أولويات أستون فيلا بعد عودته للدوري الإنجليزي الممتاز

يجب أن يحذر الفريق من تكرار الأخطاء التي ارتكبها فولهام لبناء فريق قادر على منافسة الكبار

دين سميث مدرب أستون فيلا بعد تخطي ديربي كاونتي والصعود للدوري الإنجليزي الممتاز
دين سميث مدرب أستون فيلا بعد تخطي ديربي كاونتي والصعود للدوري الإنجليزي الممتاز
TT

أولويات أستون فيلا بعد عودته للدوري الإنجليزي الممتاز

دين سميث مدرب أستون فيلا بعد تخطي ديربي كاونتي والصعود للدوري الإنجليزي الممتاز
دين سميث مدرب أستون فيلا بعد تخطي ديربي كاونتي والصعود للدوري الإنجليزي الممتاز

عاد أستون فيلا في الوقت المناسب للمشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما قضى ثلاثة مواسم في دوري الدرجة الأولى. وجاء فوز الفريق بهدفين مقابل هدف وحيد على ديربي كاونتي، في المباراة الفاصلة للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، بمثابة تعويض للفريق عن إخفاقه في الصعود العام الماضي، عندما خسر في المباراة الفاصلة وشرب من الكأس نفسها التي شرب منها نادي ديربي كاونتي، بقيادة المدير الفني فرانك لامبارد.
وقد قدم الجناح الإنجليزي جاك غريليش أداء رائعاً في تلك المباراة التي خسرها أستون فيلا أمام فولهام العام الماضي بهدف دون رد؛ لكن هذا اللاعب الذي يعشق أستون فيلا ويعد أحد خريجي أكاديمية الناشئين بالنادي، كان يقود في ذلك الوقت فريقاً يعاني من الشيخوخة ويفتقد إلى الطاقة والحيوية؛ لأن معظم لاعبيه كانوا من كبار السن. لكن الأمر كان مختلفاً تماماً هذه المرة، فقد ظهر غريليش بمستوى جيد أمام ديربي كاونتي في المباراة الفاصلة، لكن عدداً كبيراً من لاعبي أستون فيلا كانوا في قمة مستواهم في تلك المباراة، ولعبوا بشكل أكثر من رائع. ويبدو أن هذه المجموعة من اللاعبين ستكون قادرة على تقديم أداء جيد في الدوري الإنجليزي الممتاز أيضاً؛ لكن ما زال يتعين على النادي أن يعمل على تدعيم صفوف الفريق بكل قوة خلال فترة الانتقالات الصيفية، لكي يكون الفريق قادراً على المنافسة في هذا المعترك الكروي القوي الموسم المقبل.
وعلى غرار ما تم عمله مع أنور الغازي بضمه بصفقة دائمة من ليل الفرنسي مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني، يجب أن تكون الأولوية الأولى لأستون فيلا هي تحويل بقية صفقات اللاعبين الذين يلعبون للنادي على سبيل الإعارة إلى صفقات دائمة، وخصوصاً تيرون مينغز، الذي انضم إلى أستون فيلا على سبيل الإعارة، قادماً من بورنموث في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وهما اللاعبان اللذان قدما مستويات رائعة خلال المباراة الفاصلة على ملعب «ويمبلي».
ويجب أن يكون التعاقد مع مينغز بشكل دائم هو الأولوية القصوى للمدير الفني الإنجليزي دين سميث. ومن المؤكد أن بورنموث سيطلب الآن مقابلاً مادياً أعلى مما كان سيطلبه في يناير (كانون الثاني)، بعد العروض الرائعة التي قدمها اللاعب في الفترة الأخيرة؛ لكن بورنموث تعاقد بالفعل مع المدافعين كريس ميفام ولويد كيلي هذا العام، وبالتالي يتعين على أستون فيلا أن يثق في قدرته على الاحتفاظ بخدمات مينغز، خصوصاً بعدما وصف اللاعب الفترة التي قضاها في أستون فيلا بأنها «مثالية»، وأنه وجد هناك «كل ما يمكن أن يريده أي لاعب».
