فان دير سار: أياكس سيعود عملاقاً وسيستمر في منافسة الكبار

المدير التنفيذي للنادي الهولندي يؤكد أن فريقه وصل إلى مستوى لم يتوقعه أحد

أياكس يتأهل لنصف نهائي دوري الأبطال بعد هزيمة يوفنتوس على أرضه
أياكس يتأهل لنصف نهائي دوري الأبطال بعد هزيمة يوفنتوس على أرضه
TT

فان دير سار: أياكس سيعود عملاقاً وسيستمر في منافسة الكبار

أياكس يتأهل لنصف نهائي دوري الأبطال بعد هزيمة يوفنتوس على أرضه
أياكس يتأهل لنصف نهائي دوري الأبطال بعد هزيمة يوفنتوس على أرضه

خلال الموسم الماضي، استدعى مجلس إدارة نادي أياكس أمستردام الهولندي سبعة من اللاعبين الشباب الموهوبين بالنادي وعقد معهم اجتماعاً للحديث عن مستقبل الفريق. ووضع إدوين فان دير سار، المدير التنفيذي للنادي، ومارك أوفرمارس، مدير الكرة، خطة للاعتماد على هذه المجموعة من الشباب خلال المرحلة المقبلة.
وحضر هذا الاجتماع من اللاعبين الشباب كل من أندريه أونانا، وماتيس دي ليخت، ودوني فان دي بيك، وفرينكي دي يونغ، وجاستين كلويفرت، وكاسبر دولبيرغ، وديفيد نيريس. وعرض مسؤولو النادي على هؤلاء اللاعبين مقطع فيديو أعد خصيصاً لهم، حيث تمت مقارنة كل لاعب من هؤلاء اللاعبين بلاعب آخر من أساطير النادي في نفس المركز. وكانت الرسالة من هذا الاجتماع واضحة تماماً، حيث لخص فان دير سار الأمر عندما قال للاعبين: «إذا أردتم أن تكونوا من أساطير النادي يتعين عليكم الفوز بشيء عظيم». وأضاف الحارس الهولندي السابق: «أرى أن الرسالة كانت مصدر إلهام كبير لهؤلاء اللاعبين».
وباستثناء كلويفرت، الذي سار في طريق مختلف ويلعب الآن مع نادي روما الإيطالي، استوعب جميع اللاعبين هذه الرسالة تماماً. يقول فان دير سار بكل فخر: «كان لدى هؤلاء اللاعبين ثقة كبيرة في النادي. وكان يتعين علينا أن نتحدث إلى اللاعبين الشباب. لقد طلبنا منهم أن يثقوا بنا وينتظروا ما سنقوم به وأخبرناهم بأننا سنعمل على ضمان أن يكون لدينا فريق قوي وقادر على التحدي. وقد ساعد ذلك على صنع المعجزات بالنسبة لنا».
ومن المؤكد أن الشيء الأهم دائماً بالنسبة لأي فريق يتمثل فيما يحدث داخل الملعب، لكن في الحقيقة لم يكن بإمكان نادي أياكس أن يتأهل إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا ويطيح بأندية عملاقة من المسابقة مثل ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي دون أن يحصل اللاعبون على هذا القدر من التشجيع والإلهام خارج المستطيل الأخضر. وتجب الإشارة إلى أن تجربة أياكس في بناء فريق قوي يعتمد على مجموعة من اللاعبين الشباب هي تجربة مثالية يتعين على أي فريق يسعى للسير على نفس الطريق أن يدرسها جيداً، خاصة أنها تأتي في وقت تعتمد فيه معظم الأندية على إنفاق مبالغ مالية طائلة من أجل تدعيم صفوفها.
قد لا يكون من الممكن الاعتماد على هذه التجربة للأبد، لكن فان دير سار يعتزم الحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة، ويقول عن ذلك: «أنا ومارك كنا لاعبين، ورحلنا إلى أماكن أخرى في مرحلة ما من مسيرتنا الكروية من أجل إيجاد تحدٍ جديد، ونحن نعرف أن هذا سيحدث للاعبين الحاليين للفريق.
ولا توجد أدنى مشكلة في هذا الأمر، طالما أن هؤلاء اللاعبين خدموا النادي بصورة قوية على مدار عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام، وحصلوا على لقب الدوري الهولندي الممتاز وتأهلوا إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ولعبوا كرة قدم ممتعة. وبعد ذلك، يمكنهم البحث عن تحدٍ جديد والانتقال إلى مكان آخر. وفيما يتعلق باللاعبين الشباب في أكاديمية الناشئين بالنادي، يتعين علينا أن نجد لهم مكاناً في الفريق الأول. وإذا لم توفر الفرصة لتصعيد هؤلاء اللاعبين الشباب فإنهم سوف يختنقون».
ولا يزال نادي أياكس أمستردام لديه رغبة دائمة في استقطاب اللاعبين الموهوبين في الفئات العمرية الصغيرة، سواء من داخل هولندا أو من الخارج. ويستعرض فان دير سار أبرز المواهب الشابة التي تألقت في صفوف النادي بدءاً من السبعينيات من القرن الماضي وحتى اليوم، ويضيف: «دائماً ما يفرز أياكس أمستردام عدداً من اللاعبين الرائعين بين الحين والآخر، ونحن نعمل على ضمان أن يظل النادي هكذا دائماً».
ويعترف فان دير سار بأنه شخصية هادئة الطباع، وبالتالي فإنه يظل هادئاً بشكل عام فيما يتعلق بالنتائج الرائعة التي يحققها فريقه خلال الموسم الحالي. ومع ذلك، يشير فان دير سار إلى أن ما قدمه أياكس أمستردام في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الجاري سيكون له تأثير كبير على الساحة الكروية على مستوى العالم، لأنه يُذكر الناس بأن القيم الرياضية يمكنها أن تحقق نجاحاً أكبر من الأموال.
