المركب» إلى أعلى مستوى له في 4 أشهر، مسجلاً 57.8 مقارنة بـ56.1 في الشهر السابق.

وفي فرنسا، انكمش قطاع الخدمات بشكل أكبر في ديسمبر، رغم تباطؤ وتيرة الانكماش، وفقاً لمسح تجاري أجرته «ستاندرد آند بورز غلوبال». وارتفع «مؤشر نشاط الأعمال لقطاع الخدمات» التابع لمؤسسة «إتش سي أو بي» إلى 48.2 في ديسمبر من 46.9 في نوفمبر الذي سبقه، متجاوزاً بذلك توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 46.7.

كما شهد القطاع الخاص الفرنسي الأوسع تحسناً طفيفاً، حيث ارتفع «مؤشر الناتج المركب لقطاع إدارة المشتريات» إلى 46.7 من 45.9، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 45.9. ومع ذلك، تراجع نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 55 شهراً عند 39.6 مقارنة بـ41.1 في الشهر السابق.

وفي هذا السياق، قال طارق كمال شودري، الخبير الاقتصادي في بنك «هامبورغ التجاري»: «يظل قطاع الخدمات في حالة من الغموض، وباستثناء مدة قصيرة خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، فقد واجه مقدمو الخدمات صعوبة في تحقيق زخم للنمو».

وأشار المشاركون في الاستطلاع إلى أن عدم الاستقرار السياسي، وضعف ظروف الطلب، كانا من أبرز التحديات التي ساهمت في انخفاض حاد بالتوظيف. وبيّن الاستطلاع أنه رغم التحسن الطفيف في ثقة الأعمال، فإن التوقعات لا تزال ضعيفة في ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي.

أما في ألمانيا، فقد تراجع التباطؤ الاقتصادي بشكل طفيف في ديسمبر، لكن نشاط الأعمال ظل في حالة انكماش للشهر السادس على التوالي. وارتفع «مؤشر مديري المشتريات الألماني المركب»، الذي أعدته «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 47.8 من 47.2 في نوفمبر، رغم أنه ظل في منطقة الانكماش. وكان المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا قراءة تبلغ 47.8.

كما ارتفع مؤشر نشاط الأعمال لقطاع الخدمات في ألمانيا إلى 51 خلال ديسمبر من 49.3 في نوفمبر، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 49.4. وفي هذا السياق، قال دي لا روبيا: «يمثل هذا التحسن في قطاع الخدمات توازناً جيداً مع تراجع الناتج الصناعي السريع، مما يبعث بعض الأمل في أن الناتج المحلي الإجمالي قد لا يكون قد انكمش في الربع الأخير من العام».

وكانت ألمانيا قد تفادت الركود الفني في الربع الثالث، لكن الحكومة تتوقع انكماش الناتج بنسبة 0.2 في المائة عام 2024 عموماً، مما يجعلها متخلفة عن بقية الاقتصادات العالمية الكبرى. وعانى الاقتصاد الألماني من تأثيرات ازدياد المنافسة من الخارج وضعف الطلب وتباطؤ الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، أدى الخلاف حول الموازنة إلى إسقاط الائتلاف الثلاثي في البلاد، مما ترك أكبر اقتصاد في أوروبا في حالة من الغموض السياسي حتى الانتخابات المبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وقال دي لا روبيا: «لم يقدم قطاع التصنيع أي مفاجآت إيجابية في العطلات. هذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى الأخبار السلبية المستمرة حول الشركات التي تخطط لإعادة الهيكلة».

كما تدهور مؤشر التصنيع قليلاً، حيث انخفض إلى 42.5 من 43 في الشهر السابق، وظل بعيداً عن مستوى النمو. وكان المحللون يتوقعون زيادة طفيفة إلى 43.3.