وأفادت تقارير بأن أستون فيلا قد تلقى رفضاً أولياً بشأن التعاقد بشكل دائم مع كورتني هاوس، الذي قضى الأشهر الستة الأخيرة في النادي على سبيل الإعارة من وولفرهامبتون واندررز. وقد يحرص سميث بكل قوة على إتمام التعاقد مع هذا اللاعب؛ لكن تظل هناك بعض الشكوك المتعلقة بقدرته على التألق في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل.
وكان أستون فيلا قد أبرم أولى صفقاته بعد عودته للدوري الإنجليزي الممتاز، عبر ضم الإسباني خوتا من صفوف برمنغهام الأربعاء. وانضم خوتا (27 عاماً) لأستون فيلا لمدة عامين دون الكشف عن قيمة الصفقة. وانضم خوتا إلى المدير الفني دين سميث الذي سبق له تدريبه في برينتفورد. وقال سميث: «لقد عملت معه في برينتفورد، إنه لاعب مذهل وموهوب، وبرمنغهام تعاقد معه في صفقة قياسية». وأضاف: «سعيد للغاية لأنه سيعمل معنا، لديه قدرات هائلة، توازن رائع، ويتمتع بمهارات رائعة فيما يتعلق بتسجيل الأهداف والتمريرات الحاسمة». من جهة أخرى، انضم لاعب وسط أستون فيلا غاري غاردنر إلى برمنغهام بعقد مدته ثلاث سنوات، دون الكشف عن قيمته.
وقد يعود أكسل توانزيبي، الذي لعب لأول مرة مع الفريق الأول لمانشستر يونايتد عام 2017، قبل أن يلعب فترتين على سبيل الإعارة مع أستون فيلا، إلى النادي للمرة الثالثة على سبيل الإعارة؛ لكي يدخل في منافسة مع جيمس تشيستر وتومي إلفيك في قلب الدفاع. وقبل وقت ليس ببعيد، كان مركز قلب الدفاع يمثل كابوسا لأستون فيلا؛ لكنه أصبح الآن إحدى نقاط القوة الواضحة في الفريق.
أما الوضع فيما يتعلق بمستقبل هداف الفريق الأول تامي أبراهام فهو أكثر تعقيداً. فنظراً لأن تشيلسي يواجه عقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تمنعه من التعاقد مع لاعبين جدد لفترتي انتقالات، فمن المرجح أن يتغلب النادي على هذا الأمر باستعادة خدمات أي من لاعبيه المعارين، وهما أبراهام أو ميتشي باتشواي، الذي قضى الأشهر الخمسة الأخيرة مع كريستال بالاس على سبيل الإعارة. ويأمل أستون فيلا في أن يتمكن من الحصول على خدمات أبراهام مقابل نحو 25 مليون جنيه إسترليني. وكان اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً قد سجل 26 هدفاً بقميص أستون فيلا هذا الموسم.
وقد تعاقد أستون فيلا بالفعل مع فريدريك غيلبرت، الذي سيصل من نادي كاين الفرنسي بعد أن وقع على عقد انضمامه إلى أستون فيلا في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. ومن المفارقة أن هذا اللاعب قد هبط وصعد للدوري الممتاز في الأسبوع نفسه؛ حيث هبط مع فريقه كاين من الدوري الفرنسي الممتاز في الأول من فبراير (شباط)؛ لكنه صعد بعد ذلك بثلاثة أيام للدوري الإنجليزي الممتاز مع فريقه الجديد أستون فيلا، بعد الفوز على ملعب «ويمبلي». وكان الظهير الأيمن الفرنسي يلعب في قلب الدفاع هذا الموسم، وجاء في قائمة أفضل عشرة لاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، من حيث قطع الكرات وإفساد الهجمات.
