«أوقاف مصر» تتوعد مستخدمي مكبرات الصوت بالمساجد بعقوبات

قالت إنها سوف تتوسع في تعميم «الأذان الموحد» بالبلاد

TT

«أوقاف مصر» تتوعد مستخدمي مكبرات الصوت بالمساجد بعقوبات

توعدت وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد في مصر، مستخدمي مكبرات الصوت في المساجد بعقوبات شديدة. بينما أكدت الوزارة اتجاهها للتوسع في تعميم تجربة «الأذان الموحد» في ربوع البلاد، عقب نجاح التجربة في بعض مساجد القاهرة.
وتمنع «الأوقاف» استخدام مكبرات الصوت بالمساجد في غير الأذان وشعائر صلاة الجمعة. وقال مصدر في «الأوقاف»، إن «القرار يهدف إلى عدم إزعاج المواطنين؛ خصوصاً من المرضى والطلبة أثناء المذاكرة والامتحانات، في غير أوقات الصلاة».
واعتادت المساجد في العاصمة المصرية والمحافظات استخدام مكبرات الصوت، التي يتم تعليقها غالباً أعلى البنايات، في بث الأذان، وصلوات المغرب والعشاء والفجر، وفي الإعلان عن بعض المناسبات الاجتماعية، مثل الوفاة، أو فقد الأطفال، أو فقد أشياء ثمينة، مما يسبب بعض الإزعاج والشكوى، بحسب مراقبين.
وأكدت وزارة الأوقاف أمس، أنها «كلفت التفتيش العام بتكثيف حملاته على المساجد، فيما يتصل بأي مخالفة في استخدام مكبرات الصوت بالمخالفة لتعليماتها»، موضحة أنه «تم التنبيه على قصر مكبرات الصوت الخارجية على الأذان وخطبة الجمعة، وأن تكون على قدر الحاجة، مع اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه أي مخالفة، والتأكيد على جميع مديري المديريات والإدارات والمفتشين في المحافظات، بالتنبيه مجدداً على جميع العاملين بالمساجد، كل في نطاق عمله، بالالتزام بهذه التعليمات».
وأكد المصدر في «الأوقاف» لـ«الشرق الأوسط»، أن «عقوبة مخالفة قرار الوزارة قد تصل إلى الإيقاف عن العمل، والإحالة للتحقيق، أو الخصم من الراتب، أو النقل خارج المحافظة التي يقع فيها المسجد».
في غضون ذلك، أكدت «الأوقاف» أمس، أنها سوف تتوسع في تجربة «الأذان الموحد». وبثت مصر في فبراير (شباط) الماضي «الأذان الموحد» في 100 مسجد بالعاصمة المصرية. وأكد المصدر نفسه في «الأوقاف»، أن «تجربة (الأذان الموحد) أثبتت نجاحها؛ لأنها تهدف إلى القضاء على الأصوات غير المقبولة التي تصدر من بعض المؤذنين، ووفرت صوتاً جيداً يسمعه كل المصريين في وقت واحد».
وتجربة «الأذان الموحد» ليست جديدة؛ حيث تم تطبيقها في مساجد بالقاهرة عام 2011؛ لكنها لم تستمر، بعدما واجهت هجوماً كبيراً من جماعات الإسلام السياسي. وفي بداية عام 2018 أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف «إطلاق البث التجريبي لـ(الأذان الموحد)، وراهن على نجاح التجربة دون خلل، عبر اختيار أصوات متميزة لرفع شعيرة (الأذان الموحد)»؛ لكن لم يتم التطبيق دون ذكر الأسباب، حسب المراقبين.
ورغم تأكيد «الأوقاف» نجاح تجربة «الأذان الموحد»؛ فإن مراقبين أكدوا أنها «تتنافى مع مسألة روحانيات الأذان؛ خصوصاً أن كل منطقة اعتادت على سماع صوت مؤذن مُعين، فلا يجوز إجبار سكانها على أذان موحد».
وفي أبريل (نيسان) الماضي، تمسكت وزارة الأوقاف باستمرار تطبيق تجربة «الأذان الموحد»، مؤكدة أنه «لا صحة على الإطلاق لوقف تطبيق مشروع (الأذان الموحد)؛ بل على العكس، فالوزارة تنوي التوسع وتعميم الفكرة على مستوى مصر». وذلك عقب انتشار إشاعات باعتزام «الأوقاف» وقف «الأذان الموحد»، وهو ما نفته الوزارة حينها، مؤكدة أن «مشروع (الأذان الموحد) من أهم الركائز الأساسية في ملف تجديد الخطاب الديني».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.