تترقب أوساط دبلوماسية وسياسية في مصر، تسمية السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة، وذلك بعدما أفادت وسائل إعلام عبرية، منها «هآرتس»، بوجود خلافات بشأن المفاضلة بين اسمي وزير الاتصالات الحالي أيوب قرا، والمسؤولة البارزة بخارجية تل أبيب أميرة أورون.
وبحسب صحف وقنوات تلفزيونية إسرائيلية، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يدعم تعيين قرا، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه قضايا الصراع العربي - الإسرائيلي، وهو الأمر الذي «سيلقي بظلاله السلبية على تطوير العلاقات بين القاهرة وتل أبيب حال حدوثه»، وفق تقييم مراقبين مصريين.
وترتبط مصر وإسرائيل، منذ 4 عقود باتفاقية للسلام، وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، برعاية أميركية، في 26 مارس (آذار) عام 1979.
ويتبادل مسؤولون مصريون وإسرائيليون التصريحات بشأن أهمية العلاقة بين الطرفين وضرورة الحفاظ على اتفاقية السلام بين الجانبين، غير أن سفراء تل أبيب في القاهرة الذين تعاقبوا على أداء المهمة، قوبلوا بمقاطعة واسعة من الأوساط غير الرسمية، وجلبت زيارة السفير الحالي ديفيد غوفرين إلى معرض القاهرة الدولي في يناير (كانون الثاني) الماضي، عاصفة من انتقادات أطلقها مثقفون وسياسيون، لإدارة المعرض التي سمحت بزيارته رغم رفض التطبيع، وتبرأت الأخيرة من علمها بالزيارة التي قالت إنها تمت «بشكل فردي» ولم يُستقبل بشكل رسمي.
ويرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن «الخلفية السياسية ذات الآراء المتطرفة والمتشددة للمرشح الجديد، أيوب قرا، الذي سبق أن رشحته تل أبيب وسحبت ترشيحه، ستؤثر بلا شك على الرغبة الإسرائيلية في تنمية العلاقات مع مصر وتوسعة نطاق اتفاقية الكويز (تمنح تسهيلات لدخول البضائع مشتركة الإنتاج بين مصر وإسرائيل إلى الأسواق الأميركية)».
وقال فهمي لـ«الشرق الأوسط»، إن «المرشحة السابقة أميرة أورون شغلت مواقع مختلفة في الخارجية الإسرائيلية، منها رئاسة القسم المصري، فضلاً عن معاونة عدد من السفراء بالقاهرة، وهي تعرف المجتمع المصري جيداً». وأضاف: «أما المشرح الحالي أيوب قرا، فالمضي قدماً بشأن ترشيحه مرتبط بقربه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يدعمه، وسيكون لنتائج الانتخابات المبكرة التي أعقبت حل الكنيست أثراً كبيراً في حسم استمرار هذا الترشيح أو وقفه».
وأعرب فهمي عن اعتقاده بأن «طرح اسم قرا، يرتبط بقرب الإعلان عن تفاصيل المشروع الأميركي الجديد لعملية السلام، والسعي لبدء مشروع تطبيع عربي، يملك المرشح الجديد بعضاً من تفاصيل إدارته».
وبشأن تقديره لموقف القاهرة حيال هذا الترشيح وما إذا كانت ستوافق عليه أم لا، قدّر فهمي أن «مصر لن تعترض على ترشيح أي من الشخصيتين، حال تنفيذه، لأنها ليست طرفاً في الخلافات والحسابات الداخلية في إسرائيل، غير أن اختياره قرا ربما لا يكون داعماً لتطوير التعاون لمستويات أعلى يمكن البناء عليها».
ترقب مصري لتسمية السفير الإسرائيلي في القاهرة
ترقب مصري لتسمية السفير الإسرائيلي في القاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة