شنت فصائل سورية مختلفة هجوما جديدا على مواقع قوات النظام السوري شمال حماة وسط تكثيف الغارات على مناطق كانت تقدمت فيها الفصائل أول من أمس. وقتل في المعارك أكثر من 83 عنصرا من الطرفين شمال حماة وجنوب إدلب.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «الفصائل الإسلامية والمقاتلة ومجموعات متطرفة فاجأت قوات النظام بمهاجمة مواقع جديدة لها في الوقت الذي تحاول فيه قوات النظام استعادة السيطرة على مناطق خسرتها لصالح الفصائل الخميس، حيث رصد هجوم عنيف تنفذه المجموعات وفصائل مقاتلة وإسلامية على بلدة كرناز وقرية الحماميات الواقعتين شمال جبين وتل ملح، والخاضعة لسيطرة قوات النظام، حيث تدور معارك عنيفة وسط إسناد بري من قبل الفصائل بأكثر من 400 قذيفة مستهدفة الحماميات وكرناز والجلمة والجديدة وكفرهود والشيخ حديد والكركات والمستريحة وكفرنبودة والقصابية وتل هواش الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي».
وكان «المرصد» تحدث أن هجوماً مضاداً نفذته القوات الحكومية منذ فجر الجمعة، على المناطق التي خسرتها الخميس لصالح فصائل معارضة في ريف حماة الشمالي، وذلك بإسناد جوي مكثف من قبل طائرات حربية.
وعلم «المرصد»، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أن قوات النظام تمكنت من استعادة السيطرة على كفرهود فيما تجري الآن اشتباكات عنيفة في تل ملح في محاولة من قوات السورية لاستعادتها بشكل كامل. لكن مصادر معارضة قالت بأن «قوات النظام تلقت ضربة موجعة صباح الجمعة خلال المعارك المندلعة في ريف حماة الشمالي، بعد محاولتها التسلل إلى المواقع التي خسرتها مساء الخميس».
وكان فصيل «جيش العزة»، أعلن الخمس «تحرير بلدتي تل ملح وكفرهود من قبضة قوات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية، ضمن معركة كسر العظم»، في حين أكدت «الجبهة الوطنية للتحرير»، كسر الخطوط الدفاعية الأولى لقوات الأسد في ريف حماة الشمالي، وتدمير عدّة آليات ومقرات للنظام وسط أنباء عن انسحاب القاعدة الروسية من ريف حماة الغربي، وذلك ضمن معركة «دحر العدوان».
يذكر أن الفصائل أطلقت أول من أمس عملاً عسكريّاً موسعاً ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي، بهدف السيطرة على مواقع استراتيجية تسيطر عليها قوات النظام في المنطقة.
وقال مراسل «شبكة الدرر الشامية» في حماة: إن الفصائل الثورية تمكنت من تدمير عربة «بي إم بي» مدرعة وقتل مجموعة عناصر من قوات النظام خلال محاولة تسللهم الفاشلة على مواقع الثوار قرب محور جلمة شمال حماة.
وعلى صعيد، متصل نفذت طائرات روسية غارات صباح الجمعة على أماكن في الأربعين وكفرزيتا والزكاة ومورك بريف حماة الشمالي، كما كانت قد استهدفت بعد منتصف الليل بغارات عدة أماكن في بلدة اللطامنة وقرى الزكاة والأربعين وحصرايا ولطمين ضمن الريف ذاته، أيضاً نفذ طيران النظام الحربي غارات عدة صباح اليوم وبعد منتصف الليل، حيث استهدف بأكثر من 12 غارة صباح أمس كلا من خان شيخون والزكاة وحصرايا والأربعين، بينما نفذ 10 غارات بعد منتصف الليل على اللطامنة وكفرزيتا شمال حماة، وخان شيخون جنوب إدلب.
ومع سقوط المزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 1159 شخصا ممن قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» في الـ30 أبريل (نيسان) الماضي، وحتى الخميس.