ويتعين على غيلبرت أن يثبت أنه صفقة مفيدة في مركز الظهير الأيمن؛ لكن من الواضح أيضاً أن أستون فيلا يحتاج إلى الدعم في مركز الظهير الأيسر وأن يضم لاعباً قادراً على منافسة نيل تايلور في هذا المركز. وتشير التقارير إلى أن أستون فيلا يريد التعاقد مع ظهير نادي لوتون، جيمس جوستن، بالإضافة إلى لاعب برينتفورد، ريكو هنري، الذي برز بشكل رائع للغاية قبل أن يتعرض للإصابة. ويلعب جيمس جاستن في مركز الظهير الأيمن؛ لكنه كان يلعب في مركز الظهير الأيسر مع نادي لوتون وساهم بشكل فعال في صعود النادي لدوري الدرجة الأولى، أما هنري فلم يتذوق طعم الخسارة مع نادي برينتفورد منذ منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول)، وقاد النادي للفوز في ثماني مباريات من آخر 12 مباراة شارك فيها.
أما مركز حراسة المرمى في أستون فيلا فيبدو خادعاً. ويعد جيد ستير هو الحارس الأول في أستون فيلا هذا الموسم، ولعب دوراً أساسياً في صعود الفريق للدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أنقذ ركلتي ترجيح أمام ويست بروميتش ألبيون في مباراة الدور نصف النهائي لملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، تعاقد النادي مع اثنين من حراس المرمى العام الماضي، وقد انضم كل منهما للفريق، وهو يتوقع أن يكون الحارس الأول. وقدم حارس المرمى النرويجي أوريان نيلاند، الذي تعاقد معه النادي الصيف الماضي في ظل القيادة الفنية لستيف بروس، أداء رائعاً للغاية في بداية مسيرته مع الفريق، قبل أن يتعرض للإصابة في ديسمبر الماضي. ثم تعاقد النادي مع حارس المرمى الكرواتي لوفري كالينيتش في يناير؛ لكنه تلقى ثمانية أهداف في أول ثلاث مباريات له، ولم يثبت أنه قادر على حراسة عرين الفريق. وبالتالي، فقد الحارس الكرواتي البالغ من العمر 29 عاماً مركزه لصالح ستير بعد ثماني مباريات فقط في مسيرته مع أستون فيلا، لذا فمن الصعب الحكم على مستواه في حقيقة الأمر.
وعلاوة على ذلك، فقد تخطى كل من ألان هوتون وميل جيدناك وألبرت أدوماه حاجز الثلاثين عاماً، ومن المتوقع أن يرحلوا عن النادي هذا الصيف عندما تنتهي عقودهم. ويبقى أن ننتظر لنرى ما إذا كان غلين ويلان، البالغ من العمر 35 عاماً، سيلعب لعام إضافي مع الفريق أم لا. وعلى أي حال، فإن الفريق سيكون بحاجة للتعاقد مع لاعب خط وسط وجناحين، بالإضافة إلى مهاجم (أو اثنين في حال عدم استمرار أبراهام).
وفي ظل حاجة الفريق إلى إبرام عدد من الصفقات الجديدة، فلن يكون من المفاجئ أن نرى سميث يحاول التعاقد مع لاعبين من ناديه السابق برينتفورد هذا الصيف. فبالإضافة إلى هنري الذي تحدثنا عنه سابقاً، تشير تقارير إلى اهتمام أستون فيلا بالتعاقد مع رومين سويرز ونيل ماوباي. وقد أكد ماوباي على أنه يرحب بالعمل مع مديره الفني السابق مرة أخرى. وكان ماوباي يقدم مستويات رائعة مع نادي برينتفورد تحت قيادة سميث، وسيكون مناسباً تماماً للطريقة التي يلعب بها سميث مع أستون فيلا. وقد سجل ماوباي 25 هدفاً في دوري الدرجة الأولى هذا الموسم، من بينها ثلاثة أهداف في مرمى أستون فيلا.
ومن المتوقع أن يبحث مسؤولو أستون فيلا عن تدعيم صفوف الفريق من أي مكان آخر في أوروبا، خصوصاً بعد تحسن الوضع المالي للنادي بشكل ملحوظ خلال العام الأخير، وفي ظل تأكيد مالكي النادي ويس إدنس ونصيف ساويرس على استعدادهما لدعم المدير الفني بشكل كبير في سوق انتقالات اللاعبين. وتقع مهمة تحديد اللاعبين الجدد والتوقيع معهم على عاتق المدير الرياضي جيسوس غارسيا بيتراش، والمدير التنفيذي كريستيان بورسلو، في حين يلعب سميث دوراً بسيطاً في عملية التعاقد مع اللاعبين الجدد. وكما كان الحال في برينتفورد، فإن سميث يفضل التركيز على عمله في ملعب التدريب.
