العصيان المدني يشلّ الحياة في مدن السودان والجيش ينفي تأثيره

مقتل أربعة مدنيين في صدامات... والمجلس العسكري يعزز الأمن ويحذر من فلتان

إغلاق تام في أحد أحياء الخرطوم (أ.ب)
إغلاق تام في أحد أحياء الخرطوم (أ.ب)
TT

العصيان المدني يشلّ الحياة في مدن السودان والجيش ينفي تأثيره

إغلاق تام في أحد أحياء الخرطوم (أ.ب)
إغلاق تام في أحد أحياء الخرطوم (أ.ب)

عاشت العاصمة السودانية ومدن رئيسية أخرى أمس، حالة من الشلل التام، استجابة لدعوة تحالف «قوى الحرية والتغيير»، لتنفيذ عصيان مدني وإضراب سياسي مفتوح بهدف إجبار المجلس العسكري الانتقالي الحاكم على تسليم السلطة للمدنيين، فيما عمد هذا الأخير، إلى تعزيز الوجود الأمني في الشارع، والعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها، وفتح الطرق وتسهيل حركة الناس والمركبات، وحراسة المرافق العامة والأسواق. وجدد المجلس انفتاحه على التفاوض، والجلوس مع كل القوى السياسية للتوصل إلى اتفاق، أو في حال الفشل، الدعوة لانتخابات عامة في غضون تسعة أشهر.
وقلل المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين الكباشي من العصيان المدني. وأبدى في لقاء مع «سكاي نيوز عربية» أسفه لتصعيد قوى الحرية والتغيير في ظل الظروف الدقيقة التي تعيشها البلاد. وقال إن المجلس العسكري منفتح على أي مبادرات من شأنها تقريب وجهات النظر. وأضاف: «لا نمانع من العودة إلى التفاوض ونحن موافقون تماماً على المقترحات التي تقدم بها رئيس الوزراء الإثيوبي».
وخلت شوارع الخرطوم وعدد من مدن البلاد الرئيسية من المارة وحركة السير، وأغلقت أعداد كبيرة من المؤسسات الحكومية والبنوك وشركات القطاع العام أبوابها، استجابة للعصيان المدني «المفتوح». وبحسب شهود عيان، فإن المدينة بدت خاوية إلاّ من أعداد قليلة من المارة والسيارات المتفرقة، فيما أغلقت معظم المحال التجارية الرئيسية أبوابها، وتوقفت شركات ومؤسسات القطاع الخاص عن العمل. ونفذ عمال بنك السودان المركزي الإضراب عن العمل بنسبة تتجاوز 90 في المائة، وأغلقت بنوك أخرى أبوابها، وغابت النسبة الغالبة من الوزارات والمؤسسات الحكومية عن العمل يوم أمس.
وقال المتحدث باسم التجمع، رشيد سعيد لـ«الشرق الأوسط» إن الاستجابة لدعوة العصيان المدني من «قوى الحرية والتغيير» أتت «منقطعة النظير» من الشعب السوداني ودخلت قطاعات خاصة وأغلب المؤسسات الحكومية في الإضراب والعصيان.
وأضاف أن «الرسالة التي وصلت إلى المجلس العسكري أن غالبية الشعب السوداني تقف خلف قوى الحرية والتغيير وتدعم خطها ونهجها الرافض للتفاوض مع المجلس العسكري وضرورة تنفيذ الشروط التي حددتها قبل الدخول عن عملية سياسية، وأهمها اعتراف المجلس بالمجزرة التي حدثت في الثالث من يونيو (حزيران) الحالي وتشكيل لجنة تحقيق دولية وتحديد المتورطين من المسؤولين وتقديمهم للعدالة». وشدد سعيد على أن تنفيذ العصيان المدني يمكن أن يفتح الطريق أمام عملية سياسية غرضها الأوحد نقل الحكم إلى سلطة مدنية.
بدوره قال القيادي في «قوى إعلان الحرية والتغيير» صديق يوسف إن «الاستجابة للعصيان المدني، فاقت كل التوقعات، في القطاعات الحيوية، خاصة البنوك والمصارف، وشركات الاتصالات، إضافة إلى الإضراب الذي نفذه العاملون بمؤسسات الدولة».
