وزير الدفاع: معظم المقاتلين السابقين في سوريا إرهابيون محتملون

دعا للتواصل مع دمشق لترسيم الحدود خلال جولته على المعابر غير الشرعية

وزير الدفاع لدى وصوله إلى ثكنة الجيش في رأس بعلبك أمس (الوكالة الوطنية)
وزير الدفاع لدى وصوله إلى ثكنة الجيش في رأس بعلبك أمس (الوكالة الوطنية)
TT

وزير الدفاع: معظم المقاتلين السابقين في سوريا إرهابيون محتملون

وزير الدفاع لدى وصوله إلى ثكنة الجيش في رأس بعلبك أمس (الوكالة الوطنية)
وزير الدفاع لدى وصوله إلى ثكنة الجيش في رأس بعلبك أمس (الوكالة الوطنية)

أكد وزير الدفاع اللبناني إلياس بوصعب أن «معظم الذين كانوا يقاتلون في سوريا هم من الإرهابيين المحتملين»، وإذ لفت إلى أن «الخطر موجود»، توجه إلى العسكريين اللبنانيين بالقول إن «لبنان يعتمد عليكم ولا نريد لمعنوياتكم أن تتأثر بما يجري في السياسة».
وشدد وزير الدفاع على ضرورة التمييز بين المتدين والإرهابي. وإذ رفض اتخاذ أي موقف من عملية طرابلس الأخيرة قبل اكتمال الصورة النهائية، أكد أن «التحقيقات مستمرة بتوجيهات من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون»، مشيرا إلى أن «التعاون مع وزيرة الداخلية ريا الحسن وكل الأجهزة الأمنية مثمر، وهو ما سيظهر جليا في الأيام المقبلة». وخلال جولته أمس في الشمال وصولاً إلى المعابر غير الشرعية إلى سوريا، دعا بوصعب إلى التواصل مع السلطات السورية في مجال ترسيم الحدود، كاشفا أن لدى السوريين نية جدية في ترسيم الحدود البحرية آملا في الاستفادة من هذه الفرصة.
وجال بوصعب في طرابلس ومناطق أخرى في الشمال وشرق لبنان، حدودية مع سوريا، بعد 5 أيام على العملية الإرهابية التي نفذها المدعو عبد الرحمن مبسوط في طرابلس. وكشف أنه كانت هناك معلومات بالتفتيش عن مطلق النار، لافتاً إلى أن «ما يطمئن أن مخابرات الجيش بدأت تتعقبه منذ بداية إطلاق النار».
وفي دار الإفتاء في عاصمة الشمال، التقى بوصعب مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، وقال: «أحببت من دار الإفتاء أن نتحدث عن أمر تحدثنا عنه من قبل، الإرهاب لا دين له والإسلام هو دين محبة وليس شرطا أن نربط الدين بالإرهاب وكل العالم يرفض العمليات الإرهابية، هذه الأفكار خطر على الجميع وخيارنا أن نعيش معا».
وتطرق بوصعب إلى البطء بالمحاكمات، فقال: «هي بطيئة وهناك بعض الملفات التي أحيلت إلى المجلس العدلي وسنرى كيف سنسرع هذه الأمور وأختم لأقول: يجب أن نفرق بين الإرهابي والمتدين فالأخير حق له أما الإرهابي فيجب أن يحاكم ويجب ألا نتساهل مع إرهابي يقتل أبناء وطنه ومذهبه. نأمل في أن التعاون مع الجميع ومع الأجهزة الأمنية ووزيرة الداخلية ومعي سيعطي نتائجه في الأيام المقبلة».
وعاد بوصعب الجريح الفلسطيني صابر مراد في المستشفى الإسلامي في طرابلس ونقل إليه اهتمام رئيس الجمهورية مطمئنا من الأطباء المشرفين على حاله الصحية، قبل أن يحط بطوافة عسكرية في منطقة وادي خالد، حيث التقى ضباط وعناصر الجيش المنتشرين عند الحدود الشمالية في أحد مراكز الجيش على تلة كرم زبدين الحدودية.
وزار وزير الدفاع فوج حماية الحدود البرية الثاني في ثكنة الشهيد النقيب إلياس الخوري في رأس بعلبك، حيث وصل على متن طوافة عسكرية تابعة للجيش يرافقه كبار الضباط، واجتمع بالقيادة وشرح له قائد الفوج واقع الحدود بالصورة وعدد المعابر غير الشرعية والتي ضبطت من قبل الجيش والأرض المتداخلة بين سوريا ولبنان والتحديات التي يواجهها الجيش.
وكان وزير الدفاع حط في فوج الحدود البرية الأول. ودعا من يربط بين الوضع الاقتصادي وحقوق الجيش إلى زيارة هذه النقطة (فوج الحدود البرية الأول) ليرى مهام الجيش الصعبة حتى يعدل في كلامه. وفي كلمة موجهة إلى العسكريين، أكد أن «الجيش يحمي أيضا (أي إلى جانب الحدود) الاقتصاد من خلال ما يقوم به من مكافحة للتهريب ونحن في أي موقع كنا سنتمسك بحقكم وندافع عنه».
ودعا بوصعب إلى «إقامة معابر شرعية». وأشار إلى أن «الأمور في هذا الشأن تُدرس جدياً ولكنها تتطلب تعاوناً بين عدة فرقاء»، داعيا إلى التواصل مع الدولة السورية من أجل ترسيم الحدود بشكل شرعي ورسمي ما يُساعد في تحديد مناطقنا وتسهيل انتشار الجيش اللبناني كما يجب. ونبه إلى أن «سيطرة الجيش على المناطق الحدودية تتطلب خطة وتقنيّات وهذا يستوجب حلاً سياسياً مع الدولة السورية وقراراً من مجلس الوزراء لتزويد الجيش بكلّ ما يحتاج إليه من معدّات وتمويل». وكشف أن «هناك نيّة لدى السوريين لترسيم الحدود البحرية ونأمل باستغلال الفرصة لتحقيق هذا الأمر».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».