ويقول حارس مانشستر يونايتد السابق: «إذا كنت تعشق هذه الرياضة، فإنك تدرك بالتأكيد النجاح الكبير الذي حققه ريال مدريد في الستينيات من القرن الماضي، وأياكس أمستردام في السبعينيات، وبايرن ميونيخ بعد ذلك، وهكذا. وخلال السنوات العشرين الماضية، تغير الكثير من الأمور في عالم كرة القدم، وخاصة فيما يتعلق بالجانب التجاري وعائدات البث التلفزيوني. لقد فقدت الكثير من الأندية رؤيتها فيما يتعلق بما ينبغي أن يكون عليه نادي كرة القدم في المقام الأول. أما بالنسبة لنا في أياكس أمستردام فإننا نركز في المقام الأول والأخير على كرة القدم. لدينا بالطبع حقوق لبث المباريات ورعاة لقمصان الفريق ونفكر في الناحية التجارية، لكننا نعيش في بلد يصل عدد سكانه إلى ثمانية أو تسعة ملايين نسمة، وبالتالي فإن التغيير يكون صغيراً للغاية بالمقارنة بالدوريات الخمس الكبرى في أوروبا».
وقد اعتمد فان دير سار وأوفرمارس على خبراتهما الكبيرة، بصفتهما من اللاعبين الذين قادوا أياكس أمستردام للحصول على آخر لقب أوروبي عام 1995، في تكوين الفريق الحالي.
ومن بين القرارات الهامة التي اتخذها النادي في هذا الصدد كان التعاقد مع اثنين من اللاعبين أصحاب الخبرات خلال الصيف الماضي بهدف تقديم الخبرات اللازمة للاعبين الصغار في السن، حيث تعاقد النادي مع دالي بليند ودوسان تاديتش، وسرعان ما تألق اللاعبان وأصبحا من الركائز الأساسية للفريق.
وقد اعترف فان دير سار بأن هذه الخطوة منطقية، قائلاً: «من الناحية الاقتصادية، ربما لم يكن هذا هو الخيار الأفضل. لقد كنا مترددين في ضخ أموال للتعاقد مع لاعبين كبار في السن، وكنا نعتقد أنه يمكن أن نتغلب على هذا الأمر من خلال التعاون مع أكاديمية الناشئين بالنادي. لكن عندما نعود إلى تجربتنا في عام 1995، نجد أنه كان لدينا فريق يضم عدداً كبيراً من اللاعبين الموهوبين من الشباب، مثل إدغار ديفيس وكلارنس سيدورف وأوفرمارس وفرانك ورونالد دي بوير وباتريك كلويفرت، لكن كان لدينا أيضاً لاعبون مخضرمون مثل فرانك ريكارد وداني بليند، وهم اللاعبون الذين كانوا يمتلكون خبرات هائلة من اللعب في كأس العالم ودوري أبطال أوروبا. لقد استفدنا من النجاح الكبير الذي حققناه في عام 1995، ورأينا أنه يتعين علينا أن نكون فريقاً يجمع بين الخبرة والشباب».
وكانت هناك خطوة حاسمة أخرى تتمثل في قيام كل من فان دير سار وأوفرمارس بعقد اجتماع مع المدير الفني للفريق، إريك تين هاغ، الذي تعرض لانتقادات قاسية في أول فترة له مع الفريق وطُلب منه أن يلعب بطريقة تناسب نادي أياكس، وأن يعتمد بشكل أكبر على اللعب في العمق ويزيد من النواحي الهجومية. يقول فان دير سار عن ذلك: «لقد بعثنا إليه بهذه الرسالة القوية». ولم يلعب أياكس أمستردام بطريقة دفاعية منذ ذلك الحين. وربما كانت النقطة الأبرز في مسيرة هذا الفريق هي الإطاحة بريال مدريد من دوري أبطال أوروبا بعد الفوز عليه في «سنتياغو برنابيو» بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد. يقول فان دير سار: «لقد وصلنا إلى مستوى لم يكن يتوقعه أحد في العالم».
وقد بدأت «الحياة الجديدة» لفان دير سار قبل عام واحد من اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة كروية حافلة، عندما تلقى مكالمة هاتفية من الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، بعد وقت قصير من مكالمة هاتفية مماثلة تلقاها النجم الهولندي السابق دينيس بيركامب. لقد أراد كرويف أن يستعين بخدمات فان دير سار ويستفيد من الخبرات الهائلة للاعب الذي حصل على لقب الدوري مرات عديدة ولعب في الخارج لكل من يوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي، بالإضافة إلى خوضه 130 مباراة دولية مع المنتخب الهولندي. وكان فان دير سار يخطط بالفعل للحصول على درجة الماجيستير في الأعمال الرياضية.
يقول فان دير سار عن ذلك: «لقد أخبرني يوهان كرويف بأنه في العادة فإن المحامي أو رجل الأعمال الذي يعرف أكثر عن الميزانيات العمومية يمكن أن يصبح مديراً تنفيذياً ناجحاً. لكنه أخبرني بأنني جئت من جامعة كرة القدم ولدي خبرات هائلة في الحياة وفي كرة القدم وتعرضت للكثير من الانتكاسات وحققت الكثير من النجاحات وتحملت الكثير من الضغوط وحصلت على كثير من البطولات والألقاب وخسرت مباريات نهائية وارتكبت خطأ في الدقيقة 89 من عمر أحد اللقاءات، وأنقذت فرصة أخرى في الدقيقة 91. وهو ما يعني أن لدي خبرات هائلة. لقد أنهيت رسالة الماجيستير في الإدارة الرياضية بعد اعتزالي كرة القدم مباشرة، لكنني كنت بحاجة إلى أن يثق النادي في إمكانياتي، وهي الخطوة التي اتخذها أياكس أمستردام في حقيقة الأمر».
وعاد فان دير سار للعمل في النادي كمدير للتسويق في بداية الأمر، قبل أن تتم ترقيته في عام 2016 ليشغل منصب المدير التنفيذي للنادي. ومن المؤكد أن التفكير في المستقبل يعد شيئاً رائعاً، لكن من المؤكد أيضاً أن عدم الاستمتاع بما يحدث في الوقت الحالي سيكون ضرباً من الجنون. يقول حارس مانشستر يونايتد السابق: «أرى أنه لا يمكن الاستغناء عن سبعة لاعبين من الفريق الحالي، حتى يمكننا الاستمرار في المنافسة على البطولات وتقديم نفس المستويات التي نقدمها الآن خلال المواسم المقبلة.


مقالات ذات صلة

تيرير يتعرض لكسر في الساعد وينضم لقائمة مصابي ليفركوزن

رياضة عالمية مارتن تيرير (إ.ب.أ)

تيرير يتعرض لكسر في الساعد وينضم لقائمة مصابي ليفركوزن

انضم المهاجم مارتن تيرير إلى القائمة المطوَّلة للاعبين المصابين في صفوف فريق باير ليفركوزن حامل لقب الدوري الألماني، قبل ملاقاة ريد بول سالزبورغ النمساوي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف)
رياضة عالمية ألمانيا ستلتقي إيطاليا في ربع نهائي «دوري الأمم» (د.ب.أ)

دوري الأمم الأوروبية: ألمانيا تصطدم بإيطاليا... وإسبانيا تلتقي هولندا

أسفرت قرعة الدور ربع النهائي من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم التي أُجريت في نيون السويسرية الجمعة، عن مواجهات نارية أبرزها مواجهة بين ألمانيا وإيطاليا،…

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عالمية توماس كلوس (الشرق الأوسط)

اعتقال النجم البولندي السابق توماس كلوس بتهمة التهرب الضريبي

ألقت شرطة مكافحة الفساد البولندية القبض على المدافع البولندي السابق توماس كلوس؛ للاشتباه في تورطه بالتهرب الضريبي وتزوير الفواتير، وفق ما ذكرت السلطات.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
رياضة عالمية لويس إنريكي (أ.ف.ب)

إنريكي يعلن اقتراب المهاجم راموس من العودة مع سان جيرمان

قال لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، الخميس، إن المهاجم جونزالو راموس اقترب من العودة من الإصابة، لكن المدرب عليه التعامل مع بعض المشكلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية نوري شاهين (أ.ف.ب)

كوبل وأنتون جاهزان للمشاركة مع دورتموند أمام فرايبورغ

قال نوري شاهين، المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، إن وضع الإصابات بالفريق يتحسن حيث يستعيد الفريق خدمات غريغور كوبيل، حارس المرمى.

«الشرق الأوسط» (برلين)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».