فشل جون ستونز في التطور يُقلق مدرب إنجلترا

ساوثغيت دافع عن قلب الدفاع رغم أخطائه الساذجة المتكررة

ستونز مدافع إنجلترا تسبب في الخطأ الذي أسقط إنجلترا أمام هولندا (رويترز)
ستونز مدافع إنجلترا تسبب في الخطأ الذي أسقط إنجلترا أمام هولندا (رويترز)
TT

فشل جون ستونز في التطور يُقلق مدرب إنجلترا

ستونز مدافع إنجلترا تسبب في الخطأ الذي أسقط إنجلترا أمام هولندا (رويترز)
ستونز مدافع إنجلترا تسبب في الخطأ الذي أسقط إنجلترا أمام هولندا (رويترز)

أكد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، في بداية توليه المسؤولية على أن أي لاعب لا يشارك بصفة أساسية مع ناديه لن يكون له مكان في صفوف المنتخب، لكن بمرور الوقت، تخلى عن هذه السياسة.
لقد أدرك ساوثغيت، مثل العديد من سابقيه، أن الأمور تبدو جيدة من الناحية النظرية، لكنها لا تكون سهلة على الإطلاق على أرض الواقع، والدليل على ذلك أنه قرر الاستعانة بلاعب مثل فابيان ديلف، رغم أنه لم يشارك مع مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) سوى لمدة 10 دقائق كبديل في المباراة التي فاز فيها فريقه على متذيل الترتيب هيدرسفيلد تاون بثلاثية نظيفة.
وعلى هذا الأساس، ربما لا يكون هناك كثير من التعاطف مع جون ستونز، بعد الأداء المتواضع الذي قدمه مع المنتخب الإنجليزي في المباراة التي خسرها بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد أمام نظيره الهولندي في الدور نصف النهائي لدوري الأمم الأوروبية. ويرى البعض أن الأخطاء التي ارتكبها ستونز في تلك المباراة كانت طبيعية نظراً لأن قلب الدفاع لم يشارك في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز سوى ثلاث مرات فقط منذ 10 فبراير (شباط) الماضي.
وإذا كانت ثقته في نفسه متدنية - أو، على الأقل، ليست مرتفعة بالشكل المطلوب - فإن هذا لا يعد أمراً غريباً عندما نعرف أن أطول فترة شارك فيها اللاعب بصفة أساسية في المباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا الموسم الماضي كانت لمدة ثلاث مباريات فقط أمام ليفربول وبيرنلي وتوتنهام هوتسبر في أكتوبر (تشرين الأول).
صحيح أن ستونز قد أنهى الموسم بالحصول على الثلاثية المحلية التاريخية مع مانشستر سيتي، لكن الأداء الضعيف الذي ظهر به أمام المنتخب الهولندي يلخص تماماً الموسم الصعب له على المستوى الشخصي، وخاصة منذ نهاية العام الماضي.
ولم يكن ساوثغيت يرغب في توجيه مزيد من الانتقادات لستونز بعد المباراة، عندما سُئل عما إذا كان اللاعب قد نضج بما يكفي لكي يتجنب مثل هذه الأخطاء أم لا. وربما لا يدرك ساوثغيت أن المديرين السابقين للمنتخب الإنجليزي، سام ألارديس وروي هودجسون، كانا يواجهان نفس السؤال أيضاً بشأن ستونز عندما كانا يتوليان قيادة المنتخب الإنجليزي. ورداً على هذا السؤال، أكد هودجسون أكثر من مرة أن الوقت قد حان لكي يتوقف ستونز عن ارتكاب مثل هذه الأخطاء الساذجة.
لكن رد ساوثغيت على هذا السؤال كان أقل حدة، حيث قال: «إنه يعرف أنني هنا لكي أدعمه. أعرف أنه سيتعرض للانتقادات، وأن الأمور كانت صعبة بالنسبة له في نهاية الموسم لأنه لم يكن يلعب بانتظام مع ناديه. ما زلنا نعتقد أنه أفضل مدافع لدينا، وأنه يمتلك قدرات وإمكانيات هائلة تمكنه من أن يكون لاعباً من الطراز الرفيع، لكنه لم يلعب كثيراً في نهاية الموسم، بالشكل الذي أثر على مستواه».
وفي الحقيقة، قد تبدو هذه التصريحات منطقية ومقبولة، ربما باستثناء الإشارة إلى أن ستونز، رغم وصوله إلى هذه السن، يمتلك «إمكانيات» كبيرة، وبالتالي ينبغي أن نلتمس له الأعذار عن هذه الأخطاء بسبب قلة التركيز! وكان الأمر نفسه يُقال عن ريو فرديناند في بداياته، وعن المدافع الهولندي الشاب ماتيس دي ليخت بعد تسببه في ركلة الجزاء التي أحرز منها المنتخب الإنجليزي هدفه الوحيد في المباراة. لكن النقطة المهمة هنا تتمثل في أن ستونز في الخامسة والعشرين من عمره الآن، أي أكبر بست سنوات من دي ليخت، لكنه ما زال يمثل مصدر قلق لعدد من المديرين الفنيين المختلفين بسبب فقدانه الكرة في مناطق الخطورة، وهو الأمر الذي يعرض فريقه للخطر.
وقال ساوثغيت: «من الصعب معرفة سبب حدوث أخطاء فردية من هذا القبيل. لا يمكنني إلا أن أقول إن اللعب بالطريقة التي نريد تطبيقها يتطلب الشجاعة، وعندما لا ينجح الأمر، فإن الأمور تكون صعبة للغاية على اللاعبين. من السهل توجيه الانتقادات للاعبين في مثل هذه المواقف، لكننا في الحقيقة نمتلك بعض المدافعين القادرين على استخلاص الكرة في مناطق لا يستطيع العديد من المدافعين الأخرين في العالم استخلاصها بنفس الشكل. لقد كان هذا هو السبب الأساسي في التقدم الذي حققناه خلال الفترة الماضية، ويتعين علينا مواصلة ذلك، لكن بالطبع لا يمكننا ارتكاب الأخطاء التي ارتكبناها مرة أخرى».
ولم يكن ساوثغيت يشير فقط إلى الأخطاء التي ارتكبها ستونز، لكنه كان يشير أيضاً إلى الخطأ الفادح الذي ارتكبه روس باركلي والذي كلف فريقه الهدف الثالث أمام هولندا. ومع ذلك، أشار ساوثغيت إلى أن المنتخب الإنجليزي عانى من التوتر والعصبية بعد الخطأ الذي ارتكبه ستونز والذي كلف فريقه الهدف الثاني. وعلاوة على ذلك، لم يتمكن ستونز من رقابة دي ليخت بشكل جيد في الركلة الركنية، حيث ارتقى المدافع الهولندي الشاب عالياً ووضع الكرة في الشباك بكل حرية، وهو ما كان مصدر إحباط آخر بالنسبة لساوثغيت.
وقال المدير الفني للمنتخب الإنجليزي: «سوف نعود لرؤية كل هذه اللقطات عبر الفيديو، لكنهم كانوا يشكلون خطورة كبيرة علينا في الضربات الثابتة طوال المباراة. لقد أخرجنا الكرة من على خط المرمى في أوقات أخرى، وكنا نعرف أن وجود فيرجيل فان دايك ودي ليخت يعني أن المنتخب الهولندي سيشكل خطورة كبيرة في الضربات الثابتة. لكننا لم نتمكن من التعامل مع هذه الأمور بشكل جيد».
وخلال الموسم الماضي، شارك ستونز في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز في 20 مباراة، مقابل 13 لفينسنت كومباني و14 لنيكولاس أوتاميندي، وكان المدافع الوحيد الذي شارك في عدد أكبر من المباريات هو إيمريك لابورت بـ34 مباراة. ومع ذلك، لم يلعب ستونز أي دقيقة في الأربع مباريات التي لعبها مانشستر سيتي في الأدوار الإقصائية في دوري أبطال أوروبا، وهو ما يشير إلى أن غوارديولا ربما لا يثق فيه في المباريات الكبرى. وشارك ستونز بديلاً في الدقيقة 79 من المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، وغاب عن قائمة الفريق في مباريات أخرى، رغم أنه لم يكن مصاباً، في وقت من مسيرته الكروية يتطلب أن يكون خياراً دائماً وأساسياً في دفاع مانشستر سيتي.
ويأمل ساوثغيت أن يشارك ستونز في عدد أكبر من المباريات مع ناديه خلال الموسم المقبل، خاصة بعد رحيل كومباني إلى نادي إندرلخت البلجيكي كلاعب ومدير فني في نفس الوقت. ومع ذلك، هناك أيضاً احتمال قوي بأن يتعاقد مانشستر سيتي مع مدافع جديد خلال الصيف الجاري لتعويض كومباني.
وقال ساوثغيت: «أعتقد أنه يتعين علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث. في بداية الموسم، كان ستونز يلعب في جميع المباريات الكبيرة، لكن هذا الوضع لم يستمر مع نهاية الموسم. لكن ما زلت أعتقد أن ستونز وهاري ماغواير هما أفضل مدافعين لدينا، ويتعين علي أن أقدم كل الدعم لهما في هذه الأوقات الصعبة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».