كيف أسمّي مَنْ لا اسم له؟
إذا ثملتِ الوردةُ، فسيكون من حق الكأس أن يغلق حانته وأن يضطربَ بعيداً في فراشه.
كيف أروي من لا رؤية له؟!
حين يجتمعُ السحرةُ حول عصا المليكة،
فإن ثعبان الضُحى سيطبق سمَّهُ على ما بقي من ارتعاشاته.
هكذا هو،
نبي بلا اسم
رسولٌ بلا رؤية،
تثمل وردته في نبيذها كلَّ مساء، ليوحي لها آيةً جديدة.
الوردة المنقوعة في الدم لم تكن في الأصل حمراء،
وشاربُ عطرها كان يخفي عن النهار يده السكين.
الآن، تنكسر مسافةُ النداء،
وتنفضُ الأشجار أوراقها، فتسقط ثمرةُ المعاني الفاسدة،
ولا عزاءَ للحطّاب سوى انتظار خريفِها.
السيدةُ النائمة في الوسادة،
والدعاءُ المرفوع بقوة الصمت،
ورجلٌ يلكم ماضيه بقبضة القدر،
هل وصلوا؟
وهل جرعةُ الحروفِ تُشبِعُ هذا الجدار؟
كان السيلُ حفرة نبع،
ويدَّعي النهرُ أن منبتَهُ في القصيدة،
ولكن الجهات مخنوقةٌ في البوصلة،
وها هو الشمال يتقوسُ مظلةً على العالم،
ومن عيونها الدمع ما يجف،
ومن بين الستائر هناك الهوى خلسة.
لكأن النومَ لا يكفي لأحلام الأطفال الذين لا يجدون الوقتَ ليكبروا،
ولا جهاتٍ تسعهم ليضعوا خطواتهم المترددة على طريق واضح،
لا بوصلة تدلهم ولا أدلاءَ لهم.
موتهم أقربُ من جرعة السماء.
انظروا لهم،
كم إنّ لأمهاتهم صبراً على ذلك،
لا يدركه الكتابُ ولا تهديه المواعظ.
بصيرتهم تزرّقُ،
الخديعة على مشارف القبيلة،
والفرسان يتدفأون بزنجبيل الشجاعة.
رموشهم تهتزّ كجنينٍ تروي له أمه حكايات الخروج.
ها هم الخوارج يصقلون أسنّة أحاديثهم الضعيفة،
ثم يطلقونها باتجاه الآمنين.
والسبات الأزرق أننا حلمنا بالورد،
وتفتحت عيوننا على دخان نفخناه على مرايا يائسة،
والصبر، وهو الطريق إلى القبر
كان أمْراً،
ولكننا تشظيّنا في هلاله،
ولعبنا في الخفاء مع الحسرة،
وتركنا الجهلاءَ يتسابقون في عبط احتضارهم،
وحين اكتمل العيدُ في أحلامنا،
وجدناه مُراً
ولم تعكس مراياه سوى التماعة الدمع.
ثم قال المجنون: خذوني حكيماً،
وصدقه الأنبياء.
ومن بلاد إلى بلاد،
تدحرجتِ الكلمةُ
وتناسلتْ في غيّها أمم الحجر.
8:2 دقيقه
رفيف الظل: في غيِّها، أمُمُ الحَجَر
https://aawsat.com/home/article/175401
رفيف الظل: في غيِّها، أمُمُ الحَجَر
رفيف الظل: في غيِّها، أمُمُ الحَجَر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة