هونغ كونغ أغلى سوق للإسكان في العالم رغم انخفاض المبيعات والأسعار

تقع الشقة المكونة من غرفتي نوم وحمامين وحمام صغير في القسم الغربي من منطقة «ميد ليفيلز» السكنية الثرية المطلة على المنحدر الشمالي لقرية «فيكتوريا بيك» بجزيرة تحمل اسم الدولة هونغ كونغ. وتعد الشقة التي تبلغ مساحتها 1215 قدماً مربعة إحدى سبع شقق علوية معروضة للبيع بمنطقة ميري كورت ببرجين شاهقين من 20 طابقاً بُنيا عام 1970 يضمان 139 وحدة سكنية.
ويعطى التراس الموجود على السطح في الهواء الطلق إطلالات شاملة على وسط المدينة حيث حي الأعمال في هونغ كونغ وميناء فيكتوريا وشبه جزيرة كولون في الشمال. إن الجدران الخرسانية والعوارض المكشوفة والنوافذ الطويلة والأرضيات الخشبية والتصميم المفتوح جميعها تمنح المنزل شعوراً صناعياً. وفي هذا السياق قالت تشاريس تشان، رئيسة المشروعات الدولية بـ«دار مزادات سوذبي إنترناشيونال رياليتي» التي تولت عملية التجديد قبل ثلاث سنوات، إنها ألغت الجزء المخصص للخادمة «لتجعل الشقة تبدو أكثر اتساعاً».
تشترك أربع شقق في المصعد ويفتح الباب الأمامي في المنطقة الواقعة بين مكان تناول الطعام ومنطقة المعيشة، والمطبخ المفتوح يجعل المكان أشبه بمساحة للترفيه. تحتوي الجزيرة ذات الأحجار الجرانيتية الكبيرة من الجرانيت على موقد مسطح مدمج بخمسة مواقد وحلقة ووك لهواة الطهي الصيني، مع مروحة مستطيلة في الأعلى.
تتميز بثلاجة سيمنز وغسالة الصحون بنفس اللون الأبيض اللامع الذي طليت به الخزانات، لكن ثلاجة النبيذ ذات محيط أسود. على مقربة من المدخل تقع الخزائن الفولاذية الممتدة من الأرض إلى السقف وإلى جوارها حمام صغير للضيوف على الجانب الآخر من المطبخ. يتم التحكم في الإضاءة ومكبرات الصوت من خلال نظام المنزل الذكي، وذكرت السيدة تشان أن الأثاث غير مشمول بالسعر لكنه متاح للشراء.
يوجد خارج غرفتي المعيشة والطعام غرفتا نوم، وتحتوي كل غرفة على حمام داخلي بأرضيات من البلاط المزخرف وأخرى من الغرانيت. تحتوي غرفة النوم الرئيسية على خزانة ملابس وغرفة لسرير بحجم كبير، فيما تحتوي غرفة النوم الثانية الأصغر قليلاً على خزانة ملابس مدمجة.
يؤدي الدَّرَج الداخلي، المفتوح إلى منطقة المعيشة، إلى شرفة على السطح تبلغ مساحتها 918 قدماً مربعة بها أماكن للجلوس وتناول الطعام في الهواء الطلق، بالإضافة إلى مطبخ وميني بار. المكان مظلل بقماش الشراع، ويضم السطح غسالة ومجففاً. وللشقة مساحة مغطاة لوقوف السيارات في الطابق الأرضي من المبنى.
تعج منطقة «ميد ليفيلز ويست» في هونغ كونغ بشقق فخمة وتبعد الشقة 20 دقيقة عن الحي التجاري بالمدينة عبر سلسلة من 20 سلماً من السلالم الخارجية المغطاة، وهي أطول سلسلة سلالم في العالم. إلى جانب تدفق السلالم المتحركة والممرات المائلة، توجد محلات السوبر ماركت والمتاجر المتخصصة والحانات والمقاهي والمطاعم والأسواق التي تبيع الدواجن الطازجة ولحم الخنزير والأسماك والزواحف. وتضم منطقة «ميدويست» أيضاً عدداً من المدارس الدولية، من بينها جامعة هونغ كونغ وكلية الملك. تقع الشقة على بعد نحو 35 دقيقة بالسيارة من مطار هونغ كونغ الدولي.
- نظرة عامة على السوق
تتكون هونغ كونغ من ثلاث مناطق رئيسية هي: جزيرة هونغ كونغ، ومنطقة كولون، والأقاليم الجديدة. وحتى مع انخفاض الأسعار وحجم المبيعات بنسبة تتراوح بين 8 و10% بين أغسطس (آب) الماضي ونهاية عام 2018، لا تزال المدينة تعد أغلى سوق للإسكان في العالم للعام التاسع على التوالي.
وحسب كوه كنغ شينغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لدار مزادات «لاند سكيب كريستيز» في هونغ كونغ، فإن «الانحدار» حدث بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مضيفاً أن هناك عوامل أخرى منها ارتفاع سعر الفائدة المصرفية في الولايات المتحدة، و«تباطؤ الصين واقتصادات هونغ كونغ، والشكوك الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».
ووفق إدارة التقييم الحكومية، فقد توقف الانخفاض بعد تصاعد استمر 28 شهراً. ورغم ذلك قالت بينوتش تشان، المدير التنفيذي للعمليات بدار مزادات «سوذبي رياليتي» إنها شاهدت «انتعاشاً قوياً» في بداية هذا العام.
ويتفق سيمون سميث، رئيس الأبحاث والاستشارات بشركة «سافيلز هونغ كونغ» على أن «انتعاشة بنسبة 1 إلى 2% حدثت خلال الربع الأول من عام 2019 بفضل تعافي سوق الأوراق المالية، الأمر الذي يمكن أن يوقف ارتفاع نسب الفائدة المصرفية الحالي وإمكانية حل قرار الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين».
وقالت السيدة تشان إن أقوى المناطق في السوق هي «الشقق بالغة الصغر والأكثر فخامة»، حيث تصل أسعارها إلى 130 ألف دولار هونغي كونغي (16.600 دولار أميركي) للقدم المربعةة. وقالت إن المشترين الأثرياء يفضلون مناطق «بيك»، والجانب الجنوبي، والمستويات المتوسطة، مع شراء «الأغنياء الجدد» في منطقة كولون، بوسط وجنوب المدينة.
تتراجع أسعار السكن خارج جزيرة هونغ كونغ، حيث قال سميث إنه في الربع الأول من عام 2019 انخفضت الأسعار في كولون بنسبة 6%، وفي الأقاليم الجديدة، أقصى شمال هونغ كونغ، انخفضت بنسبة 25%.
وقال سميث إنه من أجل المساعدة في تخفيف أزمة الإسكان، فإنه من المتوقع بناء 97. 445 وحدة سكنية خلال السنوات الخمس المقبلة. وبسبب ندرة الأراضي في جزيرة هونغ كونغ، ستنشأ قائمة جرد جديدة من بعد هدم المباني القديمة بهدف تطوير المدينة. وحسب جيمس فيشر، مدير تحليل السوق والتحليلات بشركة «سباشياس هونغ كونغ» وهي منصة عقارية، فإنه من المتوقع بناء مبنى جديد أو اثنين في جزيرة هونغ كونغ الوسطى والغربية كل عام. وهناك المزيد من التوسعات في المنطقة الشرقية من جزيرة هونغ كونغ، وفي كولون والأقاليم الجديدة.
في المستويات المتوسطة، تتراوح أسعار الوحدة المكونة من غرفتي نوم في مبنى أقدم من 18000 إلى 20000 دولار هونغي كونغي (2300 دولار إلى 2550 دولاراً) للقدم المربعةة، وتُباع الشقق الجديدة عموماً بما يتراوح بين 35000 إلى 40000 دولار هونغي كونغي (4460 إلى 5100 دولار) للقدم المربعة، حسب سميث.
- مَن يشتري في هونغ كونغ؟
وقالت السيدة تشان: «لأن المشترين غير المقيمين يضطرون إلى دفع رسوم الدمغة بنسبة 30%، فإن الغالبية العظمى من المشترين في هونغ كونغ هم الصينيون الرئيسيون والسكان المحليون، ولذلك فإن الأجانب يميلون إلى الإيجار».
وأوضح فيشر: «إنها ليست هجرة منخفضة الدخل». موضحاً أن سكان البر الرئيسي للصين قَدِموا إلى هونغ كونغ في السنوات العشر الماضية بحثاً عن «وظائف من الفئة المتوسطة والتنفيذية» التي كانت في السابق يشغلها البريطانيون والأميركيون والأستراليون والمغتربون الأوروبيون. وأضاف: «لم يساعد ذلك أن يكون لديك مغتربون في هونغ كونغ يكلفون أكثر بكثير من غيرها من مناطق العالم»، ولذلك «فكرت الشركات في كيفية توطينها بصورة أفضل».
- أساسيات الشراء
قال سميث إن رسوم الدمغة تبلغ 30% يدفعها المشترون الأجانب، وهي ضعف النسبة التي يدفعها المشترون المحليون والتي تبلغ 15%، فيما تقل الرسوم القانونية عادةً عن 0.1%، يدفع كل من البائع والمشتري نحو 1% من سعر البيع في العمولات.
ووفق فيشر، فإن القروض العقارية تتطلب ما بين 40 و50% على العقار الأول، لكنّ هذا الشرط يزداد صعوبة بعض الشيء بالنسبة إلى الأجانب. معدلات الفائدة تتراوح بين 2.1 و3.5%. ومن أجل شراء أول عقار بقيمة تتعدى 10 ملايين دولار هونغي كونغي (1.3 مليون دولار)، فإن نسبة الرهن العقاري تصبح 60%.
وقال فيشر إن بعض البنوك تقدم قروضاً عقارية إضافية تصل إلى 80%، ويمكن للمطورين تقديم تمويل خاص يصل إلى 80%، «مما يحسّن القدرة على تحمل التكاليف».
دولار هونغ كونغ (1 دولار هونغ كونغ = 0.13 دولار).
- الضرائب والرسوم
أفادت السيدة تشان بأنه «لا توجد ضريبة على الممتلكات في هونغ كونغ»، مشيرة إلى أن «جميع الأراضي السكنية مستأجرة»، مما يعني أنها مملوكة من قِبل الحكومة الصينية بموجب عقود تأجير للأراضي مدتها 50 عاماً. تبلغ تكلفة الإيجار الحكومي الفصلي لهذه الشقة 5917 دولاراً هونغي كونغي (750 دولاراً)، ورسوم الصيانة الشهرية هي 1800 دولار هونغي كونغي (230 دولاراً).

- خدمة «نيويورك تايمز»