جريصاتي: عون حريص على الصلاحيات والحريري عبّر عن موقف الحكومة في قمة مكة

بعد لقائه المفتي دريان لإيصال «رسائل محددة»

TT

جريصاتي: عون حريص على الصلاحيات والحريري عبّر عن موقف الحكومة في قمة مكة

أكد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، أن رئيس الجمهورية ميشال عون حريص على الصلاحيات لا سيما رئاسة الحكومة، قائلاً: «الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات حالياً»، وشدّد على أن رئيس الحكومة سعد الحريري تحدث في قمة مكة باسم الحكومة ووفق السياسة الخارجية التي يحددها مجلس الوزراء.
وجاءت مواقف جريصاتي إثر لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وبعد السجال الأخير بين «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» والحديث عن صراع على الصلاحيات واهتزاز التسوية السياسية، حيث قال: «توافقنا مع سماحة المفتي على تفسير حكم الأقوياء الذي هو مقتبس من وثيقة الوفاق الوطني على أساس التمثيل الشعبي الصحيح وصدقيته».
ومع إشارته إلى أن الزيارة أتت لإيصال رسائل محددة من رئيس الجمهورية إلى المفتي دريان، قال: «أصررنا على ضرورة عدم نسب الكلام إلى غير قائله وتأسيس مواقف تصعيدية عليه وتفاجأنا واستغربنا السقف الذي بلغته الخطابات السياسية الأخيرة». وأضاف أن «الرئيس عون يعتبر أن الخطاب السياسي مباح، ولكن سقف الخطاب تحدده القوانين المرعية وفي مقدمتها وثيقة الوفاق الوطني والدستور، يعني اتفاق الطائف والدستور، حيث لا شرعية لأي سلطة، وبالتالي لأي خطاب سياسي يناقض ميثاق العيش الواحد، ميثاق العيش المشترك».
وفي رد على سؤال عما إذا كان ما صدر عن الرئيس الحريري من موقف في القمة بمكة المكرمة يمثل الدولة اللبنانية، أجاب: «كلام السياسة الخارجية يحددها مجلس الوزراء، من يتكلم باسم الحكومة هو رئيس الحكومة، لن نعدل ونطور أو نحور دستورنا لملاءمة أي موقف».
وعن التسوية السياسية، أوضح: «نحن نحبذ عبارة التفاهمات الكبرى على عبارة التسويات التي تحمل في طياتها التنازلات، الدستور ليس ملكنا لنتنازل، تفاهمات كبرى، ونحن نعتبر أن الانتخابات الأخيرة وفق القانون النسبي مع التفضيل أمنت إلى حد بعيد التمثيل الصحيح، وأرست حكم الأقوياء، ونحن نعتبر أن الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات الدستورية حالياً، وبالتالي نحن نحترم كل الصلاحيات، فخامة الرئيس حريص على تطبيق الدستور بالصلاحيات كافة، ويعتبر أن رئيس حكومة لبنان هو الرئيس سعد الحريري حتماً، وهو الأقوى في بيئته بمعايير التمثيل، انتقل من بيئته ومن مكونه السياسي إلى رحاب الوطن أجمع، وبالتالي الرئيس الحريري يتكلم باسم الحكومة اللبنانية، هكذا يقول دستورنا، بعد أن ترسم السياسات بما فيها السياسة الخارجية، وتتخذ القرارات بالنصاب وبأكثرية التصويت في مجلس الوزراء، هذا هو الطائف وهذا هو الدستور ونحن حريصون عليه».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.