وزير حقوق الإنسان المغربي: قطعنا أشواطاً كبيرة في تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة

قال إنها كشفت عن 600 حالة انتهاك جسيم

مصطفى الرميد
مصطفى الرميد
TT

وزير حقوق الإنسان المغربي: قطعنا أشواطاً كبيرة في تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة

مصطفى الرميد
مصطفى الرميد

قال وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان المغربي، مصطفى الرميد، في الرباط أمس، إن المغرب قطع أشواطاً كبيرة في تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة. وأبرز الرميد في معرض جوابه على سؤال شفوي حول «توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة» تقدمت به مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (اتحاد عمالي)، بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، أن الوزارة ستصدر خلال الشهر المقبل تقريراً حول هذا الموضوع، كما أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان سيصدر في نهاية السنة تقريراً إضافياً يبين فيه جميع المعطيات المرتبطة بتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.
وأضاف الوزير الرميد أن تجربة الإنصاف والمصالحة بالمغرب صُنفت ضمن أهم التجارب الناجحة في مجال العدالة الانتقالية، وذلك لما تميزت به من اعتماد الكشف عما جرى من انتهاكات جسيمة، وجبر الضرر الفردي للضحايا ولذوي حقوقهم. وتابع أن الهيئة كشفت عن 600 حالة انتهاك جسيم، في حين بقيت 66 حالة، قبل أن يكشف المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن 60 منها، في انتظار أن يكشف عن مآل الحالات المتبقية.
وبالنسبة لجبر الضرر الفردي للضحايا وذوي حقوقهم، أكد الوزير المغربي أنه تم صرف مبالغ مهمة لـ27 ألفاً و754 مستفيداً، موضحاً أن المبالغ التي صرفت بناء على عمل هيئة الإنصاف والمصالحة وهيئة التحكيم المستقلة للتعويض فاقت ملياراً و948 مليون درهم (99.8 مليون دولار). وأشار الرميد إلى أنه كان هناك جبر ضرر جماعي بالنسبة للمناطق التي عرفت حدوث انتهاكات جسيمة، أو وجدت فيها أماكن احتجاز أو اعتقال تعسفي، وهي 13 إقليماً وعمالة (محافظة)، مسجلاً أنه تم أيضاً تقديم مداخل لعدم تكرار الانتهاكات الجسيمة، من خلال توصيات وجيهة تمت دسترتها، وتوصيات أخذت سبيلها إلى التطبيق من خلال التشريعات المختلفة، وتوصيات عبارة عن تدابير وسياسات عمومية يتم العمل بها، كما أن هناك توصيات تتم متابعة تنفيذها من قبل المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
من جهة أخرى، شدّد الرميد في معرض ردّه على سؤال حول موضوع «الصورة الحقوقية للمغرب من خلال التقارير الدولية»، تقدم به فريق حزب العدالة والتنمية، متزعم الائتلاف الحكومي، أن الحكومة اعتمدت منهجية في التعاطي مع تقارير المنظمات الدولية، تتمثل في دراسة هذه التقارير دراسة دقيقة شاملة، مبرزاً أن السلطات المغربية المعنية تقوم بتنسيق ردّها من خلال وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان، التي تقوم بالتواصل الضروري مع الهيئات الدولية، من أجل توضيح بعض القضايا التي تستشكل على المنظمات.
وسجّل الرميد أن «التقارير التي تنجزها المنظمات الدولية تكون في كثير من الأحيان صدى لما تكتبه المنظمات الحقوقية الوطنية، التي في غالب الأحيان يكون ما يصدر عنها رجع صدى لما يصدر في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي».
وأردف قائلاً إن الوزارة اعتمدت منهجية جديدة تقوم على التواصل مع جمعيات المجتمع المدني بشكل دوري لمناقشة مجمل القضايا التي تكون محل اهتمام هذه الجمعيات التي أصبحت طرفاً شريكاً في كثير من المشروعات الحقوقية التي تقوم بها الوزارة.
وأضاف أن هناك تواصلاً مفتوحاً مع جميع الجمعيات، خاصة بالنسبة لإعداد التقارير الدورية المعروضة على هيئات المعاهدات ورسم آليات الاستعراض الدولي الشامل، وفي كل المحطات التي ترى الوزارة ضرورة إشراك هذه الجمعيات، وذلك في سبيل بلورة صورة دقيقة عن الوضع الحقوقي، حتى تتناول الجمعيات الحقوقية الوطنية الواقع الحقوقي بكل موضوعية، وهو ما يمكن أن ينعكس إيجاباً على تقارير المنظمات الدولية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.