الفلسطينيون يحذرون إسرائيل من «قمع الأسرى»

قوات الاحتلال تفرّق احتجاجات في الضفة الغربية

شاب فلسطيني يحاول الاحتماء من جنود إسرائيليين يلاحقونه خلال قمع احتجاجات في كفر قدوم قرب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني يحاول الاحتماء من جنود إسرائيليين يلاحقونه خلال قمع احتجاجات في كفر قدوم قرب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يحذرون إسرائيل من «قمع الأسرى»

شاب فلسطيني يحاول الاحتماء من جنود إسرائيليين يلاحقونه خلال قمع احتجاجات في كفر قدوم قرب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني يحاول الاحتماء من جنود إسرائيليين يلاحقونه خلال قمع احتجاجات في كفر قدوم قرب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

حذرت هيئة «شؤون الأسرى والمحررين» في السلطة الفلسطينية، في بيان نشرته أمس الجمعة، من تصاعد عمليات القمع للأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وقالت إن «الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين تأخذ منحنى خطيراً جداً وغير مسبوق».
وقال رئيس الهيئة، قدري أبو بكر، إن «سلطات الاحتلال الإسرائيلي في السجون تسعى إلى خلق حياة يومية في غاية التعقيد للأسرى. وتجند كل طاقاتها لخلق واقع جديد في سجونها ومعتقلاتها. وتستغل كل الظروف للتفرد بالأسرى والانتقام منهم ومن عائلاتهم، حتى إن ذلك أصبح مساحة تنافسية بين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين». وأشار إلى أن السجون الإسرائيلية «تشهد يومياً اقتحامات، كما أنه يتم نقل عدد كبير من المعتقلين من سجن لآخر. وهي (إسرائيل) تفعل ذلك لأنها لا ترغب في مشاهدة أي نوع من الاستقرار في صفوف الحركة الأسيرة».
المعروف أنه وبموجب الإحصائيات الرسمية، وصل عدد الأسرى الفلسطينيين إلى نحو 5700 معتقل، موزعين على نحو 22 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف أبرزها؛ نفحة، ريمون، جلبوع، شطة، النقب، عوفر، مجدو، هداريم، الرملة، عسقلان، بئر السبع. ويوجد بينهم 45 امرأة، و230 طفلاً، و500 معتقل إداري، و1800 مريض، من ضمنهم 700 بحاجة لعلاج دائم ومتابعة طبية.
ولا يمر يوم على الضفة الغربية والقدس من دون اعتقالات جديدة. وفي يوم أمس، الجمعة، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على شابين بالضرب المبرح في الخليل، هما رعد محمد الحداد (29 عاماً) من المنطقة الجنوبية في الخليل، ومحمد إبراهيم أبو ماريا (19 عاماً) من بلدة بيت أمر شمال الخليل وتم نقلهما إلى المستشفى. واعتقلت الطفل حسين نافذ الرجبي (15 عاماً) من منزله في المنطقة الجنوبية من المدينة.
وأصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية كفر قدوم، شرق محافظة قلقيلية السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 15 عاماً، والتي رفعت شعارات إحياء ذكرى النكسة.
وأصيب عدد من المواطنين بالاختناق، واحترقت مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، أمس الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة قرية بلعين الأسبوعية السلمية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري. وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه المسيرة. وكانت المسيرة قد انطلقت عقب صلاة الجمعة من وسط القرية باتجاه الجدار العنصري الجديد في منطقة أبو ليمون، وفاء للقدس والمقدسات الإسلامية، ودعماً للقيادة في مواجهة صفقة القرن، وأحياء للذكرى الـ52 للنكسة. وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي القرية، ونشطاء سلام إسرائيليون، ومتضامنون أجانب. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين وعودة جميع اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها.
ونصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، حواجز عسكرية وكثفت من وجودها العسكري، في عدة مناطق بمحافظة جنين. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال نصبت الحواجز العسكرية في عدة مناطق، مثل شارع جنين – الناصرة، وضاحية صباح الخير في جنين، وقريتي أم التوت وعرانة، وعلى الشارع الالتفافي، وعلى مفترق بلدتي يعبد وعرابة، وعلى شارع جنين – نابلس. وأضافت أن الجنود شرعوا بتوقيف المركبات وتفتيشها والتدقيق في هويات راكبيها، ما تسبب بإعاقة حركة المواطنين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.