وزير في «الشرعية»: 350 ألف يمني اعتمروا... وسجلنا 24 ألف حاج

قال لـ«الشرق الأوسط» إن التسهيلات السعودية تتجاوز المتوقع... وتوعد الشركات المخالفة

د. أحمد عطية
د. أحمد عطية
TT

وزير في «الشرعية»: 350 ألف يمني اعتمروا... وسجلنا 24 ألف حاج

د. أحمد عطية
د. أحمد عطية

أعلنت الحكومة اليمنية أن نحو 350 ألف معتمر يمني أدوا مناسك العمرة خلال 9 أشهر، وسط تسهيلات غير مسبوقة قدمتها السعودية؛ من أهمها التأشيرة الإلكترونية، فيما يستعد أكثر من 24 ألف حاج لأداء فريضة الحج بعد أن أكملوا عملية التسجيل بشكل كامل.
وأوضح الدكتور أحمد عطية، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، أن عدد المعتمرين اليمنيين الذين أدوا العمرة حتى الآن بلغ 350 ألف معتمر يمني منذ بداية العام الهجري، لافتاً إلى أن هذا الإقبال الكثيف ولأول مرة في تاريخ اليمن يعود إلى سهولة الإجراءات وانخفاض الأسعار وامتيازات كثيرة لم تعهدها العمرة من قبل.
وأضاف في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «حجم التسهيلات الممنوحة للمعتمرين اليمنيين كبير وتجاوز ما كان متوقعاً، في وقت باتت فيه العمرة متنفساً للشعب اليمني بعد انقطاع لمدة 4 سنوات بسبب الحرب التي شنها الانقلابيون» بحسب تعبير الوزير.
وأشار عطية إلى أن هناك منفذاً برياً وحيداً يمر من خلاله المعتمرون اليمنيون إلى الأراضي السعودية، فيما كان قبل اندلاع الحرب الإيرانية على الشعب اليمني أكثر من 6 منافذ برية، وقال: «هذا المنفذ البري الوحيد هو منفذ الوديعة الذي تمت توسعته مرات عدة وتكثيف الورديات العاملة فيه من (الجانب السعودي)، وتجاوزنا مشكلة التكدس التي كانت تهدد مرور هذه الجموع البشرية الهائلة، وقمنا بدورنا بإنشاء لجان ميدانية تتبع الأوقاف في المنفذ اليمني لتذليل وترتيب حركة المعتمرين، ولم تسجل أي حادثة تذكر».
وفي رده على سؤال بشأن التأكد من عدم اندساس أي عناصر حوثية ضمن صفوف المعتمرين، أجاب الدكتور أحمد بقوله: «بالنسبة لدخول عناصر حوثية ضمن المعتمرين، هناك إجراءات احترازية تقوم بها وزارة الداخلية والأجهزة العسكرية سواء عند قطع جواز المعتمر أو من خلال تحركات المعتمرين في الطرق المؤدية للمنفذ أو في المنفذ نفسه، وهذه الجهات الأمنية والعسكرية في البلدين هي المعنية بالجوانب الأمنية؛ وليست من ضمن مهام وزارة الأوقاف والإرشاد».
إلى ذلك، أكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني أن الاستعدادات لموسم حج هذا العام «جارية على قدم وساق، وتم إكمال مرحلة التسجيل بشكل كامل»، وأضاف: «هناك لجان تعمل على مدار العام استعداداً وترتيباً وتنظيماً لموسم حج هذا العام، ونريده أن يكون موسماً نموذجياً بعد أن حصدنا المركز الأول من بين 165 دولة وبعثة حج في الموسم الماضي، وعدد الحجاج اليمنيين هذا العام 24 ألفاً و255 حاجاً تم الانتهاء من تسجيلهم في آخر شهر مارس (آذار) الماضي وتم تسجيل جميع حجاج هذا العام كاملاً».
وتوعد عطية وكالات الحج اليمنية التي ترتكب أي مخالفات أو رفع للأسعار بعقوبات رادعة وإيقاف نشاطها بالكامل، وقال في هذا الخصوص: «نحن نراقب حركة التسجيل في المحافظات المحررة، ونفحص سندات الحجاج، ونتأكد من ذلك عند دخول جميع الحجاج إلى الأراضي المقدسة، وعند ثبوت أخذ أي وكالة حج مبالغ زيادة نقوم بمعاقبتها؛ بل وإيقافها، وقمنا بإيقاف عدد من الوكالات المخالفة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.