تونس: زيادة بنسبة 15.7 % في الاستثمارات الأجنبية

TT

تونس: زيادة بنسبة 15.7 % في الاستثمارات الأجنبية

قبل احتضان تونس فعاليات منتدى دولي للاستثمار يومي 20 و21 يونيو (حزيران) الحالي، أعلنت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي عن زيادة على مستوى الاستثمارات الأجنبية الموجهة إلى تونس بنسبة 15.7 في المائة خلال الثلث الأول من السنة الحالية وقدرتها بنحو 280 مليون دولار (نحو 851 مليون دينار تونسي).
وقال عبد الباسط الغانمي المدير العام لهذه الوكالة الحكومية، بأن الاستثمارات الخارجية المباشرة، تطورت خلال الفترة ذاتها، بنسبة 16.3 في المائة وتدفقت على تونس استثمارات مباشرة بقيمة 845.9 مليون دينار تونسي مقابل 727.2 مليون دينار خلال الفترة ذاتها من السنة المنقضية.
وتوزعت تلك الاستثمارات على عدد من الأنشطة الاقتصادية وتوجه مبلغ 5.2 مليون دينار تونسي نحو استثمارات في الحافظة المالية بينما كانت 845.9 مليون دينار قد فضلت الاستثمارات الخارجية المباشرة.
وسجلت استثمارات الحافظة المالية، ونعني بذلك الاستثمار في البورصة، تراجعا ملحوظا حيث تقلصت قيمتها بنسبة 37.3 في المائة.
ويعود هذا التراجع حسب عبد الباسط الغانمي المدير العام لوكالة النهوض بالاستثمارات الخارجية، إلى تأثير سعر صرف الدينار التونسي مقابل اليورو الأوروبي والدولار الأميركي حيث أكد الغانمي على أن المستثمر الأجنبي عندما يرغب في تحويل مرابيحه المالية باليورو أو الدولار، فإن العائدات تكون متواضعة الأمر الذي لا يشجع على الاستثمار في الحافظة المالية، على حد قوله. وتعد مجموعة من الأنشطة الاقتصادية التابعة لقطاع الصناعات المعملية على غرار النسيج والملابس والجلود والأحذية والصناعات الميكانيكية والكهربائية والكيميائية، من ركائز الاقتصاد التونسي في مجال استقطاب الاستثمار الخارجي المباشر.
وتستهدف تونس مع نهاية السنة الحالية، استقطاب نحو ثلاثة آلاف مليون دينار تونسي من الاستثمارات الخارجية (نحو مليون دولار أميركي) مقابل 2800 مليون دينار تونسي تمكنت من استقطابها خلال السنة الماضية.
وكان قانون الاستثمار الجديد الذي أقرته تونس خلال شهر أبريل (نيسان) من سنة 2017 قد شجع على الاستثمار في الحافظة المالية من خلال التخلص من التراخيص المسبقة وعدة إجراءات أخرى مكنت المستثمرين الأجانب من الإقبال على الوجهة التونسية.
على صعيد آخر، حذر البنك الدولي في تقرير من مخاطر وتحديات تهدد الاقتصاد التونسي والأسر التونسية خلال سنة 2019 وتوقع أن يحقق النمو الاقتصادي في تونس ارتفاعا وقدره بنحو 3 في المائة في المتوسط خلال سنتي 2019و2020 على أن يحقق نحو 4 في المائة على المدى المتوسط.
واستعرض البنك الدولي، في تقرير أعده تحت عنوان «الآفاق الاقتصادية في تونس»، مجموعة من التوقعات والمؤشرات الاقتصادية المتعلقة بالتضخم وبقيمة الدينار التونسي ونسبة الفقر وتحسن بعض المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.
وذكر البنك الدولي أن تحقيق نسبة نمو ما بين 3 و4 في المائة في تونس مرتبط باستكمال الإصلاحات العاجلة لتحسين مناخ الاستثمار وتحسين الوضع الأمني والاستقرار الاجتماعي. وأكد أن النمو سيتعزز من خلال التوسع في الزراعة والتصنيع والسياحة، وبدء الإنتاج من حقل غاز «نوارة» (جنوب شرقي تونس) اعتباراً من منتصف السنة الحالية الذي سيكون مؤثرا على مستوى العجز السنوي المسجل في ميزان الطاقة.
وتشير التوقعات إلى أن عجز المالية العمومية سيتراجع في سنة 2019 إلى 3.6 في انعكاس لتشديد السياسة العامة وزيادة النمو وانخفاض تكاليف استيراد الطاقة مع زيادة إنتاج الغاز على المستوى المحلي.
ومن المتوقع أن ينخفض العجز إلى أقل من 3 و8 في المائة من إجمالي الناتج المحلي على التوالي بحلول عام 2021 مع استمرار الحكومة في برنامج الإصلاح.
وسيصل الدين العام إلى الذروة خلال السنة الحالية ويمثل أكثر من 80 في المائة من إجمالي الناتج المحلي قبل أن يبدأ في الانخفاض إلى ما دون مستوى الأسواق الناشئة البالغ 70 في المائة بحلول عام 2023.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.