مصر لتنفيذ مشروع سكني وتجاري جديد في ضواحي القاهرة

بالتعاون مع شركات إماراتية وإسبانية

تصور شكل المول التجاري في {إيتابا سكوير}
تصور شكل المول التجاري في {إيتابا سكوير}
TT

مصر لتنفيذ مشروع سكني وتجاري جديد في ضواحي القاهرة

تصور شكل المول التجاري في {إيتابا سكوير}
تصور شكل المول التجاري في {إيتابا سكوير}

يعد القطاع العقاري واحداً من أهم القطاعات التي تعول عليها الحكومة المصرية في الفترة الحالية لتحقيق التنمية الاقتصادية، وتركز الحكومة جهودها للنهوض بهذا القطاع عبر مشروعات في مختلف أنحاء الجمهورية، ولا تكتفي الحكومة المصرية بالتعاون مع القطاع الخاص المصري في تنفيذ هذه المشروعات، بل تسعى لتشجيع الاستثمارات الأجنبية عبر التعاون مع شركات مقاولات وتطوير عقاري عربية وأجنبية.
في هذا السياق، وقّعت شركة «سيتي إيدج» للتطوير العقاري، وهي إحدى شركات التطوير العقاري المملوكة للدولة، على عقدي مقاولات مع شركتي «ريدكون إسبانيا»، و«إيه إس جي سي» الإماراتية للإنشاءات، لتنفيذ مشروعي إيتابا وإيتابا سكوير بمدينة الشيخ زايد بضواحي القاهرة.
وقال عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي لشركة «سيتي إيدج» للتطوير العقاري، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش توقيع العقدين: إن «الهدف من توقيع العقود هو تنفيذ المشروعين وفقاً للجدول الزمني المحدد»، مشيراً إلى أن «عملية اختيار الشركات المنفذة للمشروعين استغرقت وقتاً طويلاً، نتيجة لطبيعة المشروع الذي تم تصميمه على شكل مدرجات تتناسب مع طبيعة الأرض»، واصفاً مشروع إيتابا سكوير بأنه «مشروع صعب ومعقد هندسياً؛ لأن تصميمه تم مع مراعاة طبيعة الأرض المتدرجة»، وموضحاً أن «اسم إيتابا مأخوذ من اللغة الإسبانية ويعني درجات».
وأضاف القاضي، أن «تميز التصميم المعماري للمشروع أدى إلى صعوبة إيجاد الشريك المناسب لتنفيذ الإنشاءات بالشكل المطلوب، وبأعلى مستوى من الجودة، ووضعت الشركة شروطاً شديدة للتأكد من اختيار الشريك المناسب الذي يستطيع تنفيذ التصميم وفقاً للجدول الزمني»، مشيراً إلى أن «شركة (سيتي إيدج) وقعت عقداً مع شركة (ريدكون إسبانيا) لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إيتابا، الذي أطلق في بداية 2018، وتم بيع 50 في المائة من وحداته، ومن المقرر البدء في تسليمه منتصف عام 2021».
ومشروع إيتابا هو تجمع سكني (كومباوند) في مدينة الشيخ زايد، باستثمارات ملياري جنيه، (الدولار الأميركي يعادل 16.8 جنيه مصري)، ويقع على تبة متدرجة بمساحة 77 فداناً، مساحة المباني فيه لا تتجاوز 16 في المائة، والباقي 86 في المائة عبارة عن مساحات خضراء مفتوحة، ويتكون المشروع من 493 وحدة سكنية عبارة عن فيلات وتوين هاوس، وبعض الشقق السكنية، وستتولى شركة «ريدكون إسبانيا» بموجب العقد الموقع مع شركة «سيتي إيدج» تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، التي تضم 108 وحدات سكنية بنظام تسليم المفتاح.
وقال المهندس طارق الجمال، رئيس مجلس إدارة «ريدكون إسبانيا»، لـ«الشرق الأوسط»: إن «قيمة التعاقد تبلغ 175 مليوناً، ومدته سنتان، وستنفذ الشركة بموجبه مجموعة من الفيلات»، مشيراً إلى أنه «الشركة مستعدة لتنفيذ المشروع والانتهاء منه في الوقت المحدد، رغم التحديات الإنشائية الكبيرة الناتجة من طبيعة التصميم وموقع المشروع»، مشيراً إلى أن «الشركة ستعمل على وضع الأساسات وتنفيذ جميع الأعمال الإنشائية، على مساحة بنائية تصل 22 ألف متر مربع».
و«ريدكون إسبانيا» هي شركة إسبانية للمقاولات العامة تأسست عام 2010، وهي جزء من مجموعة «ريدكون» للإنشاءات، وقال الجمال إن شركة «(ريدكون إسبانيا) تعمل في مشروعات عدة في مصر، من بينها مشروع مدينة العلمين الجديدة، حيث تعمل على إنشاء البرج الأيقوني، والجامعة، والمنطقة الترفيهية، وجزء من الحي اللاتيني، إضافة إلى النهر الأخضر في العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع مثلث ماسبيرو».