ومن المؤكد أن أستون فيلا سيعمل جاهداً على أن يتجنب الوقوع في الفخ الذي وقع فيه نادي فولهام الصيف الماضي، عندما تخلى مسؤولو النادي عن اللاعبين الذين قادوا النادي للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، وتعاقدوا مع مجموعة كبيرة من اللاعبين الجدد، وخصوصاً من خارج إنجلترا، ولم يفكروا في تأثير التعاقد مع هذا العدد الكبير من اللاعبين على توازن وتناغم الفريق.
وفي الحقيقة، لا يوجد احتمال لحدوث ذلك؛ ما دام سميث موجوداً على رأس القيادة الفنية لأستون فيلا. وبعد أن نجح سميث في قيادة النادي للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز عقب توليه قيادة الفريق وهو في النصف الثاني من جدول ترتيب المسابقة، فمن المؤكد أنه سيعمل على تدعيم صفوف الفريق بالشكل المناسب، حتى يكون قادراً على المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز القوي، خصوصاً أن سميث يعتمد على طريقة لعب تقوم في الأساس على الهجوم والمغامرة. ويجب أن يدرك سميث أن الحفاظ على الهيكل الأساسي للفريق، الذي حقق رقماً قياسياً بالفوز في عشر مباريات متتالية، مهم للغاية، مع ضرورة تدعيم بعض المراكز التي تعاني من نقاط ضعف. وعلى أي حال، فمن الواضح أن هذا الصيف سيكون مثيراً وممتعاً في أستون فيلا.
ويملك أستون فيلا تاريخاً حافلاً، إذ فاز الفريق بلقب الدوري سبع مرات، وأحرز كأس أوروبا في 1982، بينما توج ديربي بطلاً لإنجلترا في سبعينات القرن الماضي. وضمن نوريتش سيتي بطل الدرجة الأولى وشيفيلد يونايتد صاحب المركز الثاني التأهل مباشرة إلى دوري الأضواء، بينما انتزع أستون فيلا آخر بطاقات الظهور في الدوري الممتاز.
ووفقاً لتحليلات من مؤسسة «ديلويت»، فإن الصعود إلى الدوري الممتاز يمنح صاحبه في الإيرادات 170 مليون جنيه إسترليني على الأقل، ويزيد الرقم إلى 300 مليون جنيه إسترليني، إذا تجنب الصاعد من الملحق الهبوط بعد موسمه الأول. وينقسم هذا المبلغ الضخم إلى 95 مليون جنيه إسترليني من إيرادات اللعب في الدوري الممتاز لموسم 2019 – 2020، أغلبها من حقوق البث والحقوق التجارية، إضافة إلى 75 مليون جنيه إسترليني كمدفوعات في موسمي 2020 - 2021 و2021 - 2022 في حال الهبوط مباشرة. ورغم ذلك فإن مبلغ 170 مليون جنيه إسترليني يصل إلى 300 مليون جنيه إسترليني على الأقل في حال البقاء بعد الموسم الأول.


مقالات ذات صلة

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

رياضة عالمية ميخائيل كافيلاشفيلي (الشرق الأوسط)

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

اختار حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا، اليوم الأربعاء، لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي مرشحاً للرئاسة عقب فوز متنازع عليه في الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (أ.ف.ب)

بوستيكوغلو: إصابة فيكاريو ضربة موجعة لتوتنهام

اعترف أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير، بأن الإصابة الخطيرة لحارس مرمى الفريق جوليلمو فيكاريو في كاحل القدم كانت بمثابة صدمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».