قرض ألماني غير مشروط للأردن... وتأكيد على حل سلمي للأزمة السورية

وزيرا خارجية البلدين أيدا «حل الدولتين» لإنهاء النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الألماني هايكو ماس في عمان أمس (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الألماني هايكو ماس في عمان أمس (إ.ب.أ)
TT

قرض ألماني غير مشروط للأردن... وتأكيد على حل سلمي للأزمة السورية

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الألماني هايكو ماس في عمان أمس (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الألماني هايكو ماس في عمان أمس (إ.ب.أ)

أعلنت الحكومة الألمانية، أمس (الأحد)، عن تقديم قرض مالي غير مشروط للأردن، بقيمة 100 مليون دولار أميركي، وسط إشادة بدوره الإقليمي في محاربة الإرهاب ضمن التحالف الدولي، ودوره في استضافة اللاجئين السوريين، فيما أكدت حكومتا البلدين على إرساء عملية السلام في المنطقة، والتمسك بالحل السلمي للأزمة السورية. كما تطرق وزيرا خارجية البلدين إلى «جهود محاصرة التوتر مع إيران»، وجهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، والتطورات في الحرب على الإرهاب، والمستجدات الإقليمية الأخرى.
وقال الصفدي إن البلدين متفقان على تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، ومتفقان على ضرورة تكثيف الجهود لحل الأزمات في المنطقة عبر الحوار، وعلى الأسس التي تضمن علاقات إقليمية قائمة على مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف: «نحن وألمانيا ننطلق من المبادئ ذاتها التي تستهدف تحقيق السلام والاستقرار، وتستهدف تحقيق التنمية في المنطقة، وتستهدف المساعدة بكل ما نستطيعه من أجل حل قضاياها، والتعامل مع تداعيات الأزمات، مثل قضية اللاجئين السوريين»، وشكر لألمانيا «الدعم الذي تقدمه للمملكة في جهودها لتلبية احتياجات مليون و300 ألف شقيق سوري يعيشون في الأردن، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة».
واستهل الوزير الألماني حديثه بالتهنئة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بمناسبة العيد العشرين لجلوسه على العرش، وأشاد بجهود الأردن في معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهه، وفي تعاونه مع صندوق النقد الدولي، وأضاف: «نحن على علم بالوضع الاقتصادي الصعب في الأردن، نعرف ذلك جيداً، ولذلك يسعدنا تواصل الأردن المشترك مع صندوق النقد الدولي في طريق الإصلاحات بشكل شجاع جداً، ونحن نحترم ذلك احتراماً كبيراً، وألمانيا تساعد الأردن في هذا الطريق بتوفير قرض مالي غير مشروط، بقيمة 100 مليون دولار أميركي».
وفي سياق متصل، قال الوزير الألماني إنه أجرى محادثات تناولت التعاون في محاربة «داعش»، ووجود القوات الألمانية في الأردن ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، موضحاً أن التنظيم ما يزال تهديده قائماً رغم فقدانه سيطرته المكانية، مؤكداً أن بلاده تريد أن تساهم في منع إعادة بناء هياكل «داعش» في المنطقة.
وكان الوزير الألماني قد استبق الزيارة الرسمية بنشر صور زيارته لقوات بلاده في الأردن، أول من أمس، على حسابه على «تويتر»، مقدراً لهم تضحيتهم ودورهم في التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، من دون الإشارة إلى موقع الكتيبة.
وفي شأن آخر، أكد وزيرا خارجية الأردن وألمانيا أن بلادهما متفقتان على أن حل الدولتين هو «السبيل الوحيد» لإنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وذلك قبل الإعلان عن الخطة الأميركية المرتقبة للسلام في الشرق الأوسط.
وقال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إن «القضية الفلسطينية كانت في مقدمة مباحثاتنا». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه قوله: «نحن وألمانيا متفقان على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، ونثمن غالياً الموقف الألماني الثابت، والجهود التي تقوم بها ألمانيا من أجل تحقيق هذا الحل».
وأكد الصفدي أن المملكة «تريد سلاماً شاملاً ودائماً، وتعمل من أجل أن يكون السلام شاملاً ودائماً»، وأضاف: «لا بد أن ينتهي الاحتلال، ولا بد أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية». وتابع الصفدي أن «الصراع سياسي، والحل سياسي، وبالتالي لا حل خارج إطار حل سياسي ينهي الاحتلال، ويحقق حل الدولتين، لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني بأمن وسلام، إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية».
ومن جهته، قال ماس: «ما زلنا متفقين على أن التوصل إلى حل الدولتين عبر المفاوضات هو الحل الوحيد» لهذا النزاع، وأضاف: «نحن نعلم أن الأردن يشعر بأنه متأثر بشكل خاص بأي خطة سلام في الشرق الأوسط، بسبب دوره الخاص فيما يخص حماية المواقع المقدسة في القدس، وفيما يخص استقبال الأردن لهذا العدد الهائل من اللاجئين الفلسطينيين».
وأكد وزير الخارجية الأردني أهمية وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي دعت الولايات المتحدة في 22 مايو (أيار) إلى حلها، بعد أن أوقفت مساهمتها البالغة نحو 300 مليون دولار فيها في أغسطس (آب) الماضي. وقال الصفدي إن «الأردن وألمانيا شركاء في دعم (الأونروا) التي يجب أن تستمر في القيام بدورها إزاء اللاجئين الفلسطينيين، وفق تكليفها الأممي»، مشيراً إلى أن «ألمانيا ستقوم بزيادة الدعم لهذه المؤسسة». أما ماس فقد أكد أن «عمل (الأونروا) مهم جداً (...) وسنواصل دعم هذه الوكالة».
وثمن الصفدي الشراكة القوية التي تربط البلدين، والتي تتكرس تعاوناً وتنسيقاً عبر التواصل الدائم بين الملك عبد الله الثاني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وزاد أن الشراكة مع ألمانيا هي شراكة موثوقة تبدت في جميع مناحي التعاون على المستوى الثنائي، حيث إن ألمانيا هي ثاني أكبر مانح للمملكة، وعبر حوار استراتيجي وتعاون في جميع المجالات الاقتصادية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.