في المقابل، أفادت شبكة «الدرر الشامية» أمس أن «الفصائل الثورية في ريف حماة نجحت في إصابة طائرة حربية للنظام من طراز «SU22» بعد استهدافها بصاروخ مضاد للطيران».
ونقلت شبكة «إباء» المعارضة عن مصدر عسكري مطلع قوله إن «سرية الدفاع الجوي التابعة لغرفة العمليات المشتركة استهدفت طائرة حربية للنظام في سماء ريف حماة الشمالي بصاروخ «م. ط»، ما أدى إلى إصابتها واضطرارها للهبوط بأقرب قاعدة جويَّة على الفور». وقالت «الدرر» بأن «تطور الفصائل الثورية في استخدام الصواريخ المضادة الطيران، لا سيما تلك المحمولة على الكتف، من شأنها أن تقلب موازين القوى على الأرض لصالحهم، حيث إن نظام الأسد يعتمد بالدرجة الأولى في معاركه على التمهيد الجوي المكثف».
وتمتلك الفصائل، بحسب الشبكة، مخزوناً جيداً من صواريخ «م. ط» المحمولة على الكتف، لكن بسبب مداها القصير وتحليق طائرات النظام وروسيا على ارتفاعات عالية، جعل من إصابتها أمراً صعباً، بحسب مصادر ميدانية مطلعة.
وكانت «هيئة تحرير الشام» التي تضم «النصرة» نجحت في فبراير (شباط) في إسقاط طائرة حربية روسية من طراز «SU25» بعد استهدافها في سماء ريف إدلب الشرقي بصاروخ «م. ط» مجهول الطراز.
وتعتبر طائرات «SU25» من أكثر الطائرات الروسية تصفيحاً، ويطلق عليها لقب الدبابة الطائرة لشدة متانتها واستحالة إسقاطها بالمضادات الأرضية، الأمر الذي أوجد تساؤلات كثيرة عن طبيعة الصاروخ الذي استخدمته الهيئة في إسقاطها، بحسب «الدرر».
وقتل 83 شخصا في الساعات الـ24 الماضية خلال معارك قرب محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، بحسب «المرصد». وقال إنه منذ الخميس، قتل 44 من قوات النظام و39 مقاتلا، في تلك المعارك التي شهدت ضربات جوية نفذتها قوات النظام أو حليفتها روسيا.
وجاءت المعارك في أعقاب هجوم مضاد شنته الفصائل في شمال غربي محافظة حماة المجاورة لمحافظة إدلب.
وخلال ذلك الهجوم سيطر الجهاديون والفصائل الإسلامية على قريتي تل ملح وجبين.
وشارك مقاتلو «هيئة تحرير الشام» وتنظيم «حراس الدين»، المرتبط بالقاعدة وأيضا الحزب التركستاني الإسلامي في الهجوم المضاد.
وقال مدير «المرصد» لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى الآن الاشتباكات العنيفة مستمرة ويرافقها قصف جوي من النظام والروس». وأضاف أن «منطقة الاشتباكات تقع قرب مناطق مسيحية وعلوية تحت سيطرة النظام».
ولم تعلن قوات النظام السوري عن هجوم فعلي تشنه على مواقع هيئة تحرير الشام، لكنها كثفت عمليات القصف ودخلت في مواجهات على الأرض مع المتطرفين منذ نهاية أبريل، وتمكنت من استعادة بعض المناطق في جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماة.
وقتل أكثر من 300 مدني بحسب «المرصد» منذ أبريل فيما اضطر أكثر من 270 ألف شخص للنزوح وفق أرقام الأمم المتحدة. وطال القصف أكثر من 23 منشأة طبية و35 مدرسة.
هجمات مباغتة على مواقع النظام بين حماة وإدلب
83 قتيلاً في معارك شمال غربي سوريا
هجمات مباغتة على مواقع النظام بين حماة وإدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة