السعودية: مساهمة فاعلة للمنشآت المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في توليد الوظائف

كشفت عنها إحصائيات رسمية

TT

السعودية: مساهمة فاعلة للمنشآت المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في توليد الوظائف

كشفت إحصائيات رسمية في السعودية عن نمو عدد المنشآت العاملة في السوق المحلية خلال عام 2018، وتحديداً خلال الربع الأخير من العام، بنسبة بلغت 7.6 في المائة، ومساهمتها الفاعلة في توليد الوظائف، في الوقت الذي سجّلت فيه المؤشرات زيادة يومية بمعدل 320 منشأة جديدة خلال الربع الرابع من العام الماضي، ليضيف ذلك إلى السوق ما مجموعه 34.251 منشأة جديدة متنوعة الحجم خلال العام، وليدفع ذلك إلى تسجيل نمو قياسي في إجمالي عدد المنشآت العاملة ليبلغ 484.923 منشأة، مقارنة مع 450.672 منشأة في عام 2017.
وأرجع التقرير الإحصائي الصادر عن الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) للربع الرابع من عام 2018، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الزيادة النوعية المحققة في عدد المنشآت العاملة في السوق المحلية العام الماضي إلى «النمو اللافت في حجم المنشآت المتناهية الصغر الذي بلغ مع نهاية العام 297.114 منشأة، مقارنة مع 236.547 منشأة في عام 2017، بإضافة 60.567 منشأة جديدة خلال العام».
بمقابل ذلك، يشير التقرير إلى أنه قد لوحظ خلال عام 2018 تناقص عدد الفئات الأخرى من المنشآت الأكبر حجماً، مع تحول عدد منها إلى فئة أصغر حجماً، ليصبح عدد المنشآت الكبيرة 3.304 منشأة، والمتوسطة 19.748 منشأة، والصغيرة 164.757 منشأة.
وتعرّف المنشآت المتناهية الصغر، وفقاً لتعريف الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بأنها التي تضم عمالة من 1 - 5، أو بمبيعات لا تزيد على 3 ملايين ريال سنوياً، في حين تُصنّف المنشآت الصغيرة على أنها التي تضم عمالة من 6 - 49، أو مبيعات أكثر من 3 ملايين ريال وأقل من 40 مليون ريال سنوياً، فيما تعد المنشآت المتوسطة تلك التي تضم عمالة من 50 - 249، أو مبيعات من 40 مليون ريال إلى أقل من 200 مليون ريال، بينما تعد المنشآت الكبيرة بالتي تجاوز حجم عمالتها ومبيعاتها ذلك.
وفي مؤشر قياسي آخر، يشير تقرير «منشآت»، واعتماداً على بيانات وزارة التجارة والاستثمار، إلى تحقيق زيادة في عدد السجلات الرئيسية التجارية المستحدثة خلال الربع الرابع من عام 2018، بنسبة بلغت 80 في المائة عن الربع المقابل من 2017، بإضافة 16.202 سجل جديد، ليصل عدد السجلات الجديدة خلال الربع الأخير إلى 36.441 سجل، مقابل 20.239 سجل في الربع المماثل من 2017، وليصبح بذلك إجمالي السجلات المستحدثة خلال العام الماضي 56.659 سجل جديد، مقارنة مع 45.926 سجل جديد في نهاية 2017.
وفيما يخص مساهمة المنشآت العاملة في السوق المحلية في توليد الوظائف بناءً على حجمها، فقد أوضح التقرير «استحواذ قطاع المنشآت المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر على الحصة الكبرى من إجمالي وظائف القطاع الخاص التي بلغت في نهاية الربع الأخير من 2018 ما نسبته 60.79 في المائة، فيما احتفظت المنشآت الكبيرة الحجم بالنسبة المتبقية، البالغة 39.21 في المائة، بانخفاض طفيف عن النسبة المقدرة في الربع المقابل من عام 2017.

