مثل المضخة التي تقوم بإزالة المياه المتجمعة في منطقة منخفضة، تحمي بعض البروتينات المهمة خلايا الجسم عن طريق ضخ المواد الكيميائية السامة إلى خارج الخلية، ولكن عندما يصاب شخص ما بالسرطان، فإن هذه البروتينات تضر أكثر مما تنفع.
وخلال دراسة نشرت أول من أمس في دورية «بلوس وان»، وجد فريق بحثي من جامعة «ساوثرن ميثوديست» الأميركية، أن بروتيناً واحداً من هذه البروتينات وهو البروتين السكري - P أو الذي يعرف باسم «P - glycoprotein «يمكنه ضخ جميع العلاجات الكيميائية تقريباً خارج الخلية السرطانية، مما يجعل السرطان مقاوماً لكثير من الأدوية ولا يمكن علاجه.
وتوصل الباحثون إلى أن استخدام مثبط يوقف مؤقتاً قدرة هذا البروتين على إزالة العقاقير من الخلايا السرطانية، جنباً إلى جنب مع العلاجات الكيميائية، يجعل خلايا السرطان أكثر حساسية للعلاج الكيميائي.
واختبر الفريق البحثي ذلك مع خلايا سرطان البروستاتا المزروعة في المختبر، والتي ثبت أنها مقاومة للعلاج الكيميائي، حيث قاموا بإعطائها جرعة من كل من أدوية العلاج الكيميائي ومثبط البروتين، وقارنوا النتائج مع خلايا سرطانية لم تتم معالجتها بمثبط البروتين، فوجدوا أن الخلايا التي أعطيت المثبط تحتفظ بأدوية العلاج الكيميائي بمستوى أعلى بكثير مقارنة بالخلايا السرطانية التي لم يتم علاجها به وذلك بعد نحو 24 ساعة من إعطائها المثبط، ووجدوا أن العلاج الكيميائي مع المثبط كان فعالا بدرجة أكبر في القضاء على الخلايا السرطانية.
والتحدي الذي يواجه الباحثين حاليا هو كيفية تكرار هذه الطريقة في جسم المريض، وهو ما ستتم الإجابة عنه بمزيد من الدراسات على نماذج حيوانية أكثر من مرة قبل الانتقال إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر، كما يؤكد جون وايز، الأستاذ في قسم العلوم البيولوجية بجامعة «ساوثرن ميثوديست» الأميركية والمؤلف المشارك في الدراسة في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة.
ويقول: «هذا الأمر يستحق المزيد من الدراسات، لأنه لا توجد حالياً سوى خيارات قليلة لمرضى السرطان بمجرد أن يصبح مرضهم مقاوما للعلاجات الكيميائية المتعددة».
تثبيط عمل «البروتين السكري» لزيادة فاعلية علاج السرطان
تثبيط عمل «البروتين السكري» لزيادة فاعلية علاج السرطان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة