إنجلترا المتعطشة للقب كبير تصطدم بشباب هولندا الموهوبين في نصف النهائي اليوم

الفريق الإنجليزي يأمل في إتمام موسم نجاحاته بانتزاع دوري الأمم الأوروبية ورجال كومان يتحدون

كين قائد منتخب إنجلترا (في الوسط) يأمل أن يكون في قمة مستواه قبل مواجهة هولندا (رويترز)  -  فان دايك قائد هولندا يتطلع لإنجاز جديد
كين قائد منتخب إنجلترا (في الوسط) يأمل أن يكون في قمة مستواه قبل مواجهة هولندا (رويترز) - فان دايك قائد هولندا يتطلع لإنجاز جديد
TT

إنجلترا المتعطشة للقب كبير تصطدم بشباب هولندا الموهوبين في نصف النهائي اليوم

كين قائد منتخب إنجلترا (في الوسط) يأمل أن يكون في قمة مستواه قبل مواجهة هولندا (رويترز)  -  فان دايك قائد هولندا يتطلع لإنجاز جديد
كين قائد منتخب إنجلترا (في الوسط) يأمل أن يكون في قمة مستواه قبل مواجهة هولندا (رويترز) - فان دايك قائد هولندا يتطلع لإنجاز جديد

يتحين منتخب إنجلترا فرصة إحراز لقبه الأول منذ مونديال 1966، عندما يخوض نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد هولندا، اليوم، في مدينة غيمارايش البرتغالية، لكن كتيبة الموهوبين في فريق المدرب رونالدو كومان ستشكل عقبة صعبة أمام منتخب «الأسود الثلاثة».
وارتفع منسوب التوقعات بعد بلوغ إنجلترا نصف نهائي المونديال الأخير، وتحقيقها انتصارات لافتة على أمثال إسبانيا وكرواتيا في دور المجموعات لدوري الأمم، فبلغت تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت نصف النهائي الثاني توالياً في غضون 12 شهراً.
على نقيض ذلك، تراجعت الكرة الهولندية في السنوات الأخيرة، فعجزت عن التأهل إلى كأس العالم 2018 وكأس أوروبا 2016.
لكن رغم خسارة منتخب «الطواحين» مباراته الافتتاحية المثيرة ضد ألمانيا 2 - 3 في تصفيات كأس أوروبا 2020، إلا أن جماهيره مطمئنة لعودته قريباً إلى المسابقات الكبرى.
ويتسلح منتخب هولندا بقيادة مدافع ليفربول الإنجليزي فيرجيل فان دايك، بمواهب فريق أياكس أمستردام الذين أهدروا التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بشق الأنفس أمام توتنهام الإنجليزي.
وحرم لاعبو توتنهام بطل هولندا من بلوغ أول نهائي في المسابقة القارية منذ 1996، لتفرض الكرة الإنجليزية هيمنتها في بطولات الأندية عبر بلوغ ليفربول وتوتنهام نهائي دوري الأبطال وتشيلسي وآرسنال نهائي «يوروبا ليغ».
لكن منتخب إنجلترا ليس ضامناً نقل نجاحات أنديته إلى الساحة الدولية.
في الواقع يتوزع لاعبو المنتخب الهولندي على أبرز الأندية الأوروبية، ومنها الإنجليزية، على غرار فان دايك ولاعب الوسط جورجينيو فينالدوم الذي لعب أساسياً مع ليفربول في نهائي دوري الأبطال، والمتوج بلقبه على حساب توتنهام.
كانت أولى الخطوات التي اتخذها كومان بعد تعيينه العام الماضي منح شارة القائد لفان دايك، الذي عمل معه عندما كانا سوياً في ساوثهامبتون.
وقال المدرب: «عندما تنظر إلى فيرجيل الآن، فهو شخصية كبيرة على أرض الملعب، وقائد يستحق الكرة الذهبية... الجميع يركزون دائماً على اللاعبين الذين يسجلون أو يصنعون الأهداف. وإذا كانت هناك لحظة يجب أن تذهب (الكرة الذهبية) فيها إلى مدافع، فإنها اللحظة الحالية».
وتابع: «لهذا السبب جعلته قائداً. أعرفه منذ ساوثهامبتون. قلت لنفسي، يمكنه تقديم المزيد. يمكنه تحمل المزيد من المسؤولية. هو قوي، لديه شخصية قوية ويستمتع بالمسؤولية».
وقد رفع تألق فان دايك في نهائي دوري الأبطال، وإحرازه لقب أفضل لاعب في إنجلترا هذا الموسم، من حظوظه للمنافسة على جائزة «الكرة الذهبية» لأفضل لاعب في العالم.
ولا شك بأن رفع لقب دوري الأمم الأوروبية سيمنحه المزيد من النقاط في المنافسة مع الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو أو غيرهما.
اللافت أن زميله في قلب الدفاع ماتياس دي ليخت بدأ يسرق الأضواء. فبعمر التاسعة عشرة فقط، تتهافت أبرز الأندية الأوروبية لضم قائد أياكس أمستردام.
وقال كومان: «لدينا أفضل قلبي دفاع مع دي ليخت وفيرجيل. هذا رائع، لأنك تبني البيت دوماً من الطابق الأساس. لا تبدأ من الطابق العلوي».
وتابع قلب الدفاع السابق وصاحب التسديدات الصاروخية في فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات: «هذا هو ما يبحث عنه أي مدرب، حارس مرمى، دفاع قوي، الجزء الأساس من الفريق يجب أن يكون قوياً».
لكن قوة المنتخب الهولندي لا تقتصر على قلبي دفاعه، فالأنظار مركزة أيضاً على مواهب أياكس على غرار لاعب الوسط فرنكي دي يونغ، المنتقل إلى برشلونة الإسباني بصفقة كبيرة مع دوني فان دي بيك وفينالدوم في خط الوسط.
كان برشلونة قد سارع وأنفق في يناير (كانون الثاني) الماضي 75 مليون يورو لضم دي يونغ بدءاً من الموسم المقبل، حتى قبل تجريد أياكس، ريال مدريد الإسباني، لقبه الأوروبي، ثم إقصائه يوفنتوس الإيطالي ونجمه رونالدو.
وأظهر رجال كومان قدرتهم على إقصاء فرنسا بطلة العالم وألمانيا من دور المجموعات وبلوغ نصف النهائي، ما دفع المدرب الهولندي إلى القول: «في السنوات الأخيرة، نعم هذا هو الجيل الأفضل، لكنه في مرحلة البداية، نحن على المسار الصحيح».
كومان الفائز باللقب الهولندي الوحيد في كأس أوروبا 1988، قلل من أهمية مقارنة اللقب الهولندي الوحيد مع دوري الأمم، موضحاً: «هذا دوري الأمم. ليس كأس أوروبا، ليس كأس العالم. الفوز بدوري الأمم مهم، لكن لا يمكنك مقارنته بالبطولات الكبرى».
في المقابل، وبعدما ظهر في نهائي دوري أبطال أوروبا بمستوى أدنى من مستواه المعهود، يتطلع هاري كين مهاجم توتنهام وقائد المنتخب الإنجليزي، إلى تقديم وجه أفضل أمام نظيره الهولندي اليوم.
وتلقى كين صدمة قوية في نهائي دوري الأبطال بالهزيمة مع توتنهام أمام ليفربول، ولكنه يسعى إلى ردة فعل قوية، ليكون ثاني قائد للمنتخب الإنجليزي يرفع كأس بطولة كبيرة على مدار التاريخ. ورغم التاريخ العريق للمنتخب الإنجليزي، اقتصرت ألقابه على الفوز بكأس العالم عام 1966.
وقال كين: «إنها بطولة جديدة، ولكن الفرصة ما زالت سانحة للفوز بلقب مع المنتخب الإنجليزي. مر وقت طويل منذ كأس العالم 1966... نريد جميعاً الفوز بالألقاب، ولدينا الخبرة لاقتسام هذا مع باقي أفراد الفريق ومع المشجعين». وحمل العديد من اللاعبين العظماء شارة القيادة في المنتخب الإنجليزي، لكن بوبي مور ما زال الوحيد الذي حصد كأس بطولة كبيرة مع الفريق، وذلك قبل أكثر من نصف قرن.
وعاد كين من الإصابة في كاحل القدم مؤخراً، ليستهل عودته بنهائي دوري الأبطال يوم السبت الماضي في العاصمة الإسبانية مدريد، لكن ليفربول أفسد عودته وانتزع اللقب الأوروبي. وغابت الفاعلية تماماً عن أداء كين في النهائي الأوروبي، رغم أن مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، أكد أنه جاهز تماماً للمباراة، وأنه بحال جيدة، رغم خوض التسعين دقيقة، ولكن المتابعين شعروا بأنه افتقد فعالياته وحدته المعهودة.
ويحمل كين شارة قيادة المنتخب الإنجليزي، كما توج هدافاً لكأس العالم 2018، ويصنع اللاعب الفارق عندما يكون لائقاً، لكنه يصبح بلا فائدة كبيرة إذا لم يكن في قمة لياقته الفنية والبدنية المعهودة. ولا يرى كين وسبعة آخرون من نجوم توتنهام صعوبة كبيرة في إلقاء إخفاقهم في النهائي الأوروبي خلف ظهرهم سريعاً.
وفاجأ المنتخب الإنجليزي كثيرين ببلوغه المربع الذهبي في مونديال 2018 بروسيا، كما أن إقامة الأدوار النهائية لبطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2020) في العاصمة البريطانية لندن تمثل فرصة رائعة أمام الفريق لتحقيق النجاح أوروبياً.
وإذا لم يدفع ساوثغيت بمهاجمه كين في مباراة اليوم، سيكون ماركوس راشفورد نجم مانشستر يونايتد وكالوم ويلسون مهاجم بورنموث المخولين باللعب كرأسي حربة، مع الاعتماد على سرعة رحيم ستيرلنغ نجم مانشستر سيتي وجيدون سانشو لاعب بوروسيا دورتموند في الجانبين.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».