ولأن المشروع السكني يحتاج إلى خدمات تجارية وقّعت شركة «سيتي إيدج» عقداً آخر مع شركة «إيه إس جي سي»، وهي شركة إماراتية - مصرية، لتنفيذ مشروع «إيتابا سكوير»، الذي يتضمن مراكز تجارية، وإدارية وترفيهية، ومستشفى، وفندقاً، وتبلغ قيمة التعاقد مع شركة «إيه إس جي سي» نحو 1.4 مليار جنيه، لتنفيذ الأعمال الإنشائية والتشطيبات لمباني إيتابا سكوير، والبنية التحتية وأعمال اللاند سكيب.
وقال بيشوي عزمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ايه إس جي سي»، لـ«الشرق الأوسط»: إن «مشروع إيتابا سكوير يعد واحداً من المشروعات الإدارية الراقية، الذي يتيح لنا استغلال خبراتنا وإمكاناتنا والاعتماد على التطبيقات التكنولوجية لتنفيذ العمليات الإنشائية للمشروع»، مشيراً إلى أن «مشروع إيتابا سكوير يتضمن مركزاً تجارياً، ومركزاً طبياً، وأماكن ترفيهية، ومدة التعاقد تصل إلى 30 شهراً».
وأوضح القاضي، أن «قيمة الاستثمارات في مشروع إيتابا سكوير تصل إلى 3 مليارات جنيه، والعائد المتوقع منه يصل إلى 13 مليار جنيه على مدار 20 عاماً، نظير إيجار وبيع الوحدات التجارية»، مشيراً إلى أنه «من المقرر البدء في تسليم المشروع عام 2022»، ويضم إيتابا سكوير ساحة كبيرة Piazza وممشى، وواحة سكاي، وبارك الأطفال، ومركراً للترفيه العائلي، ومركزاً طبياً، و3 مبانٍ إدارية ومولاً تجارياً، وسوقاً ومركز اللياقة البدنية، وساحة انتظار السيارات تحت الأرض، ويمتد على مساحة 14 فداناً.
وقال القاضي: إن «العقد مع شركة (إيه إس جي سي) خاص بتنفيذ المشروع بالكامل باستثناء الفندق، الذي يجري حالياً التفاوض بشأنه مع اثنين من السلاسل الفندقية العالمية».
وشركة «إيه إس جي سي» تابعة لمجموعة «إيه إس جي سي» في دبي، وتعمل الشركة في الإمارات ومصر، وقال بيشوي: إن «شركة (إيه إس جي سي) هي مصرية - إماراتية مقرها دبي، تعمل هناك منذ نحو 30 عاماً، ودخلت السوق المصرية منذ 10 سنوات، ونفذت مجموعة من المشروعات، من بينها مراسٍ بالساحل الشمالي والمشروع التجاري في ميفيدا ديستريكت، وأب تاون كايرو وفستيفال سيتي والعاصمة الإدارية الجديدة».
ووصف بيشوي ما يحدث في السوق العقارية المصرية بأنه «طفرة عقارية شبيهة بتلك التي حدثت في دبي»، وقال: إن «فكر شركة (سيتي إيدج) هو فكر مطور دولي، يمزج بين النموذج الحكومي باعتبارهم شركة حكومية، وأسلوب إدارة القطاع الخاص، وهو نموذج ناجح موجود في دبي في شركات مثل النخيل ودبي العقارية، ويدل على جدية الدولة في التطوير العقاري».
وتأسست شركة «سيتي إيدج» للتطوير العقاري، في ديسمبر (كانون الأول) عام 2017 كنوع من التعاون بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وبنك التعمير والإسكان، وتدير الشركة مجموعة من الأصول العقارية لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وتنفذ حالياً من المشروعات السكنية والتجارية متعددة الاستخدامات في عدد من المجتمعات العمرانية الجديدة.
وقال القاضي: إن «السوق العقارية المصرية ما زالت تستوعب المزيد»، موضحاً أن «حجم مبيعات الشركة خلال سنة ونصف السنة بلغ نحو 14 مليار جنيه». وأشار بيشوي إلى أن «السوق العقارية المصرية تستهدف 3 أنواع من المستهلكين، الأول وهو الشريحة الأكبر والأهم هو المستهلك المحلي، والثاني هو المصريون في الخارج، وهؤلاء لديهم ميزة نسبية تتعلق بفرق العملة، والثالث وهو شريحة ضئيلة تضم الأجانب أو بمعنى أدق العرب».
من جانبه، قال الجمال: إن «السوق العقارية المصرية تشهد حالة من الهدوء النسبي، وفي ظل هذه الحالة فإن الأفضلية للشركات الكبيرة ذات الثقل والمصداقية؛ لأن المشتري لا يحب المخاطرة».


