«فن حائطك»... معزوفة بصرية تجمع بين الاتجاهات الفنية المختلفة

معرض في القاهرة يحتفي بالتنوع الفني

جانب من معرض «فن حائطك» في القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «فن حائطك» في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

«فن حائطك»... معزوفة بصرية تجمع بين الاتجاهات الفنية المختلفة

جانب من معرض «فن حائطك» في القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «فن حائطك» في القاهرة (الشرق الأوسط)

لسنوات طويلة كان الجمع بين أنواع شتى من الفنون التي تنتمي لمدارس ورؤى فنية مختلفة على حائط واحد أمرا مثيرا للاستياء لدى البعض، اعتقادا أن هذا يتسبب بالضرورة في «نغمة نشاز» تزعج العين والوجدان معاً، إلا أن الأمر اختلف الآن فقد أصبح ذلك يلقى حفاوة بالغة لدى الكثيرين من عشاق الفن التشكيلي، بل أصبح اتجاهاً يبرع البعض في تحقيقه على حوائط البيوت ومكاتب العمل والمراسم الخاصة، ولعل من أشهرها مرسم الفنان فاروق حسني.
لكن الأمر ليس سهلاً ولا يأتي مصادفة! فإن تحقيق ذلك المزج السلس المتناغم بين الفنون، ما بين أعمال الرواد والمعاصرين، وكذلك بين الاتجاهات الحداثية والكلاسيكية، هو في حد ذاته «فن» له أسسه ومبدعوه ومتذوقوه! إضافة إلى ما يتطلبه من ثقافة ومعرفة واسعة برموز التشكيل ومدارسهم المختلفة، وسبل تنسيق أعمال فنية تنتمي إليهم.
في محاولة لنشر هذه الثقافة في المشهد التشكيلي المصري وتقديم العون والاستشارة لعشاق هذا الاتجاه يقيم غاليري «سفرخان» النسخة الثالثة من معرض «فن حائطك» والمستمر حتى 20 سبتمبر (أيلول) 2019.
يتضمن المعرض مجموعة منتقاة من الأعمال الفنية التي قدمها بعض الفنانين هذا الموسم، جنباً إلى جنب مع أعمال مختارة بعناية من «ركن اللوحات النادرة» من المجموعة الخاصة للغاليري، والتي تتضمن روائع لرواد الفن التشكيلي في مصر، والأسماء الأكثر شهرة للفن المصري الحديث.
وقد تم تنسيقها وتحقيق التوافق فيما بينها بأسلوب فني مبهر رغم أنها تجمع أيضاً بين المنحوتات والرسم وفن التركيب، لذلك تجد نفسك أمام تقنية ناجحة وملهمة تقودك إلى تنسيق التشكيلة الفنية الخاصة بك بجرأة وروعة مضاهيا ما ستشاهده داخل المعرض، و«ذلك هو الهدف من المعرض، فالبعض يقتني روائع فنية تنتمي لمدارس واتجاهات فنية مختلفة، لكنه لا يجيد تحقيق التمازج بينها بشكل فني صحيح، إلى حد أنه إما يعلقها على الحوائط بلا رؤية أو منطلق فني صحيح، أو يترك بعضها بلا استخدام حين يفشل في تنسيقها»... هكذا تقول شيرويت شافعي مديرة الغاليري لـ«الشرق الأوسط وتضيف: «الأكثر من ذلك أن بعض محبي الفنون التشكيلية يمتنعون عن اقتناء أعمال بعينها لمجرد أنها لا تنتمي لنقس المدرسة الفنية أو الحقبة الزمنية التي ترتبط بها مجموعاتهم الخاصة من الأعمال الفنية».
هذا العزوف عن المزج بين الأعمال الفنية ربما يرتبط أيضاً بالنظرة الخاطئة تجاهها وكأنها قطع ديكور وإكسسوارات منزلية! في حين أنها فن جميل يسكن بين تفاصيله أطروحات ومعان وأحاسيس تخاطب الوجدان والفكر، وإن اختلفت فيما بينها أو تباعدت المسافة بين فتراتها الزمنية وأساليب صياغتها وتشكيلها. ومن هنا تنبع قيمة هذا المعرض بفكرته الشيقة التثقيفية. حيث تُعد زيارته فرصة حقيقية لتزويد المتلقي بالثقافة المطلوبة للاقتناء واختيار ما يقتنيه من جهة، ومن جهة أخرى الوقوف على أساليب العرض الفني للمدارس المختلفة، وهو ما يمكن محاكاته على حوائط البيت عند انتقاء الأعمال الفنية، فعلى جدران الغاليري تلتقي بروائع للفنان الرائد «الحسين فوزي» والتي نتعرف من خلالها على العادات والتقاليد الشعبية في المجتمع المصري عبر لغة فنية قريبة من الوصف الأدبي الرصين، حيث المعالجة الأكاديمية التي تهتم بالتصميم المتوازن في بناء اللوحة، وبجوارها تستطيع العين أن تتأمل فضاءات تجريدية الرائد صلاح عبد الكريم، وارتباط أعماله بمراحل مسرحية تفصيلية تم تنفيذها بأكثر الأساليب الفنية ثراء في التناول، ومنها ننتقل إلى اللوحات الحبرية للرائع «يوسف سيدا» صاحب أسلوب السهل الممتنع، والمبدعة إنجي أفلاطون في مرحلتها الفنية التي تعرف بـ«المرحلة البيضاء».
كل تلك الروائع تم تنسيقها على جدران الغاليري بشكل متناغم رغم اختلافها كما لو أنها سيمفونية واحدة، ولا يساهم في اكتمالها «نشازها» كما قد يعتقد البعض إنما تشابكها مع إطلالة الأعمال المعاصرة بجوارها هنا وهناك، ومن ذلك أعمال الفنان أحمد فريد ببراعته في التلخيص والتكثيف عبر ألوان مباغتة غير متوقعة، وكذلك شغف كريم عبد الملاك بتجسيد المرأة، وواقعية الفنان القدير محمد عبلة وشخوصه وحضور دفء المكان في اللوحات، ومن هذه الأعمال ننتقل إلى العزلة والوحدة والخيال في لوحات الفنان أشرف زمزمي المشبعة بنفحات جمالية وتعبيرية تجسدها مساحات واسعة جريئة وتجريبية في أفكاره وتكويناته وألوانه المكثفة الداكنة في اللوحات، ثم نقف مشدوهين أمام غزارة رموز ودلالات الفنان الشاب محمد منيصر، وتبقى الروائع النحتية من أروع ما يضمه المعرض، حيث تحلق بالمتلقي إلى أجواء ساحرة من انسيابية التشكيل ومرونته.
وهكذا تُعد هذه التشكيلة الفنية التي يحتضنها المعرض فرصة ملهمة أخرى لعشاق الفن ليشهدوا التقنيات الناجحة في التوفيق بين الفن الحديث والعصري والجديد والكلاسيكي على جدران مكان واحد، بطرق مبتكرة ومتناسقة تعتمد وسائل مختلفة في عرض اللوحات والمنحوتات على السواء.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.