ابن كيران: توجيهات الملك بشأن إرجاع التوازن في توزيع الثروة هدية للحكومة

الحكومة ترجئ المصادقة على قانون {السلطة القضائية}

ابن كيران: توجيهات الملك بشأن إرجاع التوازن في توزيع الثروة هدية للحكومة
TT

ابن كيران: توجيهات الملك بشأن إرجاع التوازن في توزيع الثروة هدية للحكومة

ابن كيران: توجيهات الملك بشأن إرجاع التوازن في توزيع الثروة هدية للحكومة

دعا عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية إلى مضاعفة الجهود لتلتحق بلاده بالدول الصاعدة اقتصاديا، وحث على إرجاع التوازن إلى المجتمع في مجال توزيع الثروة. وعد ابن كيران توجيهات الملك محمد السادس في هذا الصدد بمثابة هدية طيبة للحكومة، وتشجيع لها للسير في طريق الإصلاح، والتغلب على الصعوبات التي تعترضها.
ونوه ابن كيران، الذي كان يتحدث أول من أمس، في أول اجتماع للحكومة بعد عطلة الصيف، بالتقييم الإيجابي الذي صدر عن مؤسسات دولية، بشأن تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية في بلاده، مشيرا إلى أن هذه التقييمات ما فتئت تتحسن منذ مجيء حكومته، مستشهدا بتقييم مؤسسة «موديز» التي حسنت تقييمها لآفاق الاقتصاد المغربي من سلبي إلى مستقر، وكذا تقرير «دافوس» حول التنافسية، الذي تقدم فيه المغرب خمس درجات. وعد ابن كيران هذه المؤشرات الإيجابية مجرد بداية حتى تستطيع بلاده ربح تحديات التنمية، والتمكن من أن يصل نصيب النهضة الاقتصادية المنشودة لكل المواطنين.
وبشر أعضاء الحكومة بوجود مفاجأة سارة تتمثل في أن بعض الصحف التي تعودت انتقاد الحكومة بدأت تعود نسبيا إلى الموضوعية، وهو ما يمثل إنصافا لها، مذكرا بوجود صحف ميؤوس منها. ووجه ابن كيران انتقادات لجهات لم يسمها وأشخاص «يعتقدون أننا نعيش في عتمة الليل، والحقيقة أن كل ما يقومون به مكشوف، وأنهم لن يصلوا إلى شيء، والمغرب لن يتراجع، والأهداف ستتحقق».
في غضون ذلك، أرجأت الحكومة المصادقة على مشروع القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، إلى اجتماع لاحق من أجل تعميق دراسته.
وكانت وزارة العدل قد أعدت مشروع القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية الذي نص عليه الدستور الجديد في إطار الإصلاح الشامل لمنظومة العدالة في البلاد.
وكان القانون قد أثار جدلا واسعا بين الوزارة ونادي قضاة المغرب الذي يطالب باستقلال أكبر للسلطة القضائية.
ونص القانون على أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية الذي يرأسه الملك يتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الإداري والمالي، كما كرس القانون مبدأ استقلال وحياد المجلس بالاعتماد على آلية التنافي، إذ لا يجوز الجمع بين العضوية في المجلس، وعدد من المهام، ولا سيما الممارسة الفعلية لمهام قضائية بإحدى المحاكم أو ممارسة مهنة قانونية أو مهمة عامة انتخابية ذات طابع سياسي أو نقابي.
وحدد القانون التزامات يمنع بمقتضاها على أعضاء المجلس اتخاذ أي موقف أو القيام بأي تصرف أو عمل يمكن أن ينال من تجردهم أو من استقلالية المجلس. كما أشار المشروع إلى أن أعضاء المجلس يؤدون القسم قبل مباشرة مهامهم بين يدي الملك، وحدد مدة عضوية القضاة المنتخبين في خمس سنوات غير قابلة للتجديد، وفي خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة بالنسبة للشخصيات التي يعينها الملك.
ووضع المشروع شروطا واضحة لترشح القضاة لعضوية المجلس، ونظم آليات انتخاب ممثليهم، وفي هذا الإطار يحدد بقرار للرئيس المنتدب للمجلس (الرئيس الأول لمحكمة النقض)، تاريخ إجراء انتخابات ممثلي القضاة، وعدد المقاعد المخصصة للنساء القاضيات، من بين الأعضاء العشرة المنتخبين، بما يتناسب مع حضورهن داخل السلك القضائي بالنسبة لكل هيئة.
ونص المشروع بالنسبة لتعيين القضاة على أن الملك يوافق بظهير (مرسوم ملكي) على تعيين القضاة في السلك القضائي وفي مهام المسؤولية القضائية بمختلف محاكم الاستئناف ومحاكم أول درجة.
وأحاط المشروع إجراءات تأديب القضاة بعدد من الضمانات تتمثل في عدم تحريك المتابعة التأديبية إلا بعد إجراء الأبحاث والتحريات الضرورية، كما منح القانون الحق للقاضي المتابع في الاطلاع على الوثائق المتعلقة بملفه التأديبي وبإمكانية مؤازرته بأحد زملائه القضاة أو بمحام.
ومن أجل تخليق القضاء، عهد المشروع إلى الرئيس المنتدب مهمة تتبع وتقدير ثروة القضاة بواسطة التفتيش، وللمجلس أن يتابع تأديبيا كل قاض ثبتت زيادة ممتلكاته خلال فترة ممارسته مهامه زيادة ملحوظة لا يستطيع تبريرها.
ولحماية استقلال القاضي، نظم المشروع الإحالات المقدمة من قبل القاضي كلما عد أن استقلاله مهدد إذ يقوم المجلس عند الاقتضاء بالأبحاث والتحريات اللازمة، ويتخذ الإجراء المناسب أو يحيل الأمر عند الاقتضاء على النيابة العامة إذا ظهر له أن الفعل يكتسب طابعا جرميا.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».