المصريون يستعيضون عن ارتباك موعد العيد بروح الدعابة

بينما كان المصريون يستعدون للاحتفال بأول أيام عيد الفطر أمس، جاء الإعلان الرسمي عن أن اليوم الأربعاء هو أول أيام العيد، ليفجر حالة من الارتباك الممزوجة بروح الدعابة والسخرية المميزة، الأمر المخالف لما حدث في ليبيا، حيث توقع الليبيون وقوع العيد الأربعاء، إلا أنهم تفاجؤوا به أمس.
وفي مصر، ورغم صدمة البعض من إعلان أول أيام العيد اليوم (الأربعاء)، وما ترتب عليه من تغيير الترتيبات الخاصة بقضاء الإجازة، فإن ذلك لم يمنع المصريين من إضفاء روح السخرية على هذه الأجواء، التي أخذت أشكالا متعددة بين تعليقات ساخرة، و«كوميكسات»، تفنن البعض في أن تكون مرتبطة بأغاني العيد وعاداته.
واستعان مستخدمو «مواقع التواصل» بقضية تعطل تقنية الفار «VAR»، خلال نهائي دوري أبطال أفريقيا في تونس مؤخراً، في تعليقاتهم الساخرة، وقال أحد مستخدمي «فيسبوك» يدعى محمد طلبة: «أنا شايف إن العيد الثلاثاء، ولو مش مصدقين نرجع لـVAR»، ليرد عليه آخر «الفار عطلان لأن الاتحاد الأفريقي لسه هيصلحه».
واستخدم البعض أغنية «يا ليلة العيد آنستينا» الشهيرة لـ«كوكب الشرق» أم كلثوم، والتي ترتبط عند المصريين بقدوم العيد، وقاموا بتعديل كلماتها لتكون معبرة عن حالة الحيرة بعد إعلان أن أول أيام العيد هو الأربعاء على خلاف بعض الدول العربية، وقالوا في أكثر من تعليق وكوميكس: «يا ليلة العيد حيرتينا».
وكانت العادات والتقاليد المصرية حاضرة في التعليقات أيضاً، ومنها تحضير كعك العيد، فقال أحد المتابعين: «دخلوا الكعك وطلعوا البسبوسة»، في إشارة إلى أن البسبوسة من الحلوى المميزة للسهرات الرمضانية، بينما الكعك يرتبط بعيد الفطر.
وانتشرت كذلك صور «كوميكس»، كتب عليها: «إحنا نصحى الصبح بدري يوم الثلاثاء، ونعمل كوباية شاي بلبن، ونحط دار الإفتاء أمام الأمر الواقع».
ومع تصاعد هذا الجدل أصدرت دار الإفتاء المصرية صباح أول من أمس بياناً قبل موعد الإعلان الرسمي مساء، قالت فيه إنها الجهة الوحيدة المنوط بها الإعلان عن هلال شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر المبارك، من خلال بيان تصدره عقب صلاة المغرب أول من أمس.
وبينما كان المصريون ينتظرون بيان دار الإفتاء المصرية، وقد أصبحوا أكثر ميلاً نحو ترجيح أن أمس هو أول أيام عيد الفطر، استناداً إلى إعلان السعودية والإمارات قبل الإعلان الرسمي المصري بنحو ساعتين، جاء بيان المفتي ليؤكد أن العيد الأربعاء، ليفجر ذلك حالة من الجدل حول وجود تعارض بين الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية، وهو ما نفاه دكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك في تعليق كتبه عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك».
وقال دكتور تادرس: «الموضوع ببساطة شديدة هو أن الهلال الجديد من الناحية الفلكية البحتة قد تمت ولادته بالفعل يوم الاثنين، ولكن رؤيته الشرعية بالعين المجردة من على سطح الأرض في مصر تكاد تكون مستحيلة لأنه يغيب بعد غروب الشمس بفترة قصيرة جداً لا تسمح بإمكانية رؤيته في وجود الشفق المسائي للشمس (الغسق)».
في سياق متصل، ألقت الأوضاع السياسية المضطربة في ليبيا بظلالها على عملية استطلاع هلال عيد الفطر، فبينما انصرف معظم الليبيين إلى مضاجعهم معتقدين أن هلال العيد تعذر رؤيته، وأن يوم الأربعاء هو أول أيام العيد فوجئوا بإعلان رسمي متأخر عن حلول العيد أمس «الثلاثاء».
وأثار الإعلان استياء وسخرية المواطنين وضجت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بالنكات التي تتحدث عن الطريقة التي تم بها إعلام الرأي العام المحلي قبل ساعات قليلة فقط على صلاة العيد أن أمس هو أول أيام العيد، خلافا لما كانت السلطات قد أعلنته في وقت سابق من مساء أول من أمس عن تعذر رؤية الهلال.
وأعلنت الحكومة المؤقتة التي تدير مناطق شرق ليبيا برئاسة عبد الله الثني، في ساعة مبكرة من صباح أمس أن أمس هو أول أيام عيد الفطر المبارك.
ونقلت الحكومة في بيان لها تأكيد وزارة العدل بعد التواصل مع المجلس العالي للقضاء جدية محاضر عدد من شهود العيان بثبوت رؤيتهم لهلال شهر شوال في عدد من المدن والمناطق الليبية.
وكانت اللجنة العليا للإفتاء قد نقلت عن لجنة تقصي الأهلة التابعة لها في وقت سابق قبل هذا الإعلان، تعذر رؤية هلال شهر شوال الليلة الماضية، ما دفع السكان إلى الاعتقاد بتأجيل العيد.
وتطلب الأمر بحسب وكالة الأنباء الموالية لحكومة الثني أن يفتح المجلس الأعلى للقضاء الليبي قناة اتصال عبر المحامي العام لمحكمة استئناف بنغازي المستشار إبراهيم الدرسي مع اللجنة العليا للإفتاء لإبلاغها بمحاضر الشهود في عدد من الدوائر الليبية بثبوت رؤية الهلال.
وفى العاصمة طرابلس، أعلنت دار الإفتاء الموالية لحكومة السراج في بيان عاجل أصدرته في الساعة الرابعة من صباح أمس أنه بناء على اتصال رئيس المحكمة العليا بالمجلس الأعلى للقضاء في الساعات الأخيرة من الليل مع المفتي وإخباره إياه بأنه ثبتت لديهم شهادة برؤية الهلال وصلتهم من بعض المحاكم التابعة لهم عند منتصف الليل، فإن دار الإفتاء تعلن أن أمس هو أول أيام عيد الفطر.