تنحيف الروبوت الروسي فيودور ليتمكن من الانطلاق للفضاء

يبدو أن «فيودور» سيضطر إلى تقليص حجم كتفيه إن كان يرغب في مواصلة التدريبات استعداداً لرحلته الأولى إلى الفضاء الخارجي، التي ستُدخله التاريخ بصفته أول روبوت يقوم برحلة إلى الفضاء. و«فيودور» هو رجل آلي، أي «روبوت»، وواحد من أهم مشروعات «صندوق الأبحاث الواعدة» الروسي. بدأ العمل على تصنيعه منذ عام 2014، بطلب من وزارة الطوارئ الروسية، التي عبّرت عن رغبتها في امتلاك رجل آلي قادر على القيام بمهام إنقاذ، مثل انتشال أشخاص من تحت الأنقاض، واستخدام معدات إخماد النيران، مثلما يستخدمها رجل الإطفاء، وفتح باب بالمفتاح، وغيرها من مهام في عمليات إنقاذ يعجز عنها الإنسان، مثل حالات انتشار مواد كيماوية سامة في منشأة أو منطقة ما، وفي حالات انتشار الأشعة النووية، وما إلى ذلك.
بفضل تقنيات بصرية وحرارية وليزرية تم تزويدها بها، فضلاً عن ربطة بمنظومة «غولوناس» الملاحية الروسية، يستطيع «فيودور» تكوين رؤية ثلاثية الأبعاد للبيئة المحيطة به، ووضعيه جسده؛ ما يساعده على التحرك وتحديد الهدف (شخص يجب إنقاذه من الحريق على سبيل المثال)، وتحديد آليات تنفيذ هذه المهمة، وكيفية نقله إلى أقرب مشفى.
بعد تصنيعه ضمن المواصفات التي حددتها وزارة الطوارئ، عكف المهندسون على إضافة مهام أخرى بوسعه القيام بها، وقاموا بتطوير جهازه الحركي. ويجري العمل حالياً على إضافة مهام أخرى يمكنه القيام بها، مثل التعلم الذاتي، وإطلاق النار من أسلحة فردية. وأخيراً، تقرر تدريبه وتطويره تقنياً ليكون أول رجل آلي يقوم برحلة فضائية. ويفترض أن ينطلق «فيودور» في رحلته الفضائية الأولى في شهر أغسطس (آب) المقبل، على متن المركبة «سويوز إم سي - 14»، وسيكون وحيداً داخل المركبة لأن الرحلة ليست مأهولة. وقال مصدر من مجمع صناعة الصواريخ الفضائية لوكالة «إنتر فاكس» إن التدريبات أظهرت أن المقعد داخل المركبة مناسب لمقاييس «فيودور»، وهي قريبة من الإنسان الطبيعي، طوله 1.80 متر.
لكن رغم ذلك سيضطر المهندسون إلى تعديل بنية جسده؛ ذلك أنه واجه صعوبة في المرور عبر مدخل المركبة، بسبب عرض كتفيه؛ لذلك سيتم تعديله وتقليص عرض الكتفين. ومن المقرر أن يقوم هذا الروبوت بمهام على متن المحطة الفضائية الدولية، وذلك في إطار اختبارات على منظومات عمله. وبهذا سيكون «فيودور» أول رجل آلي يقوم برحلة فضائية. وذُكر في وقت سابق أنه سيُستخدم في رحلات المركبة «فيدراتسيا» التي يجري تصنيعها ضمن برنامج الرحلات المأهولة إلى القمر.