قرية إنجليزية تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن طبيب في المنطقة

تواجه قرية صيد الأسماك «ميفاجيسي» رائعة الجمال بجنوب غربي إنجلترا مشكلة حيث أعلنت طبيبة القرية في خلال الربيع الحالي اعتزامها الاستقالة من عملها، تاركة خلفها 5300 من سكان المنطقة يواجهون مستقبلاً غامضاً في ظل انعدام الرعاية الصحية.
فمع شكاوى العديد من البلدات الصغيرة من تدهور الحياة الريفية وتراجع التمويل، فإن القرويين في «ميفاجيسي» بدو أكثر تصميماً على عدم خسارة الخدمات الصحية. لذا بدأت بعض وسائل الإعلام الاجتماعية حملة تحت شعار «هل ترغب في أن تكون ممارساً عاماً» (للطب) بغرض إيجاد بديل وعملوا على إنتاج مقطع مصور ترويجي مشرق للفت الانتباه إلى المعالم الجذابة في القرية.
وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الصحة الوطنية تواجه أزمة حادة بسبب ندرة أطباء الرعاية الصحية الأولية في بريطانيا، وبات من الصعوبة بمكان تشجيع الخريجين على الخروج من المدن الكبرى، حيث يواجه الأطباء الذين يمارسون عملهم بمفردهم عبء عمل إداري كبير. كما أن التخفيضات في الخدمات العامة التي تفرضها سياسات التقشف التي تتبعها حكومات المحافظين المتعاقبة كانت ظاهرة في المناطق الريفية بشكل خاص.
سعت حملة «ميفاجيسي» إلى رفع مستوى الوعي بالمشكلة في القرية، وحشد الآخرون من أجل القضية، وفي نهاية المطاف جرى تحديد المرشحين بعد أن نشرت القضية على نطاق أوسع. يتمتع السكان ببعض الخبرة في الكفاح ضد الخدمات المحلية المتضائلة، فعندما فقدت القرية مكتب البريد الخاص بها قبل ثلاث سنوات، سعوا لاستعادته ونجحوا في تحقيق ذلك.
وقال جيمس موستو، مسؤول المجلس المحلي الذي ساعد في تنظيم الحملة الأخيرة، إن شعور القرية القوي بالمجتمع سيساعدها في معركتها الرامية إلى الحفاظ على خدماتها.
تَجسد جانب كبير من الحملة في مقطع مصور يحمل اسم «ساعدوا ميفاغيسي»، وهو عبارة عن مقطع فيديو مدته 3 دقائق ونصف عبر موقع «فيسبوك» يعرض المنازل الحجرية الملونة في القرية الواقعة على سفوح التلال تحت سماء زرقاء صافية ومشهد القوارب وإلى جوارها ميناء صغير.
للمنطقة العديد من المزايا الأخرى حيث تعد «كورنويل»، المقاطعة التي تقع بها قرية ميفاجيسي، من أكثر المناطق المشمسة في بريطانيا وتعد وجهة سياحية مشهورة. في هذا الإطار قال مووي إن تجارة صيد الأسماك في القرية تعد واحدة من أسرع الأسواق نمواً في المنطقة.
قال أفاد مايكل بون، مستشار الأبرشية المحلي، في المقطع المصور الخاص بالحملة: «نحتاج إلى طبيب عام هنا لكي يأتي إلى مجتمعنا الجميل ويعتني بنا».
وقد وردت 10 ردود بصورة مباشرة من أطباء يرغبون في العمل بالقرية فيما تواصل آخرون عبر «هيئة الخدمات الصحية الوطنية لاستعلام عن الوظيفة».
وفي سبيل معالجة مشكلة اجتذاب الأطباء إلى المناطق الريفية، عرضت «هيئة الخدمات الصحية» مبلغاً لمرة واحدة قدره 20 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل 25 ألف دولار أميركي، لتدريب الأطباء الذين يوافقون على الانتقال إلى بعض المناطق الأكثر احتياجاً. (تتضمن قائمة تلك المجتمعات على موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية الخاص بالخدمة مناطق بمختلف أنحاء البلاد ليس من بينها كورنوال)
الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة «بالس»، منشوراً خاصاً بالممارسين العامين، إن إغلاق المراكز التي تقدم الرعاية الصحية الأولية في بريطانيا قد ارتفع نحو ثمانية أضعاف خلال ست سنوات، مما أثر على ما يقرب من مليوني مريض منذ عام 2013.
وقالت البروفسور هيلين ستوكس لامبارد، عميدة الكلية الملكية للأطباء العامين، في بيان عبر البريد الإلكتروني إن إغلاق عيادة الطبيب أو الجراحة يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على المجتمعات الريفية.
أضافت: «إنه لعار كبير. فكونك طبيبة ريفية أمر ينطوي على فوائد عديدة، ليس فقط من حيث العمل في بيئة جميلة مع مجتمع مترابط في كثير من الأحيان، ولكن في التعلم من مواجهة التحديات المثيرة التي لن يواجهها الأطباء في المناطق الحضرية».
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني وردت الخميس، رفضت «هيئة الخدمات الصحية الوطنية» في إنجلترا التعليق على قضية «ميفاجيسي»، لكنها قالت إن الإنفاق على «رفع الكفاءة» في خدمات الرعاية الأولية قد زاد.
كما شككت الهيئة في الأرقام التي نشرتها صحيفة «بالس»، قائلة إنه كان هناك عدد أقل من عمليات إغلاق العيادات الصحية الريفية في إنجلترا في السنة المالية 2017 – 2018 مقارنة بالعام السابق.