مقتل 8 من الشرطة و5 متطرفين في هجوم إرهابي شمال سيناء

السعودية تدين وتؤكد تضامنها مع جهود محاربة الإرهاب

مصريون يحتفلون بعيد الفطر في محيط مسجد عمرو بن العاص في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
مصريون يحتفلون بعيد الفطر في محيط مسجد عمرو بن العاص في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل 8 من الشرطة و5 متطرفين في هجوم إرهابي شمال سيناء

مصريون يحتفلون بعيد الفطر في محيط مسجد عمرو بن العاص في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
مصريون يحتفلون بعيد الفطر في محيط مسجد عمرو بن العاص في القاهرة أمس (أ.ف.ب)

قُتل ثمانية من أفراد الشرطة المصرية وخمسة متطرفين في هجوم إرهابي استهدف أمس موقعاً أمنياً في مدينة العريش بشمال شبه جزيرة سيناء المصرية. وقوبل الاعتداء بإدانات واسعة، محلياً وعربياً.
وتبنى تنظيم «داعش» لاحقاً اعتداء العريش، بحسب وكالة «أعماق» التي أشارت إلى هجومين متزامنين على حاجزين للشرطة داخل المدينة.
ووقع الهجوم فيما كانت تتعالى تكبيرات المصلين، قرابة الساعة الخامسة فجر أمس (الأربعاء) في الساحة المفتوحة في حي المساعيد بمدخل مدينة العريش الغربي، استعداداً لصلاة عيد الفطر. وقال شهود إن أصوات الانفجارات المتلاحقة غطت على صوت التكبيرات، فيما أصيب المصلون بحالة من الفزع والرعب.
وقالت مصادر محلية إن قافلة من سيارات الإسعاف هرعت باتجاه الطريق الدائري في العريش، حيث تبين وقوع هجوم إرهابي على حاجز أمني تابع لقوات الشرطة يعرف باسم حاجز (بطل 14)، بالتزامن مع صلاة عيد الفطر.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، في بيان عقب الحادث، مقتل 8 أفراد من الشرطة بينهم ضابط برتبة ملازم أول وأمين شرطة و6 مجندين، جميعهم يتبعون قوات الأمن بمديرية أمن شمال سيناء، و5 من العناصر الإرهابية التي هاجمت الحاجز الأمني. ويقع حاجز (بطل 14) في منتصف المسافة ما بين موقف سيارات الأجرة الجديد وحي السبيل جنوب العريش في نقطة مرتفعة على الطريق الدولي الدائري جنوب غربي المدينة، ويحده من الغرب حي الزهور شرقاً وحي المساعيد غرباً، وتتمركز فيه قوات شرطة تابعة لقوات الأمن العام.
ويعد الحاجز نقطة تفتيش مركزية للقادمين من حي الزهور والمساعيد لمنطقة غرب الطريق الدولي، وتتحكم القوات في حركة الدخول والخروج من وإلى مدينة العريش من الجهة الجنوبية الغربية.
وقال أحمد سلام رمضان، أحد السكان القاطنين على مقربة من الحاجز الأمني، لـ«الشرق الأوسط»، إنه سمع قرابة الساعة الخامسة فجراً دوي ثلاثة انفجارات متلاحقة أعقبها إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة ومتوسطة و«بخروجي من المنزل شاهدت ألسنة نيران مشتعلة من داخل الحاجز خلال تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات الأمن والمهاجمين».
وقال محمود عبد الله وهو من سكان حي الزهور لـ«الشرق الأوسط» إنه كان بين المصلين بالساحة المفتوحة بالمساعيد عندما سمع دوي انفجارات متلاحقة، تبعها تبادل لإطلاق النار، وبعد دقائق هرعت سيارات إسعاف إلى الطريق الدائري، ليتبين أن هجوماً إرهابياً استهدف الحاجز الأمني (بطل 14). وأشار إلى وصول تعزيزات أمنية مكثفة من قوات الجيش والشرطة.
من جانبه، قال مصدر أمني رفيع بمديرية أمن شمال سيناء لـ«الشرق الأوسط» إن «عدداً من العناصر الإرهابية استهدفوا الحاجز على الطريق الدائري بقذائف صاروخية من طراز (آر بي جي)، ما أدى إلى تفكيك الحاجز، ثم واصلت العناصر الإرهابية هجومها بمختلف أنواع الأسلحة، وتبادلت قوات الحاجز الأمني إطلاق النار مع المهاجمين ببسالة حتى فرغت أسلحتهم من الذخيرة».
وتابع المصدر أنه عقب وقوع الحادث انتقل مسؤولون أمنيون بينهم اللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء على رأس تعزيزات أمنية إلى موقع الحاجز حيث فرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً ومشطت المنطقة ولاحقت المسلحين المهاجمين الذين يعتقد أنهم ينتمون إلى فرع «داعش» في سيناء. وأوضح المصدر الأمني أنه تم الاستعانة بطائرة حربية لملاحقة المهاجمين، وتم القضاء على 3 منهم خلال محاولتهم الهرب، فيما قتل اثنان آخران بموقع الحاجز خلال تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة.
ويأتي الهجوم الإرهابي بعد أيام من تسلم مصر المطلوب هشام العشماوي، المتهم بتنفيذ عدد من الهجمات الإرهابية الكبرى، والذي ألقت القوات الليبية القبض عليه العام الماضي.
وقوبل الهجوم الإرهابي، أمس، بإدانات واسعة. وقال الدكتور شوقي علام مفتي مصر إن «جماعات الغدر والإرهاب تأبى إلا أن تخضب عيد الفطر بالدماء وأن تحول الفرحة إلى حزن».
بينما أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن «هؤلاء الإرهابيين لن يستطيعوا أن ينتزعوا الفرحة من قلوب المصريين يوم العيد، وأن المصريين - مسلمين ومسيحيين - مصطفون خلف القوات المسلحة والشرطة المصرية في الحرب على الإرهاب».
وأعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها للهجوم الإرهابي على نقطة التفتيش في العريش. وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، كما نقلت عنه وكالة الأنباء «واس» يوم أمس، إن بلاده تدين وتستنكر الهجوم الإرهابي بمدينة العريش، مقدماً العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب المصري «الشقيق»، مؤكداً تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب جمهورية مصر العربية في جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف.
كما أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي في سيناء، وشدد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية على «ضرورة تكثيف التعاون والجهود الدولية لوأد ظاهرة الإرهاب»، مشيراً إلى تضامن دولة الكويت مع مصر في جهود مكافحة الإرهاب والعنف.
واستنكرت وزارة الخارجية البحرينية الهجوم الإرهابي، وأكدت «موقف مملكة البحرين الثابت المتضامن بكل قوة مع مصر ووقوفها إلى جانبها في جهودها الدؤوبة لتعزيز الأمن وترسيخ الاستقرار». كما أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن الهجوم. وجدد الناطق باسم الوزارة السفير سفيان سلمان القضاة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، «تضامن الأردن الكامل ووقوفه مع الأشقاء في مصر في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، وثقة المملكة (الأردنية) بقدرة مصر الشقيقة على حماية أمنها واستقرارها ودحر العصابات الإرهابية». وأضاف أن «المعركة ضد الإرهاب واحدة والإرهاب عدو مشترك لا بد من تكاتف كل الجهود لهزيمته والقضاء على ظلاميته»، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
كذلك كتب نجم كرة القدم محمد صلاح، الذي يلعب لنادي ليفربول الإنجليزي، على صفحته بـ«تويتر»: «البقاء لله في شهداء كمين العريش... خالص التعازي لجميع أسر شهداء الوطن».
على صعيد آخر، نقلت الوكالة الألمانية عن وزارة الداخلية المصرية إعلانها مقتل ستة من المجرمين الخطيرين المتورطين في قتل الضابط من قوة مديرية أمن الشرقية عمر ياسر عبد العظيم الذي كان يلاحق عصابة سرقت سيارة أحد المواطنين.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.