مصر: مقتل 8 «إرهابيين» وإحباط هجوم على كمين أمني بسيناء

«الداخلية» أكدت تورطهم في مهاجمة أحد المكامن في العريش

TT

مصر: مقتل 8 «إرهابيين» وإحباط هجوم على كمين أمني بسيناء

قُتل 8 «إرهابيين» في مواجهات مع قوات الأمن المصري في مدينة العريش أمس، بينما أحبطت قوات الشرطة المصرية هجوماً إرهابياً على أحد الأكمنة في سيناء. وقالت وزارة الداخلية في بيان لها، أمس، إنه «استمراراً لجهود الوزارة في ملاحقة وتتبع العناصر الإرهابية المتورطة في مهاجمة أحد الأكمنة الأمنية جنوب العريش، فجر أول أيام عيد الفطر، توافرت معلومات حول اختباء مجموعة من العناصر الإرهابية داخل مزرعة زيتون بالظهير الصحراوي بمنطقة العبور جنوب العريش». وذكر بيان الداخلية، أنه «في أثناء محاصرة العناصر الإرهابية قاموا بإطلاق النيران بصورة مكثفة تجاه القوات، وتم التعامل معهم، ما أسفر عن مصرع 8 عناصر عُثر بحوزتهم على 5 بنادق آلية، وعبوة متفجرة وحزامين ناسفين»، لافتة إلى أنه تمت الإجراءات القانونية وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق. وكان التلفزيون الرسمي في مصر قد أفاد بأن «قوات الأمن المصري نجحت صباح أمس في التصدي لمحاولات عناصر إرهابية أطلقت النار على أحد الكمائن بشمال سيناء». ونقل عن مصادر أمنية قولها، إن «قوات تأمين سيناء تمكنت من محاصرة مجموعة من (الإرهابيين) في محيط أحد الكمائن في العريش». وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير (شباط) عام 2018. تعرف العملية باسم «سيناء 2018» لتطهير المنطقة من عناصر متطرفة موالية لـتنظيم «داعش» الإرهابي.
وأعلنت وزارة الداخلية أول من أمس، مقتل 14 من العناصر الإرهابية... وجاء استهداف هذه العناصر الإرهابية على مدى يومين، عقب هجوم تبناه تنظيم «داعش» على حاجز أمني تابع لقوات الشرطة يعرف باسم حاجز (14 بطل)، صباح أول أيام العيد، أسفر عن مقتل 8 أفراد من الشرطة بينهم ضابط برتبة نقيب وأمين شرطة و6 مجندين، جميعهم يتبعون قوات الأمن بمديرية أمن شمال سيناء، و5 عناصر من منفذي الهجوم الإرهابي.
إلى ذلك، أكد الأزهر أن «جميع الأديان حرمت العنف والإرهاب». وطالب جموع المصريين من نساء ورجال وأطفال وشباب بمواجهة الفكر بالفكر، والتصدي لكل مظاهر العنف والإرهاب، وضرورة الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع والبلاد.
وعلق الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على أروقة الجامع الأزهر، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، أمس، على واقعة استشهاد أبطال الشرطة المصرية وإراقة دمائهم على أرض سيناء في صباح أول أيام عيد الفطر وقت التكبير؛ واصفاً الضحايا بأنهم خير أجناد الأرض وحراسها، وأن منفذي الحادث الإرهابي مثل الذين قتلوا سيدنا علي بن أبي طالب وسيدنا عمر بن الخطاب أثناء أدائهم للصلاة، وتوعدهم بتنفيذ بيان الله لهم في قوله تعالى «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً».
في غضون ذلك، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تواصلت أمس لليوم الثالث، الاحتفالية الكبرى التي نظمتها القوات المسلحة لتكريم أسر الشهداء والمصابين من القوات المسلحة والشرطة بمركز «المنارة» للمؤتمرات بالتجمع الخامس (شرق القاهرة)، بحضور عدد من الوزراء وقادة القوات المسلحة والشرطة، في تقليد بدأه السيسي العام الماضي، وقُوبل بحفاوة واسعة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.