«الشاباك»: عشرات من عرب إسرائيل يقاتلون في صفوف «داعش» و«النصرة»

خرجوا إلى سوريا مع بدء الحرب وانضموا إلى «القاعدة»

«الشاباك»: عشرات من عرب إسرائيل يقاتلون في صفوف «داعش» و«النصرة»
TT

«الشاباك»: عشرات من عرب إسرائيل يقاتلون في صفوف «داعش» و«النصرة»

«الشاباك»: عشرات من عرب إسرائيل يقاتلون في صفوف «داعش» و«النصرة»

قال جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إن 10 شبان من «عرب إسرائيل»، (عرب 48) انخرطوا في صفوف تنظيم «داعش» ويشاركون في المعارك الدائرة في العراق وسوريا.
وأبلغ «الشاباك» القيادة السياسية في إسرائيل أن 25 على الأقل من حملة الجنسية الإسرائيلية يقاتلون في صفوف «داعش» و«جبهة النصرة» كذلك في سوريا والعراق. وقالت مصادر في «الشاباك» إن هؤلاء معروفون لديهم بالاسم وبأنهم يحملون «آيديولوجيا متطرفة». وجاءت هذه المعلومات مستندة إلى أن العشرات من العرب في إسرائيل سافروا منذ بدأت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، للمشاركة في القتال ضد بشار الأسد، وانضموا إلى مجموعات مختلفة من مقاتلي المعارضة. وكان «الشاباك» الإسرائيلي اعتقل في العامين الماضيين عددا من مواطني 48 عائدين من سوريا بتهمة الانضمام إلى جماعات إسلامية وأخضعوا للتحقيق. وتعد إسرائيل «داعش» و«القاعدة» منظمتين محظورتين. وأول من أمس فقط وقع وزير الدفاع موشيه يعالون، قرارا يعد تنظيم «داعش» وتنظيم «كتائب عبد الله عزام» (القاعدة) بمثابة منظمتين غير شرعيتين في إسرائيل. وأعطى القرار أجهزة الأمن الإسرائيلية الحرية في التحرك ضد «داعش» في الداخل والخارج، واتخاذ خطوات قضائية وإجراءات أخرى ضد أي مجموعة أو تنظيم محلي في إسرائيل يتبع هذه المنظمة، أو يثبت أنه قام بجمع الأموال لها أو تجنيد الموارد لصالحها.
وجاء قرار يعالون بناء على توصيات من جهاز «الشاباك» نفسه الذي دفع باتجاه القيام بعمليات ونشاطات حتى وإن كانت ذات طابع أمني ضد عناصر التنظيم في إسرائيل.
وكان «داعش» أعدم قبل يومين صحافيا أميركيا تبين فيما بعد أنه يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن «داعش» يحارب الحضارة الغربية. وأضاف: «الإسلام المتطرف يعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والعالم الحر شركاء في الديمقراطية والليبرالية وهو يريد أن يمحو هذه القيم من الوجود».
وتابع: «أعتقد أن الكثير في العالم يدركون اليوم أفضل من أي وقت مضى أن التهديدات على إسرائيل هي نفس التهديدات التي يواجهونها هم بأنفسهم ومن لا يقوم بوقف هذه التهديدات، وهي لا تزال في مراحلها الأولى، سيجدها في نهاية المطاف داخل بيته». وطالما حاول نتنياهو تشبيه «داعش» في العراق وسوريا بحماس في غزة، وهو التشبيه الذي رفضته حماس نهائيا.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.