وتعكس الإحصائيات ارتفاعاً ملموساً في حصة المنشآت المتناهية الصغر في توليد الوظائف خلال الربع الأخير، مقارنة بالفئات الأخرى من القطاع، لتبلغ 8.68 في المائة مقابل 5.89 في المائة في الربع المماثل من العام السابق 2017، فيما استحوذت كل من المنشآت المتوسطة على ما نسبته 21.67 في المائة، والصغيرة على ما نسبته 30.44 في المائة من إجمالي حجم وظائف القطاع الخاص، بتراجع طفيف عن الفترة المقابلة من العام السابق.
أما بالنسبة للعاملين السعوديين في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، فيوضح التقرير أن نسبة العاملين السعوديين الذكور في تلك المنشآت شهدت زيادة طفيفة خلال الربع الأخير من عام 2018، مقارنة مع 2017، لتسجّل 9.2 في المائة من إجمالي العاملين في تلك المنشآت، مقارنة مع 8.7 في المائة في 2017، وليصبح عدد العاملين السعوديين 485.737 عامل من أصل 5.2 مليون تمثل مجموع وظائف قطاع المنشآت المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وفيما يتعلق بالعاملات السعوديات، فرغم انخفاض أعدادهن ضمن قطاع المنشآت المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في الربع الرابع من عام 2018، ليصبح 360.708 عاملة، مقارنة مع 387.634 عاملة في 2017، نتيجة انخفاض إجمالي الوظائف ضمن هذا القطاع، إلا أن نسبتهن من إجمالي عدد العاملين قد شهد هو الآخر زيادة طفيفة، لترتفع من 6.37 في المائة في 2017 إلى 6.93 في المائة في الربع الأخير من 2018.
* الأجور: أما بالنسبة للأجور، فقد شهد الربع الأخير من 2018 تقلصاً في متوسط أجور العاملين في مختلف فئات منشآت القطاع الخاص بمقدار 3.6 في المائة عما كانت عليه في الفترة المقابلة من 2017، بانخفاض قدره نحو 923 مليون ريال، وكان للمنشآت الكبيرة الجزء الأكبر من هذا الانخفاض، بما قدره 338 مليون ريال تمثل ما نسبته 36.6 في المائة، ولينخفض بذلك إجمالي أجور موظفي القطاع الخاص إلى 24.6 مليار ريال، مقارنة مع 25.5 مليار ريال في 2017.
وعلى نحو مغاير فقط سجلت المنشآت المتناهية الصغر زيادة في إجمالي الأجور خلال الفترة ذاتها بنحو 116 مليون ريال عما كانت عليه في 2017، وبنسبة نمو 16.9 في المائة. ومع ذلك، فقد سجل متوسط أجور العاملين في منشآت القطاع الخاص ارتفاعاً بنسب متفاوتة.
ويحظى قطاع المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة بأولوية ضمن الأجندة الاقتصادية الوطنية التي عبّرت عنها «رؤية المملكة 2030» و«برنامج التحول الوطني 2020»، من خلال السعي لتحسين البيئة الاقتصادية لقطاعات الأعمال في المملكة بغية تنويع الاقتصاد، وبناء قاعدة اقتصادية قوية، وخلق فرص عمل للمواطنين، عبر تحفيز توجههم نحو استحداث المنشآت الخاصة.


مقالات ذات صلة

اتفاقيات محلية ودولية لتطوير صناعة الفعاليات في السعودية

الاقتصاد توقيع مذكرة التفاهم بين الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات والهيئة السعودية للسياحة (الشرق الأوسط)

اتفاقيات محلية ودولية لتطوير صناعة الفعاليات في السعودية

شهدت فعاليات اليوم الثاني من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات توقيع 4 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين كل من الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات وعدد من الشركاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

السعودية تتبنى تقنيات حديثة لاستدامة شبكات الطرق وتمكين الخدمات اللوجيستية

كشف الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق»، المهندس بدر الدلامي، عن استخدام معدات حديثة لإعادة تدوير طبقات الطرق في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جاء حديث نائب وزير الخارجية الأذربيجاني على هامش مشاركته في «كوب 16» الذي اختتم أعماله مؤخراً بالرياض (الشرق الأوسط)

تعاون استراتيجي سعودي أذربيجاني لتعزيز الاقتصاد والطاقة المتجددة

أكدت أذربيجان أهمية تطوير شراكتها الاستراتيجية مع السعودية بمختلف المجالات، خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والطاقة المتجددة

