فجر محمد الغامدي عضو لجنة الحكام السعودية مفاجأة صادمة، مفادها أن بعض الحكام المحليين يضطرون لاستعارة الملابس من بعضهم قبل إدارة المباريات وذلك بسبب النقص الشديد في الدعم المالي من قبل اتحاد الكرة السعودي، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي تقاضى حكام أجانب قرابة الـ40 مليون ريال مقابل إدارتهم مباريات في الدوري السعودي هذا الموسم، مطالبا بالوقوف مع الحكم السعودي وإعادته إلى الواجهة من جديد وعدم الاعتماد كليا على نظيره الأجنبي. وقال الغامدي في حوار لـ«الشرق الأوسط» بأن العمل في اللجنة ما زال يكتنفه الغموض بسبب الفراغ الإداري الذي خلفه إقالة رئيسها السابق خليل جلال وعدم وجود إدارة منتخبه لاتحاد الكرة السعودي، مشيرا إلى أن مستحقات الحكام المحليين متوقفة منذ عامين كما أنهم كأعضاء لم يتقاضوا «ريالا واحدا» بحسب تعبيره حتى الآن... وفيما يلي تفاصيل الحوار:
> كعضو في لجنة الحكام الرئيسية، كيف ترى سير العمل خصوصا بعد إقالة الرئيس السابق خليل جلال؟
ـ لا أخفيك أن فراغا إداريا كبيرا تركه رحيل خليل جلال، كما أن قرار الإقالة تزامن مع نهاية الموسم، وأصبحت هناك حالة عدم استقرار يمر بها الاتحاد السعودي بأكمله. كنا نتمنى أن يحافظ الاتحاد على منظومة لجنة الحكام، خاصة وهو قريب منها ويعرف ويعي جيداً حجم العمل القائم ومنذ قرار الإقالة وحتى هذه اللحظة لم يتواصل معنا أي مسؤول في اتحاد الكرة ولا نعرف ما إذا كان سيتم الاستعانة برئيس جديد لدائرة التحكيم في القريب العاجل أم لا وما هي استراتيجية الاتحاد الحالي وهل سيوافق على تشكيل لجنة جديدة فالأمور غامضة وربما تتضح خلال الأيام المقبلة. نحن كلجنة سنعقد اجتماعا خلال أيام وستتم مناقشة العديد من المواضيع وكل ما يخص مستقبل التحكيم، ونحن عموما بانتظار الإدارة المنتخبة لاتحاد الكرة السعودي.
> كيف وجدتم آلية العمل داخل اللجنة؟
ـ للأسف كان الوضع صعباً والتحكيم على مختلف المحاور كان يعاني من الإهمال الكبير من لجنة الإنجليزي كلاتنبيرغ الذي لم يقدم للحكم السعودي أي شيء يذكر ولذلك اضطررنا لعقد الكثير من اللقاءات والدورات وورش العمل وتمت زيارة جميع لجان الحكام الفرعية في 14 منطقة وغيرها من اللقاءات والبرامج ولله الحمد كان لها أثر كبير في عودة منظومة الحكم السعودي للعمل.
> ماذا ينقص الحكم السعودي برأيك؟
ـ الاهتمام والدعم من هيئة الرياضة واتحاد كرة القدم، فللأسف الحكم السعودي يتم التعامل معه وكأنه تكملة عدد وإذا كان الحكام الأجانب يقودون مباريات دوري المحترفين أو معظمها فهذا عائد لغياب الدعم والاهتمام عن الحكم السعودي ويعكس بشكل واضح عدم قدرة أتحاد القدم على تطوير أحد أركان لعبة كرة القدم.
> ماذا عن المستحقات المتأخرة للحكام السعوديين؟
ـ قبل الحديث عن مستحقات الحكام السعوديين لدي معلومة تقول بأن الحكام الأجانب تقاضوا قرابة 40 مليون ريال هذا العام وهي مستحقاتهم بلا شك خاصة وقد تم جلب أفضل الحكام في العالم ولكن يجب أن يتذكر المسؤول أن مستحقات الحكام السعوديين متوقفة منذ عامين وكذلك مقيمو الحكام ولجان الحكام الفرعية وحتى نحن أعضاء لجنة الحكام الرئيسية لم يصرف لنا ريال واحد وهذه المعطيات هي التي تجعلني أقول بأن الدعم للحكم السعودي مفقود حتى أن عدد المباريات التي قادها الحكام السعوديون لا تتعدى 15 مباراة فقط ولو تحدثنا عن مستحقات الحكام السعوديين في جميع مناطق المملكة لـ600 حكم ولجميع الدرجات الدرجة الأولى والثانية والشباب والناشئين ودوري المناطق والمعسكرات والدورات والملابس فهي لا تتجاوز 20 مليون ريال وأنا أتحدث بهذه الأمور من باب الغيرة على التحكيم السعودي، لأن ذلك سينعكس سلباً على المجموعة التي تعمل من أجل التطوير والارتقاء بالتحكيم فنحن لا نجد اهتماما وجميع حكام المملكة يعانون كثيراً ومن ضمنهم طلاب الجامعة الذين لا يمتلكون وظيفة ولا رواتب فكيف يستطيعون تسيير أمورهم؟ كثير منهم اضطر للانسحاب ولقد عقدنا 7 دورات لعدد 250 حكماً على مستوى مناطق المملكة وحتى الآن لم يتم اعتماد هذه الدورات من اتحاد الكرة رغم أننا رفعناها منذ فترة طويلة.
> هل تعتقد أن الحكم السعودي يملك الإمكانيات التي تؤهله للمطالبة بالدعم؟
ـ نعم، لقد تفوق أبناء الوطن في أصعب وأدق المجالات ومنها التحكيم، ومتى ما كان هناك عمل منظم وصحيح يسانده دعم وحماية فسيقدم الحكام أفضل ما لديهم وهم قادرون على قيادة أصعب المباريات وفي النهاية لا بد من وجود الحكم السعودي فالحكم الأجنبي لن يبقى على طول الخط ولذلك نحن نرتكب خطأ فادحا بالركون للأجنبي وتجاهل العمل على تطوير الحكم المحلي وهذا تناقض غريب وعجيب ومحبط للمنظومة التي نعمل بها.
> ما هي مقترحاتك لتطوير الصافرة السعودية مستقبلا؟
ـ أن يتم فصل دائرة أو لجنة الحكام بدوري المحترفين عن باقي المسابقات بحيث توكل مهمة الحكام الأجانب لرابطة دوري المحترفين وتشكيل لجنة مستقلة تابعة للرابطة تسند لها الصلاحيات في اختيار وجلب الحكام الأجانب يترأسها خبراء ومتخصصون في مجال التحكيم وتكون لديها علاقة جيدة مع الاتحاد الدولي ويكون تنسيق هذه اللجنة مع الرابطة فقط، وهذا المقترح سيخفف الضغط على اتحاد الكرة ويكون دور لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم هو للتطوير وليس لها علاقة بالحكام الأجانب وخاصة فقط بالحكام السعوديين تكون مهامها حكام دوري الدرجة الأولى والثانية وبقية الفئات السنية ويكون لديها المجال لتبدع في عملها.
> منحت فرصة لعدد من الحكام السعوديين لقيادة بعض مباريات دوري المحترفين، هل تعتقد أنها بداية لعودة الحكم السعودي إلى وضعه الطبيعي؟
ـ نعم هي خطوة جيدة فالحكم المحلي لا بد أن يأخذ فرصته مثل الحكم الأجنبي حتى نستطيع الارتقاء بمستوى التحكيم والحكام والأهم من ذلك لا بد من دعمهم معنوياً وماديا وبالنسبة لوضعهم في الموسم المقبل فلا نعلم ماذا سيحدث وعلينا انتظار مدير دائرة التحكيم أو رئيس لجنة الحكام الجديد وكيف ستكون سياسة عمل اللجنة الجديدة.
> كيف رأيت دعم هيئة الرياضة للارتقاء بمستوى التحكيم والحكام؟
ـ يجب على هيئة الرياضة الوقوف مع الحكام لأنهم للأمانة يفتقدون الدعم ومن غير المعقول أن يأتي خبير التحكيم الإيطالي كولينا لمدة أسبوع فقط ويتقاضى مبلغا كبيرا وننسى ونتجاهل دعم إقامات المعسكرات والدورات لحكام الفئات السنية فلا يوجد أي دعم لهم ولم تصرف مستحقاتهم ولا ميزانية المعسكرات ويجب عليك كرئيس لجنة أو نائب رئيس اللجنة أن تطالب يومياً بالمستحقات ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي، في حين أن الحكام الأجانب تصرف مستحقاتهم في لحظات وبشكل سريع ومباشرة من الهيئة لذلك لا بد من العدل وصرف مستحقات الحكام السعوديين من قبل الهيئة حالهم حال الحكام الأجانب إذا كان لديهم رؤية في تطوير مستوى الحكام السعوديين ونحن لا ننظر إلى المبالغ التي يستلمها الحكام الأجانب بقدر ما يهمنا الحكم السعودي، فلا بد من دعمه. لدينا دوري درجة أولى وثانية وشباب وناشئون وبراعم فهذه المسابقات ليست بالسهل تسيير العمل فيها وإذا غفلنا عن ذلك ستحدث كوارث تحكيمية ويتدنى مستوى التحكيم والحكام لأنه بكل أمانة لا يوجد من يدعمهم في المعسكرات والدورات وأنا هنا أتحدث كوني مسؤولا وأتعايش مع الأحداث وأعرف ما يدور في هذه المنظومة ووصلنا إلى مرحلة لا بد أن أكشف الحال الذي نعيشه في لجنة الحكام وإذا لم نطالب لن نجد من يسندنا فالوضع الحالي لا نحسد عليه. يجب أن تكون منظومة العمل واضحة للجميع سواء رحل اتحاد أو جاء آخر خاصة في الأمور التي فيها ثبات بالعمل ويجب أن تكون هناك سياسة واضحة في الأمور المالية، نحن على أتم الاستعداد للعمل ليل نهار دون مقابل ولكن بوجود دعم حقيقي ودعم لوجيستي ولكن للأسف هذا غير موجود ولك أن تتخيل أن الحكم يضطر لأخذ الزي الرسمي قبل المباريات من زميله ولدي الدليل على كلامي فهل وصلنا إلى هذه الدرجة من عدم اللامبالاة.
> كيف رأيت مستوى الحكام الأجانب خلال قيادتهم مباريات دوري المحترفين؟
ـ الحكام الأجانب الموجودون هم نخبة حكام العالم ونحن حريصون على اختيار الأنسب والأفضل ولكن التحكيم سيبقى هو نفسه ولا بد من وجود الأخطاء التحكيمية والاتحاد الدولي وصل لمرحلة تقنية الفيديو (الفار) من أجل تقليص الأخطاء ومع وجود الفار فتحت أبواب أخرى في الأخطاء ولن تنتهي وستبقى الإثارة وتسويق اللعبة من خلال الجدليات التي تحدث ولن ترتقي كرة القدم بدونها.
> لا تزال ثقة الحكم السعودي متزعزعة في الشارع الرياضي، كيف تجد ذلك؟
ـ علينا البحث عن الأسباب ونزع الثقة من الحكم السعودي جاء نتيجة للمشاكل التي تواجه الحكم السعودي في المباريات فلا يوجد أي دعم ولا يوجد تحفيز فكيف تريد أن يثقوا بالحكم السعودي؟ علينا الوقوف مع الحكم السعودي بأي شكل والمسؤول المباشر في اتحاد الكرة عليه مسؤولية كبيرة، وللمعلومية أنا أعددت برنامجا وكنت مشرفا على حكام دوري الدرجة الثانية والشباب والناشئين وأجريت تصنيفا وصعدت أربعة حكام كان لديهم أرقام مميزة وكانوا يحتاجون متابعة وتوجيها.
> هل ترى أن تقنية الفار كان لها دور سلبي في بعض المباريات؟
ـ لا نقول لها دور سلبي ولكنها لم تستخدم أو لم تفعل بالشكل الذي يخدم التقنية نفسها لأنه كان فيه هروب من بعض الحكام الأجانب لاستخدام تقنية الفار وبطريقة لا تليق بالخطأ الموجود الذي أمامه والعكس صحيح وهنا تكمن المشكلة فتقنية الفار طبقت من أجل حقوق الأندية والحكم يرجع للفيديو ليتأكد من عدم وجود أي خطأ لكننا شاهدنا حكاما يتراجعون في قراراتهم وأعتقد أن هروبهم مبني على الخوف من مواجهة الخطأ كونه ينعكس على تقييمهم.
الغامدي: تجاهل «اتحاد الكرة» أجبر الحكام السعوديين على اقتراض الملابس من بعضهم بعضاً
عضو اللجنة قال إن مستحقاتهم متوقفة منذ عامين... ورحيل جلال خلف فراغاً إدارياً
الغامدي: تجاهل «اتحاد الكرة» أجبر الحكام السعوديين على اقتراض الملابس من بعضهم بعضاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة