فيديو.. رجل «تسعيني» يقفز بالمظلة فوق النورماندي ويسترجع ذكريات يوم الإنزال

بالنسبة لمعظم الناس، تمثل الرحلة الصيفية إلى فرنسا فرصة للاسترخاء في أجواء جميلة وتذوق الطعام الجيد في البلاد. لكن الأمر لم يكن كذلك للمسن الأميركي توم رايس، الذي وجد في زيارته فرنسا فرصة ليسترجع ذكريات يوم الإنزال، الذي كاد يموت فيه، وهو يقفز من طائرة «سي 47 دوغلاس»، ويتعرض لإطلاق نار.
وعلى الرغم من أن رايس يبلغ من العمر 97 سنة اليوم، فإنه أصرَ على الصعود مجدداً إلى طائرة «سي 47»، التي حلّقت فوق حقول النورماندي، حيث قفز منها باستخدام مظلة مرة أخرى، بحسب تقرير نشره موقع شبكة «سي إن إن».
ويعتبر إنزال النورماندي، الذي حصل في 6 يونيو (حزيران) 1944 الخطوة الرئيسية نحو تحرير أوروبا، وقد شارك فيه عدد غير مسبوق من السفن بلغ 6939 سفينة، أنزلت 132 ألفاً، و700 عسكري على شواطئ النورماندي.
وراقب الجمهور على الأرض رايس، وهو يطير في السماء، برفقة مظلي آخر، حاملاً خلفه علماً أميركياً عملاقاً.
وعندما وصل المسن إلى الأرض قال إنه ما شعر به كان «عظيماً»، وإنه على استعداد «لتكرار القفزة مرة أخرى».
ووجّهت فرنسا والولايات المتّحدة، أمس (الخميس)، تحية إكبار مؤثّرة لقدامى المحاربين الذين شاركوا في إنزال الحلفاء على شاطئ النورماندي بشمال غربي فرنسا، وذلك في إطار إحياء الذكرى الـ75 لهذا الإنزال.
وخلال الحفل الذي أقيم في المقبرة الأميركية في بلدة كولفيل - سور - مير، بالنورماندي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باللغة الإنجليزية: «أيها المحاربون القدامى، نحن نعرف ما نحن مدينون به لكم، إنّها الحرية».
وأضاف ماكرون في كلمته، التي ألقاها تحت سماء صافية في هذه المقبرة الضخمة، التي تعلو شاطئ أوماها بيتش، ويرقد فيها 9387 جندياً: «باسم بلادي أريد أن أقول لكم شكراً».
وضمن 12 ألف شخص اجتمعوا للمناسبة، كان قدامى المحاربين الأميركيين الذين جلسوا في الصفوف الأولى من المنصة الرسمية، موضع إشادة كبيرة من الرئيسين الأميركي والفرنسي وتصفيق الحضور وقوفاً.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «أنتم مفخرة بلادنا، أنتم فخر أمّتنا، ونشكركم من أعماق قلوبنا».
وعلى الرغم من مضي سنوات عدة، لا يزال رايس يتذكر بوضوح تجربته كعنصر يبلغ من العمر 22 عاماً في فوج المشاة «المظلي 501»، ضمن «الفرقة 101» في الجيش الأميركي، الذي تم إسقاطه إلى أراضي العدو للاستيلاء على البنية التحتية الاستراتيجية لحماية الشاطئ أثناء الإنزال.
وتحدث رايس عن مهمته للقفز من الطائرة آنذاك لشبكة «سي إن إن»، وقال: «كنت أفكر في أنه يجب علينا الخروج سريعاً من الطائرة. وكل الأفكار حول ما سنفعله وكيف سنفعل ذلك مرّت في ذهني بسرعة كبيرة».
ولسوء حظ رايس، كانت الطائرة تتعرض لإطلاق نار من قبل العدو، لذلك اضطر الطيار إلى تسريع حركة الطائرة، متجاوزاً سرعة الهبوط الآمن، التي تبلغ 105 أميال في الساعة. وعندما جاء دور رايس للقفز، علقت ذراعه في المدخل بسبب سرعة الرياح.
وبعدما قام كثير من زملائه بالقفز، تمكن رايس أخيراً من تحرير نفسه، لكنه كان قد تجاوز منطقة الهبوط المخطط لها، وهبط إلى جزء غير معروف في النورماندي.
ويروي رايس أنه التقى بعضاً من زملائه من جديد هناك، وتعرضوا لكثير من المخاطر التي كادت تودي بحياتهم.
وعندما انتهت الحرب، عاد رايس إلى الولايات المتحدة، وأكمل دراسته، وعمل لاحقاً مدرساً، إلا أنه استمر في تأليف كتب تتناول تجاربه في زمن الحرب.