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية تتبنى تقنيات حديثة لاستدامة شبكات الطرق وتمكين الخدمات اللوجيستية

الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تتبنى تقنيات حديثة لاستدامة شبكات الطرق وتمكين الخدمات اللوجيستية

الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

كشف المهندس بدر الدلامي، الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق»، عن استخدام تقنيات متطورة لإعادة تدوير طبقات الطرق في السعودية، مما ساهم في تسريع عمليات الصيانة بنسبة 40 في المائة، إلى جانب تحسين كفاءة الإنفاق وحماية البيئة.

وأشار الدلامي، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات اليوم الثاني من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» الذي أقيم في الرياض، إلى أن السعودية «تمتلك شبكة طرق تتجاوز نصف مليون كيلومتر طولي، مما يجعلها في المرتبة الأولى عالمياً في الترابط، والرابعة بين دول (مجموعة العشرين) في جودة الطرق».

كما أوضح أن «كود الطرق السعودي يواكب التحولات المستقبلية، ويشمل تطوير عقود الصيانة المبنية على الأداء».

ومن أبرز ما كشف عنه الدلامي «إنجاز وافتتاح المحول الشرقي بالرياض لتخفيف الازدحام المروري وتحويل حركة الشاحنات، بالإضافة إلى (الدائري الثاني) بجدة الذي ينقل الشاحنات إلى خارج المدينة، مما يدعم تدفق الخدمات اللوجيستية».

«السلامة والجودة والاستدامة» محور استراتيجيات النقل

وأكد الدلامي أن بناء شبكة طرق آمنة وعالية الجودة يشكل حجر الأساس لنظام لوجيستي ناجح.

كما أشار إلى «تطوير استراتيجية النقل والخدمات اللوجيستية لتشمل مرتكزات أساسية؛ منها (السلامة والجودة والاستدامة). ولتسهيل نقل الحمولات الكبرى، أطلقت (الهيئة) نظاماً لاستخراج تصاريح الحمولات الاستثنائية، بما يتماشى مع الطلب المتنامي في القطاع».

جانب من المعرض المصاحب لـ«مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنجازات رقمية وتمكين الكفاءات الوطنية

من جهته، أشار المهندس أحمد الحسن، مساعد وزير النقل والخدمات اللوجيستية، إلى أن الوزارة «تركز على تنفيذ استراتيجيات تهدف إلى ربط السعودية عالمياً وتعزيز تنافسيتها، مع اهتمام خاص بتطوير رأس المال البشري عبر تمكين الكفاءات الوطنية لدعم (رؤية 2030)».

وشهد اليوم الثاني من المؤتمر جلسات نقاشية جمعت خبراء عالميين ومختصين لبحث أفضل الممارسات لتحسين كفاءة سلاسل الإمداد.

وفي إحدى الجلسات، استعرض المهندس عبد العزيز آل سنان، الرئيس التنفيذي لشركة «بتروآب»، أهمية الشراكات القوية في تحقيق الإنجازات، مشيراً إلى أن «التحول الرقمي مكّن الشركات من تحسين الأداء وخفض التكاليف عبر استخدام السجلات الدقيقة لكل مركبة».

أما حامد العبيدي، المدير العام لشركة «يماتك»، فقد أكد أن «النجاح في صناعة اللوجيستيات يعتمد على تحديث الأنظمة وتبني التكنولوجيا الذكية».

وفي السياق ذاته، شدد عصام المرهون، رئيس الشؤون الإدارية والامتثال بشركة «ستارلينكس»، على «ضرورة تطوير المهارات العلمية للجيل الجديد المهتم باللوجيستيات، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في تقنيات التخزين وإدارة سلسلة الإمداد».

من جانبه، أشار المهندس منصور القحطاني، مدير إدارة المستودعات الوسطى في «الشركة السعودية للكهرباء»، إلى «دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز حماية البيانات، وتمكين الشركات من التعامل بذكاء مع التهديدات المحتملة، مما يسهم في رفع كفاءة القطاع».