وجدد يوسف تمسك قوى الحرية والتغيير بشروطها في تشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث فض الاعتصام، واعتراف المجلس العسكري بارتكابه الجريمة وقتل المدنيين العزل، وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى، قبل الشروع في أي مفاوضات.
وقرر المجلس العسكري الانتقالي تعزيز الوجود الأمني للقوات المسلحة والدعم السريع، والعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها، وفتح الطرق وتسهيل حركة الناس والمركبات، وحراسة المرافق العامة والأسواق.
غير أن المجلس عاد للقول في بيان صدر أمس، إن الدعوة للعصيان لم تجد الاستجابة التي تتحدث عنها قوى إعلان الحرية والتغيير، وقال: «الحرية والتغيير ظلت تحرض على قوات الدعم السريع».
وندد المجلس بإغلاق الطرق بالمتاريس، واعتبره «جريمة كاملة الأركان»، وقال: «إغلاق الطرق يتعارض مع القانون». وأبدى المجلس أسفه للأحداث التي وقعت أمس، في إشارة لمقتل أربعة مدنيين في صدامات مع قواته، وحمل مسؤولية مقتلهم لـ«قوى إعلان الحرية والتغيير»، التي قال إنها «تدفع لجان الأحياء لاستغلال الأطفال في إنشاء المتاريس والتعدي على حريات الآخرين».
وعزا تردي الأحوال الأمنية إلى وضع المتاريس في الطرق، ووصفه بأنه يعوق القوات النظامية في التعامل مع من سماهم «المتفلتين والمجرمين»، متهما مجموعات لم يحددها بالاعتداء على مقار الشرطة ونقاط الارتكاز، وقال إنها «تجمع لمجموعات منظمة من جهات معينة في المدن، تعمل على الحصول على السلاح، لنقل معاركها ضد القوات المسلحة والدعم للعاصمة والمدن الكبرى».
وأدان المجلس ما سماه «السلوك الإجرامي» الذي قال إن بعض القوى السياسية تقوم بحمايته لإثارة البلبلة وإحالة المدن إلى ساحات معارك مسلحة، وقطع بعدم وجود خلافات بين الجيش والقوات المسلحة، وقال: «الإشاعات في المنظومة الأمنية، أو المواجهات بين الدعم السريع والجيش، الغرض منها إشاعة عدم الطمأنينة بين المواطنين».
وذكرت «لجنة أطباء السودان المركزية» أن أربعة محتجين سلميين قتلوا برصاص «قوات الدعم السريع» في صدامات أمس، ليبلغ عدد القتلى من المدنيين العزل بعد فض اعتصام القيادة العامة 118، فضلاً عن مئات الجرحى والمصابين والمفقودين، وبحسب اللجنة فإن نسبة الإضراب في المستشفيات العامة والخاصة بلغت 100 في المائة، فيما عدا حالات الطوارئ وجرحى المقاومة.
وقالت «لجنة صيادلة السودان المركزية» في نشرة صحافية، إن القوات التابعة للمجلس العسكري الانتقالي «أغلقت الكثير من المشافي الحكومية والخاصة، فيما اقتحمت قوات عسكرية المخزن الرئيسي للأدوية» المعروف بالصندوق القومي للإمدادات الطبية، وحالت دون توزيع الأدوية للمستشفيات.
واعتبر الصيادلة استيلاء قوات المجلس العسكري الانتقالي على مخزن الأدوية، وإغلاق المستشفيات «تهديداً مباشراً» لحياة الجرحى والمصابين، وتقليلاً للرقعة الجغرافية للخدمة الصحية، وتجفيف الإمداد الطبي الضروري لعلاج وإنقاذ المرضى.
وناشدت لجنة الصيادلة الأمم المتحدة ومنظمات الصحة الإقليمية والدولية، للاضطلاع بدورها في ضمان انسيابية الدواء للمواطنين.
