«إف بي آي» صار يركز على «الإرهاب الداخلي»

مع قلق الديمقراطيين من تطرف البيض

كريستوفر راي مدير «إف بي آي» (أ.ف.ب)
كريستوفر راي مدير «إف بي آي» (أ.ف.ب)
TT

«إف بي آي» صار يركز على «الإرهاب الداخلي»

كريستوفر راي مدير «إف بي آي» (أ.ف.ب)
كريستوفر راي مدير «إف بي آي» (أ.ف.ب)

دون استعمال عبارات مثل «إرهاب البيض» أو «استعلاء البيض»، ومع استجوابات في مجلس النواب بقيادة الديمقراطيين حول هذين الموضوعين، أصدر مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) بياناً قال فيه إنه، لأول مرة، يجمع بين «الإرهاب الداخلي» و«جرائم الكراهية»، خاصة التي بسبب الدين، أو العرق، أو الجنس، أو الوطن الأصلي. وبينما تحاشى البيان الدخول في تعقيدات عرقية، وإلصاق تهمة «الإرهاب» بالأغلبية البيضاء، أوضح البيان أن «إف بي آي» تقدمت خطوات إلى الأمام، بعد أن كانت نشاطاتها في الحرب ضد الإرهاب تركز على «الإرهاب الخارجي».
وأعلن البيان تأسيس مكتب جديد يجمع بين قسمي الإرهاب الداخلي، والجرائم الداخلية، وسماه «خلية الربط بين الإرهاب الداخلي وجرائم الكراهية» (دي تي إتش سي إف سي). وقال البيان: «مع تطور خطر إلحاق الضرر بالولايات المتحدة والمصالح الأميركية، نحن نتكيف ونتصدى لهذه التحديات. في أبريل (نيسان) 2019. أسس مكتب التحقيقات الفيدرالي «خلية تنسيق الإرهاب الداخلي وجرائم الكراهية»، وذلك لدمج مكافحة الإرهاب المحلي مع توفير العدالة لأولئك الذين يقعون ضحايا جرائم الكراهية». وأضاف البيان: «تساعد خلية الدمج هذه في ضمان المشاركة السلسة للمعلومات عبر الأقسام. وتزيد موارد التحقيق لمكافحة تهديد الإرهاب المحلي، مما يضمن أننا لا نركز فقط على التهديد الحالي أو الهجوم الأخير، ولكننا نتطلع أيضاً إلى المستقبل لمنع التهديد التالي». وأوضح البيان التقسيمات الداخلية حول الموضوعين. وقال: «يصنف مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيقات في الإرهاب في برنامجين رئيسيين: الإرهاب الدولي، والإرهاب المحلي. يشمل الإرهاب الدولي الحالات التي يكون فيها الأشخاص أعضاء في منظمات إرهابية، أو رعاة دولة إرهابية.
وعن الإرهاب المحلي، قال البيان: «لا يتلقى هؤلاء، بالضرورة توجيهات فردية من منظمات الإرهاب الخارجية. الإرهابيون المحليون هم الأفراد الذين يرتكبون أعمالاً إجرامية عنيفة تعزيزاً للأهداف الآيديولوجية الناشئة عن التأثيرات الداخلية، مثل التمييز العنصري، والمشاعر المعادية للحكومة». هكذا، بينما يربط البيان بين الإرهاب السياسي الداخلي والإرهاب العنصري الداخلي، يتحاشى أن يقول إن «التمييز العنصري» ينطبق أكثر على جماعات بيضاء عنصرية.
في نفس الوقت، يستعمل البيان عبارة «معاداة الحكومة»، وتنطبق هذه العبارة على منظمات بيضاء متطرفة. لكن، لا يقول البيان ذلك. ويستعمل البيان كلمة «ترهيب» في الحالتين: الإرهاب السياسي، والإرهاب العنصري. ويستعمل عبارة «مجرم فردي» لتشمل كل من يرهب ويقتل. وكانت هذه العبارة تنطبق فقط على الإرهاب السياسي عند الإشارة إلى «ذئب منفرد»، أي إرهابي سياسي داخلي لا يتلقى تعليمات من منظمات إرهابية خارجية.
وقال البيان: «ينطبق الإرهاب الداخلي على أي عمل خطير على حياة الإنسان ينتهك القوانين الجنائية الأميركية، ويهدف إلى ترهيب أو إكراه السكان المدنيين، أو التأثير على سياسة الحكومة عن طريق التخويف أو الإكراه، أو التأثير على سلوك الحكومة من خلال دمار شامل أو اغتيال أو اختطاف». وأضاف البيان: «نشعر بقلق بالغ إزاء المجرمين المنفردين، الذين يستخدمون الأسلحة النارية في المقام الأول، لأن هؤلاء الجناة المنفردين يمثلون الاتجاه السائد للإرهابيين المحليين الفتاكين. في كثير من الأحيان، يتصرف هؤلاء الأفراد دون انتماء جماعي أو إرشادات واضحة». وقال البيان، في إشارات غير مباشرة للإرهاب المحلي الذي تقوده جماعات بيضاء عنصرية: «نود أن نؤكد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يأخذ على محمل الجد تهديدات الإرهاب الداخلي. ويقوم بتنسيق الموارد لتعكس هذا. صار في كثير من المكاتب الميدانية فريق مخصص فقط للتحقيقات المحلية في الإرهاب. وصار، في رئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي، قسم كامل من العملاء والمحللين المتخصصين في دعم وتمكين التحقيقات الميدانية. بالإضافة إلى وحدات الاستخبارات التي تقدم معلومات مهمة لصناع القرار وتساعد مكتب التحقيقات الفيدرالي على التفكير استراتيجياً في تهديد الإرهاب المحلي».


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
آسيا خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».