مقالات ذات صلة

السعودية: 20 % نمو العقود التمويلية للدعم السكني في 2024

الاقتصاد جناح صندوق التنمية العقارية في «منتدى مستقبل العقار 2023» بالرياض (موقع الصندوق الإلكتروني)

السعودية: 20 % نمو العقود التمويلية للدعم السكني في 2024

ارتفعت العقود التمويلية في السعودية لبرامج الدعم السكني من قبل صندوق التنمية العقارية بنسبة 20 في المائة خلال عام 2024، وذلك نتيجة تنوّع الحلول التمويلية وإتاحة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

شهدت عمليات الإقراض العقارية التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الرابع من عام 2024 إلى 28 مليار ريال.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد من معرض سيتي سكيب 2024 الأكبر عقارياً في العالم (واس)

سوق الرهن العقاري بالسعودية... محرك رئيسي في النمو والتنويع المالي

يأتي توجه السعودية نحو تطوير سوق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري من ضمن التطورات المتسارعة التي يشهدها التمويل العقاري في السعودية.

محمد المطيري
الاقتصاد لوحة وكيل عقارات معروضة خارج منزل في شارع سكني في بلاكبيرن (رويترز)

أسعار المساكن في بريطانيا تتجاوز التوقعات وتواصل الارتفاع

أعلنت شركة «نيشن وايد» للإقراض العقاري، يوم الخميس، أن أسعار المساكن البريطانية شهدت ارتفاعاً جديداً في ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد مشروعات «الوطنية للإسكان» (واس)

الصفقات العقارية في السعودية تتجاوز 533 مليار دولار خلال 2024

تجاوزت قيمة الصفقات العقارية في السعودية 533 مليار دولار (2.5 تريليون ريال) لأكثر من 622 ألف صفقة في عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)

ورشة عمل تدعو لمزيد من المرونة في التشريعات والأنظمة لمواكبة الواقع العقاري

TT

ورشة عمل تدعو لمزيد من المرونة في التشريعات والأنظمة لمواكبة الواقع العقاري

نظمت غرفة الرياض؛ ممثلة باللجنة العقارية، وبالتعاون مع مجلس الغرف السعودية، الأربعاء، ورشة عمل مختصة بحصر التحديات التي تعترض تطور القطاع العقاري وتحدّ من إنتاجيته، مقدمة عدداً من الحلول للعراقيل التي تواجهه، بحضور مندوبين عن وزارة الإسكان والهيئة العامة للعقار وهيئة السوق المالية، وذلك بمقر الغرفة.
وبين عائض الوبري، عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة العقارية بالغرفة، أن الورشة تأتي لبحث سبل تعزيز برامج «رؤية المملكة 2030»، وذلك بعد توجيه مسار التحديات نحو تحديد المعوقات التي تواجه القطاع الخاص بشكل منفرد، ثم توجيهه نحو العوائق التي تواجه القطاع الخاص مع الجهات الحكومية وتحديد الحلول اللازمة لها بالتنسيق مع «المركز الوطني للتنافسية».
وتناولت الورشة، بحضور عدد من المستثمرين العقاريين والمهتمين، 4 محاور؛ شملت السياسات والأنظمة المتعلقة بالتشريعات، والتنافسية بين القطاعين العام والخاص، والرسوم الحكومية والضرائب، والكوادر البشرية وسياسات التوطين، حيث ناقشت الورشة من خلال حضورها كل محور منها على حدة، وقدمت فيه عدداً من الحلول المقترحة.
وأشار الحضور من المستثمرين العقاريين إلى أن التشريعات والأنظمة بحاجة لمزيد من المرونة ومواكبة الواقع العقاري وحاجته لتسريع أعماله والنظر في لائحة المكاتب العقارية، مشيرين لتأثره بالقرارات المفاجئة. وفي ذلك أشار مندوب وزارة الإسكان إلى أن الوزارة تراجع التشريعات العقارية وعلاقتها بالأنظمة الأخرى، مؤكداً حاجتها للتعديل، وقال إن الوزارة تعمل على ذلك وأنها ستصدر دليلاً كاملاً للمطورين.
وفي محور الرسوم الحكومية، طالب قطاع الأعمال بالنظر في ارتفاع الرسوم، فيما أكدوا عبر محور التنافسية بين القطاعين العام والخاص وجود تنافس من خلال القطاع العقاري التجاري؛ بينما من حيث الإسكان فهو علاقة تكاملية، مشيرين لأهمية تفعيل دور «المركز الوطني للتنافسية» لإيجاد حدود واضحة لماهية هذه التنافسية وتأثيرها على القطاع الخاص العقاري، فيما طالبوا بمنع الأجنبي من العمل في الشركات العقارية، وذلك فيما يختص بمحور الكوادر البشرية وسياسات التوطين.