هادي يحمّل الانقلابيين مسؤولية إطالة معاناة اليمن

قال إنهم باتوا «أداة إجرامية إيرانية لزعزعة الأمن الإقليمي»

الرئيس عبد ربه منصور هادي
الرئيس عبد ربه منصور هادي
TT

هادي يحمّل الانقلابيين مسؤولية إطالة معاناة اليمن

الرئيس عبد ربه منصور هادي
الرئيس عبد ربه منصور هادي

حمّل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجماعة الحوثية الانقلابية مسؤولية إطالة معاناة اليمن، ووصفهم بأنهم باتوا أداة إجرامية إيرانية هدفها زعزعة الأمن في الإقليم والعالم. وأكد إصرار الشرعية على مواصلة جهودها من أجل إنهاء الانقلاب والتخفيف من معاناة اليمنيين. وجاء ذلك في خطاب للرئيس هادي بثته المصادر الرسمية اليمنية عشية عيد الفطر المبارك، ووجّهه هادي إلى شعبه في الداخل والخارج بمناسبة العيد الذي صادف أمس في اليمن وعدد من الدول الإسلامية.
وهاجم الرئيس اليمني الجماعة الحوثية واعتبرها المسؤولة عن كل مشكلات بلاده، مشيرا إلى زمن الاستقرار الذي سبق الانقلاب، وقال: «ونحن نودع شهر رمضان المبارك لهذا العام يطيب لنا أن نتذكر زمنا قريبا كان فيه أهل اليمن يصومون الشهر العظيم ويتعبدون ربهم الرحيم في وطن واحد تجمعهم فيه أخوة الإيمان والانتماء الواحد لأرض الإيمان والحكمة وتحدوهم الآمال في مستقبل راشد تخطط له عقولهم وتصيغه أيديهم في إطار من المحبة والتآخي والتعاون لإغلاق ملفات ماضي الخلافات والمنازعات وفتح صفحة يمانية جديدة في ظل دولة اتحادية لا تعرف إلا العدل والحرية والمساواة».
وأوضح الرئيس اليمني أن أحلام اليمنيين كانت توشك على التحقق بعد إقرار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد قبل أن يظهر الانقلاب الحوثي.
وقال إن الجماعة الحوثية أبرزت أنيابها وانقلبت على الجميع وخانت الشعب الذي أفسح لها مجالا للاندماج في النسيج اليمني الجديد على قدم المساواة رغبة في طي صفحات الشقاق والخلاف. وأشار إلى أن الثمرة المريرة لهذا الانقلاب كانت هي «أن يصوم اليمنيون رمضان لعامهم الخامس على التوالي وهم يعانون شقاء الحرب والتمزق وتظللهم رائحة الموت وتحيطهم مشاهد الدمار وشبح المجاعة ونهب أقواتهم ومصادرتها لمصلحة مخططاتهم الشريرة مع إصرار من قبل الانقلابيين على عرقلة كل مشاريع السلام».
واتهم الرئيس اليمني الحوثيين بأنهم أداة إيرانية وقال إن رفض الجماعة كل مقترح للتخفيف من آلام اليمنيين ومواجعهم وإصرارها على ذلك «لا يفسره إلا أنهم أداة لخدمة أجندة إيرانية لا تهمها مصلحة اليمن واليمنيين وترى في الحوثيين أداة إجرامية تهدد بها السلم والأمن الإقليمي والدولي».
وبيّن الرئيس هادي في خطابه أن الجماعة الحوثية تقوم في كيانها على العنجهية والعنصرية السلالية. وقال مذكرا زعيم الجماعة إن «من يتعاظم على الناس فخرا بنسبه وأصله ويتجبر على المستضعفين ويكرس فيهم العبودية له يكون مصيره مصير كل الطغاة والمستكبرين الذين عرفهم شعبنا اليمني طوال تاريخه وانتهوا وبادوا وبقي اليمن عزيزا حرا وبقي اليمنيون أحرارا في بلادهم وخاب المستكبرون بالخزي والعار».
ولفت هادي إلى المعاناة التي يعيشها سكان صنعاء وبقية المناطق الخاضعة للانقلاب. وقال مخاطبا إياهم: «نعلم أنكم تعانون معاناة قاسية ونعلم حجم صبركم وتحملكم لطيش تلك الميليشيات العابثة ولتعلموا أنكم في قلوبنا ونحن معكم ونعمل للتخفيف عنكم بشتى الطرق والوسائل فكل اليمنيين لدينا سواسية وحقوقهم علينا واجبة فوق كل أرض وتحت كل سماء».
وتعهد الرئيس اليمني لشعبه بأنه سيظل متمسكاً بمبادئ الثورة اليمنية العظيمة وقال: «نجدد العهد على أننا ماضون بعون الله في النضال لاستعادة بلدنا وتجسيد آمال الشعب اليمني في الحياة الكريمة في ظل دولة اتحادية عادلة لا تعرف إلا مواطنين أحرارا مؤمنين أعزة لا يقبلون الضيم ولا الذل ولا الخضوع إلا لله تعالى وحده».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

