فشل قياديون في المعارضة السورية من داريا بريف دمشق، أمس، في التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري لتنفيذ هدنة في المدينة المحاصرة منذ عامين، عقب اجتماع وفد مثل المعارضين مع القيادي في الفرقة الرابعة السورية العميد غسان بلال، كما أكد مصدر معارض في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، متهماً النظام بـ«المماطلة لتنفيذ الاتفاق والموافقة على شروط المعارضة». وبموازاة ذلك، كثف النظام غاراته الجوية في الغوطة الشرقية، استهدفت حي جوبر الدمشقي، فيما قال ناشطون إن مدنيين قتلوا إثر الغارات الجوية على الحي.
وقال مصدر بارز في المعارضة السورية في داريا لـ«الشرق الأوسط» إن النظام السوري «يماطل في تنفيذ الاتفاق»، مشيراً إلى أن رد العميد بلال على شروط الفصائل العسكرية المعارضة في المدينة «كان بارداً»، لافتاً إلى «أننا لم نحصل على إجابات على الرغم من أن هذا اللقاء هو الثالث من نوعه»، مؤكدا أن العملية الحالية هي عملية «تفاوض» فقط، نافيا أن تكون هدنة أو وقفاً لإطلاق النار، فيما تقتصر مهمة الوفد المفاوض على «نقل موقف القوى العسكرية في داريا والاستماع إلى موقف النظام بخصوصه». واشترطت فصائل المعارضة في داريا المحاصرة منذ عامين، على النظام السوري «إعادة انتشار الجيش على أطراف داريا بما يمكّن الأهالي من العودة إلى بيوتهم كشرط أول وأساسي»، والكشف عن «مصير المعتقلين والبدء بإطلاق سراحهم»، و«ضرورة إيقاف الانتهاكات بحق أهلنا المهجرين وأهالي كفر سوسة على الحواجز وفي أماكن وجودهم»، علماً أن الوفد قدم قائمة تضم معلومات تفصيلية عن أقدم 300 معتقل، إضافة إلى المعتقلين من النساء والأطفال، مطالباً بـ«إطلاق سراحهم مباشرة كبادرة حسن نية»، إضافة إلى قضية «إعادة إعمار داريا».
وقال المصدر إن العميد بلال «تملّص من قضية إطلاق المعتقلين، بقوله إن ملفهم مرتبط بملف المعتقلين على مستوى سوريا ولا يستطيع الوعد بإطلاق سراحهم»، لكنه وعد بأنه «سيحاول النظر في موضوع النساء والأطفال». كما لم يقدم أي وعد بخصوص إعادة الانتشار، قائلاً: «إنه لا يستطيع اتخاذ قرار بذلك، ويحتاج إلى التشاور مع باقي الجهات في النظام». ولفت المصدر إلى أن العميد في الجيش النظامي «اشترط أن يكون تسليم كامل السلاح الثقيل والمتوسط في داريا، شرطاً لإعادة الانتشار»، مما يعني - بحسب المصدر - أن «التوصل إلى الاتفاق فشل»، على الرغم من أن وفد التفاوض «أبلغ بلال أنه سيعرض مجريات اللقاء وشروط النظام على القوى العاملة في داريا لتقرر بدورها الخطوات اللاحقة».
ويحاول نظام الرئيس السوري بشار الأسد التوصل إلى اتفاق مع المعارضة في داريا، بهدف استكمال تأمين عاصمته من الجهة الجنوبية، عبر سحب الأسلحة الثقيلة منها، بموازاة استكمال محاولاته للتقدم العسكري على جبهة شرق العاصمة، وتحديداً في حي جوبر. وقد توصل في السابق إلى عدة اتفاقيات مع المعارضة قضت بسحب السلاح الثقيل من المناطق، والسماح للجيش السوري الحر بالاحتفاظ بسلاحهم الفردي وتسلم الأمن الداخلي، مقابل فك الحصار عن الأحياء وإدخال المساعدات الإنسانية.
ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الحربي النظامي «نفذ أكثر من 10 غارات على مناطق في أطراف حي جوبر من جهة عين ترما»، بموازاة اشتباكات اندلعت بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، بالقرب من حي تشرين.
وذكر المرصد أن عنصرين من الموالين للنظام، أحدهما من حزب الله اللبناني، قتلا في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة، في حين نفذ الطيران الحربي أربع غارات على مناطق بين بلدتي زبدين وحتيتة الجرش بالغوطة الشرقية، وسط استمرار الاشتباكات بالقرب من بلدة حتيتة الجرش التي كان النظام قد تقدم فيها أول من أمس، وسط قصف عنيف بقذائف الهاون والدبابات والمدفعية، على منطقة الاشتباك. وفيما قصفت قوات النظام مناطق في مزارع خان الشيح والحسينية وبلدة الطيبة بالريف الغربي، أفاد ناشطون بسقوط قذائف هاون أطلقتها الكتائب الإسلامية في منطقة برزة، وبالقرب من دوار البيطرة، وثلاث قذائف أخرى على منطقة جسر الكباس، فيما سقطت عدة قذائف هاون على مناطق في حي القابون.
إلى ذلك، أفاد ناشطون بتقدم قوات المعارضة في ريف القنيطرة، غداة إطلاق معركة «فالمغيرات صبحاً» التي أطلقتها للسيطرة على ريف القنيطرة في جنوب البلاد. وأفاد المرصد بتواصل الاشتباكات بين مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في القطاع الأوسط من ريف القنيطرة، بعد سيطرة مقاتلي النصرة والكتائب الإسلامية على تل مسحرة وسرية الخميسية. وردت قوات النظام بقصف مناطق في ريف القنيطرة بينها تلة مسحرة، وحيص بالبراميل المتفجرة. وإلى شمال البلاد، حيث أفاد ناشطون بسقوط 12 قتيلاً من المدنيين، جراء سقوط برميلين متفجرين في كراج للمدنيين في دوار الحيدرية شرق مدينة حلب، في حين قصفت قوات النظام مقرات للجبهة الإسلامية في حي هنانو في شرق المدينة.
قيادات المعارضة بـ«داريا» تفشل في التوصل إلى اتفاق مع النظام لإطلاق معتقلين
غارات جوية تستهدف المدنيين بالغوطة الشرقية وحلب.. و«النصرة» تتقدم بريف القنيطرة
قيادات المعارضة بـ«داريا» تفشل في التوصل إلى اتفاق مع النظام لإطلاق معتقلين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة