«داعش» يهاجم شمال بغداد أول أيام العيد ويقتل 6 من القوات الأمنية

البغدادي {يتنقل في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق}

TT

«داعش» يهاجم شمال بغداد أول أيام العيد ويقتل 6 من القوات الأمنية

فيما حددت الاستخبارات العسكرية العراقية أماكن وجود زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، هاجم التنظيم، في أول يوم عيد الفطر، المختلف عليه مذهبياً في العراق، منطقة الطارمية شمال بغداد. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الهجوم الذي تعرضت له منطقة الطارمية شمال غربي العاصمة كان ناتجاً عن استهداف عجلة عسكرية تقل مقاتلين بهدف تعقب عناصر من الخلايا النائمة لهذا التنظيم الإرهابي، حيث قامت بزرع عبوة ناسفة في طريقها، فانفجرت، وأدت إلى مقتل وجرح عدد من المقاتلين».
وأضاف أن «هذه المنطقة كانت في أوقات سابقة من المناطق التي تضم خلايا نائمة لـ(داعش)، لكنها الآن تحت السيطرة، ما عدا هذه المحاولات التي تقوم بها العناصر الإرهابية بين فترة وأخرى». وأوضح أنه «تم قتل ثلاثة إرهابيين».
من جهته أفاد مصدر في الشرطة بارتفاع حصيلة الهجوم المسلح الذي استهدف القوات الأمنية خلال إجرائها عملية تفتيش في قضاء الطارمية إلى 6 قتلى من عناصر القوات الأمنية. وكانت خلية الإعلام الأمني أعلنت، في بيان لها، أن «قوة مسلحة تعرضت لهجوم مسلح أثناء إجراء عملية تفتيش بحثاً عن (إرهابيين) فجروا عبوة ناسفة في عجلة تابعة للأجهزة الأمنية في الطارمية».
من جهته، أكد الخبير الأمني المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة، الدكتور هشام الهاشمي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الذي حصل يؤكد وجود خلايا نائمة ما زالت تعمل في هذه المنطقة، وهو ما يعني أن الخطر لا يزال قائماً، حيث إن الكمين الذي استهدف القوة العسكرية كان محكماً، ما يدل على أنه تم الإعداد له بشكل جيد لمدة لا تقل عن 24 ساعة»، مبيناً أن «هذا يؤكد أن هناك ضعفاً في مصادر الاستخبارات أو عدم إمكانيتها تجنيد مصادر هناك». وحذر الهاشمي من أن «استمرار مثل هذه الكمائن أمر يمكن أن يجعل للعدو القدرة على الوصول إلى أهداف أخرى أكثر».
إلى ذلك أكد مدير الاستخبارات العسكرية العراقي اللواء الركن سعد العلاق، أن زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، يتنقل في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق. وقال العلاق، في تصريح تلفزيوني، أمس الثلاثاء، إن «التعاون مع دول الجوار على درجة عالية، خصوصاً فيما يتعلق بسوريا وإيران». وأضاف أن «البغدادي يتنقل في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق».
إلى ذلك أعلن قائمقام عامرية الصمود في محافظة الأنبار شاكر العيساوي، عن مقتل انتحاريين اثنين أثناء محاولتهما الهجوم على القوات الأمنية المتمركزة جنوب مدينة الفلوجة.
وأكد العلاق: «لدينا معلومات حول وجود خلايا نائمة (لتنظيم داعش) في القرى النائية وأطراف المدن وبعض المناطق السكنية (العراقية)، حيث صدرت لهم أوامر من الإرهابي أبي بكر البغدادي بضرورة حلق اللحى والاندماج مع السكان المدنيين، وتهيئة مضافات بعيدة عن أنظار الأجهزة الأمنية، ولكن رجال الاستخبارات العسكرية لهم بالمرصاد».
وأوضح أن «خلايا (داعش) الإرهابية لا تستطيع إعادة نشاط التنظيم الإرهابي إلى المناطق المحررة، كما كان سابقاً، بسبب الخسائر التي تكبدتها على يد القوات الأمنية من خلال المعارك، وقتل أغلب قادة التنظيم، والانكسار النفسي والمعنوي، إلا أن (داعش) أصبح يعتمد في تنفيذ هجماته على الخلايا النائمة في مراكز المدن والمفارز الإرهابية التي تتخذ من المناطق الصحراوية ملاذات آمنة له، وجعلها مناطق لعملياته الإرهابية».
وقال إن «القوات الأمنية رصدت تحركات انتحاريين اثنيين يرتديان حزامين ناسفين كانا يرومان تفجير نفسيهما على قوة أمنية متمركزة في منطقة الآبار بقضاء عامرية الصمود جنوب مدينة الفلوجة»، مبيناً أن «القوات الأمنية تمكنت من قتلهما دون وقوع أي إصابات في صفوف تلك القوات».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.