العالم العربي الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

وافق الحوثيون على قطر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد ضوء أخضر إيراني.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)

تغيير الحوثيين التقويم المدرسي يهدد حياة طلبة المدارس

تهدد الأمطار الموسمية طلبة المدارس في اليمن؛ بسبب قيام الحوثيين بتغيير التقويم الدراسي إلى السنة الهجرية بدلاً عن الميلادية، بينما تسببت السيول في خسائر كبيرة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جهاز الأمن والمخابرات الحوثي يسعى إلى توسيع رقابته على السكان (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يشدّدون أعمال الرقابة والتجسس على السكان

شدّدت الجماعة الحوثية قبضتها الأمنية لتوسيع نفوذها وسطوتها على سكان مناطق سيطرتها، حيث تتجه لإنشاء أنظمة استخبارية جديدة؛ مع تعزيز رقابتها على السكان

وضاح الجليل (عدن)
خاص المتحدث الإقليمي للخارجية الأميركية باللغة العربية سام وريبرغ (تصوير سعد العنزي) play-circle 01:24

خاص واشنطن: لا مستقبل لـ«حماس» في حكم غزة بعد الحرب

وصف مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية انتقال المفاوضات بين حركة «حماس» وإسرائيل إلى مجموعات عمل تضم متخصصين لبحث الاتفاق بـ«التقدم الإيجابي».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي العليمي محيياً مستقبليه في تعز (سبأ)

العليمي في تعز المحاصرة حوثياً

على الرغم من المخاوف الأمنية، وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إلى مدينة تعز، أمس، في زيارة تاريخية للمدينة التي يحاصرها الحوثيون للسنة

علي ربيع (عدن)

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)
مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)
مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)

وافقت الجماعة الحوثية في اليمن على طلب أوروبي لقطْر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد تلقيها ضوءاً أخضر من إيران، وغداة إعلان تعيين طهران مندوباً جديداً لها في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء تحت اسم «سفير».

وكانت الناقلة تعرضت لسلسلة هجمات حوثية في غرب الحديدة ابتداء من يوم 21 أغسطس (آب) الحالي، ضمن هجمات الجماعة التي تزعم أنها لمناصرة الفلسطينيين في غزة، قبل أن تقوم بإشعال الحرائق على متنها، عقب إجلاء طاقمها المكون من 29 بحاراً بواسطة سفينة فرنسية.

الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

وتنذر الناقلة التي تحمل نحو مليون برميل من المواد البترولية بأسوأ كارثة بحرية في حال انفجارها وتسرب النفط منها أو غرقها، وسط مساع لقطرها لإنقاذ الموقف.

وجاء الضوء الأخضر الإيراني عبر بعثة طهران في الأمم المتحدة، الأربعاء، حيث ذكرت أن الحوثيين وافقوا على السماح لزوارق قطر وسفن إنقاذ بالوصول إلى ناقلة النفط المتضررة بالبحر الأحمر سونيون.

وأشارت البعثة الإيرانية إلى أن عدة دول «تواصلت لتطلب من أنصار الله (الحوثيين) هدنة مؤقتة لدخول زوارق القطر وسفن الإنقاذ إلى منطقة الحادث، وأن الجماعة وافقت على الطلب (مراعاة للمخاوف الإنسانية والبيئية)»، بحسب ما نقلته «رويترز».

وعقب الإعلان الإيراني، ظهر المتحدث باسم الجماعة الحوثية، محمد عبد السلام، في تغريدة على منصة «إكس»، زعم فيها أن جهات دولية عدة تواصلت مع جماعته، خصوصاً الجهات الأوروبية، وأنه تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة «سونيون».