من جهته، قال تجمع العاملين بقطاع الكهرباء، إن القوات الأمنية اعتقلت عدداً من المهندسين العاملين في الكهرباء المختلفة، وأكدوا استمرار إضرابهم عن العمل.
وقال شهود، إن العاملين ببنك السودان نفذوا الإضراب عن العمل بنسبة 90 في المائة، فيما اعتذر نائب محافظ بنك السودان محمد أحمد البشري، عن منصبه بعد أيام من صدور قرار تعيينه من قبل رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان.
ونقلت «رويترز» عن البشري أنه اعتذر لرئيس المجلس العسكري الانتقالي عن تولي منصب نائب محافظ بنك السودان المركزي، وقال: «أعتذر عن تولي المنصب لأن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، وعدم تشكيل حكومة مدنية انتقالية، يجعل من الصعب على البنك المركزي أن يقوم بترتيب سياسات لمعالجة الأزمة الاقتصادية».
وطلبت «قوى إعلان التغيير والحرية» التي تقود الاحتجاجات في البلاد من المواطنين البقاء في منازلهم والتوقف عن العمل، والدخول في عصيان مدني مفتوح، لممارسة المزيد من الضغوط على المجلس العسكري الانتقالي الذي يسيطر على البلاد منذ 11 أبريل (نيسان) الماضي، لتسليم السلطة لحكومة مدنية.
وفي أول أيام العصيان المدني المفتوح، أصيبت الخرطوم بشلل تام، وقلت فيها الحركة لدرجة كبيرة، وغابت النسبة الغالبة من وسائل النقل العام، وأغلقت البنوك والشركات والمؤسسات الخاصة أبوابها، فيما بدا وسط المدينة خالياً من المارة والسيارات ما عدا حالات قليلة.
ويتمسك المعتصمون باستمرار الإضراب، وقال موظف للصحافة، إنهم لن يعودوا للعمل إلاّ بعد أن يطلب منهم «تجمع المهنيين السودان» رفع الإضراب، وتجمع المهنيين يعد رأس رمح تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير»، ويلقى تأييداً شعبياً واسعاً خاصة بين الشرائح الشبابية والطلاب والنساء.
ولا تزال حركة الطيران «شبه مشلولة» في مطار الخرطوم، فشركات طيران محدودة هي التي تعمل، فيما أوقفت معظم شركات الطيران الدولية سفرياتها القادمة والذاهبة من السودان، فيما أسهم قطع خدمة الإنترنت في البلاد في تعطيل خدمة مكاتب ووكالات السفر والسياحة.
وقال محامي عضو تحالف المحاميين الديمقراطيين لـ«الشرق الأوسط» إن محاكم أم درمان والخرطوم لم تباشر عملها أمس استجابة للعصيان المدني ونسبة النجاح تكاد أن تصل إلى 100 في المائة، وأوضح أن المحامين أغلقوا مكاتبهم ومكثوا في منازلهم ونفذوا العصيان. وتابع أن «تحالف المحاميين الديمقراطيين والجبهة الديمقراطية للمحامين شكلا غرفة عمليات لتلقي البلاغات حول الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع والأجهزة الأمنية»، مشيراً إلى أن الغرفة تلقت بلاغاً أول من أمس لإطلاق سراح 50 شخصاً تم اعتقالهم في أحداث فض الاعتصام، وقال: «أغلبهم من الأطفال فاقدي الأبوين ونعمل مع آخرين لإطلاق سراحهم بالضمانة».
وتتهم «قوى إعلان الحرية والتغيير» «قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي» بفض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش، مستخدمة قوة مفرطة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.