وفي نبرة تهديد، أكد المتحدث الحوثي أن احتراق سفينة النفط «سونيون» مثال على جدية جماعته في استهداف أي سفينة تنتهك قرار الحظر القاضي بمنع عبور أي سفينة إلى موانئ إسرائيل.

وأضاف المتحدث الحوثي أن على جميع شركات الشحن البحري المرتبطة بإسرائيل أن تدرك أن سفنها ستبقى عرضة للضربات أينما يمكن أن تطولها قوات الجماعة.

مندوب إيران الجديد لدى الحوثيين في صنعاء (يسار) يسلم أوراق اعتماده لوزير خارجية الجماعة (إعلام حوثي)

وكانت وسائل إعلام الجماعة الحوثية ذكرت أن وزير خارجية حكومتها الانقلابية التي لا يعترف بها أحد، استقبل في صنعاء من وصفته بالسفير الإيراني الجديد علي محمد رمضاني، الذي قدم نسخة من أوراق اعتماده.

وسبق أن عينت طهران في 2020 القيادي في الحرس الثوري حسن إيرلو مندوباً لها لدى الجماعة الحوثية في صنعاء تحت اسم «السفير» قبل أن يلقى حتفه في نهاية 2021 في ظروف غامضة، ويتم إجلاء جثمانه إلى إيران.

كما قامت الجماعة الحوثية بتعيين ما تسميه سفيراً لليمن في طهران، حيث مكنت السلطات الإيرانية عناصر الجماعة لديها من السيطرة على المباني الدبلوماسية اليمنية في أراضيها.

لا يوجد تسرب

في أحدث بيانات أوردتها المهمة البحرية الأوروبية في البحر الأحمر (أسبيدس) ذكرت أن الأصول العاملة في المنطقة التابعة للمهمة أفادت، الأربعاء، بأنه تم اكتشاف حرائق في عدة مواقع على السطح الرئيسي للسفينة «سونيون» وأنه لا يوجد تسرب نفطي، وأن الناقلة لا تزال راسية ولا تنجرف.

وأضافت المهمة في بيان أنه «يجب على جميع السفن المارة في المنطقة أن تتحرك بأقصى درجات الحذر، حيث إن السفينة (سونيون) تشكل خطراً ملاحياً وتهديداً خطيراً وشيكاً للتلوث الإقليمي».

ولتجنب أزمة بيئية كارثية، قالت «أسبيدس»: «إن القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، تقوم بالتنسيق مع السلطات الأوروبية، بتقييم الوضع وهي على استعداد لتسهيل أي مسارات عمل». وأضافت أن «التخفيف الناجح سوف يتطلب التنسيق الوثيق والمشاركة الفعالة من جانب الدول الإقليمية».

ومع المخاوف من كارثة بيئية كبرى، كان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، كشف عن أن الهجوم الذي تعرّضت له «سونيون» هو التاسع من نوعه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ضد ناقلات النفط في البحر الأحمر، مشيراً إلى أنها تحمل 150 ألف طن من النفط الخام.

وقال الإرياني إن الحوثيين استهدفوا الناقلة بسلسلة من الهجمات، ما أدّى لجنوحها وتعطّل محركاتها، وإجلاء طاقمها، وتركها عرضةً للغرق أو الانفجار على بُعد 85 ميلاً بحرياً من محافظة الحديدة، واصفاً ذلك بأنه «إرهاب ممنهج يُنذر بكارثة بيئية واقتصادية وإنسانية غير مسبوقة».

دخان يتصاعد من جراء حرائق على متن ناقلة نفط يونانية تعرضت لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر (رويترز)

يشار إلى أن الحوثيين تبنّوا مهاجمة نحو 182 سفينة منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر الماضي، وأدّت الهجمات إلى إصابة نحو 32 سفينة، غرقت منها اثنتان، البريطانية، «روبيمار» واليونانية «توتور»، كما قرصنت السفينة «غالاكسي ليدر» وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وتنفّذ واشنطن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي ضربات دفاعية استباقية لحماية السفن من الهجمات الحوثية ضمن ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»، وأقرّت الجماعة بتلقّيها أكثر من 600 غارة شاركت فيها بريطانيا 4 مرات.

وتشنّ الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر الماضي هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

كما تدّعي تنفيذ هجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران، ضمن عمليات الإسناد للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تقول الحكومة اليمنية إنه يأتي هروباً من استحقاقات السلام، وخدمةً لأجندة طهران بالمنطقة.