إسرائيل تتوقع محادثات لترسيم الحدود البحرية مع لبنان خلال أسابيع

بوساطة من الولايات المتحدة

الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيفية - رويترز)
الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيفية - رويترز)
TT

إسرائيل تتوقع محادثات لترسيم الحدود البحرية مع لبنان خلال أسابيع

الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيفية - رويترز)
الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى اليوم (الثلاثاء) إن إسرائيل تتوقع بدء محادثات بوساطة الولايات المتحدة مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية خلال أسابيع، وأشار إلى احتمال عقد هذه المحادثات في مجمع لقوات حفظ السلام تابع للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
ولم يعلق لبنان بشأن ما إذا كان سيشارك في محادثات أو أي إطار زمني محتمل.
وترسل الولايات المتحدة مبعوثاً رفيع المستوى في مهام مكوكية بين لبنان وإسرائيل، لكنها لم تعلن أيضاً موعداً أو مكاناً، وقالت إنها مستعدة لمساعدة البلدين في تسوية النزاع.
ويختلف البلدان بشأن ترسيم الحدود في شرق البحر المتوسط منذ أكثر من عقد مضى عندما اكتشفت مكامن ضخمة للغاز الطبيعي في المنطقة.
وقال المسؤول الإسرائيلي لـ«رويترز» إن من بين المقترحات المؤقتة التي طرحها الطرفان قيام شركات الطاقة العالمية التي تعمل في كل من إسرائيل ولبنان بإجراء أول مسح سيزمي للمنطقة المتنازع عليها.
كان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز قد قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل منفتحة على محادثات بوساطة الولايات المتحدة بشأن الحدود البحرية.
وقال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه اليوم (الثلاثاء) إن إسرائيل تتوقع للمفاوضات أن «تبدأ بالفعل في الأسابيع القادمة».
ويتنقل المبعوث الأميركي ديفيد ساترفيلد بين إسرائيل ولبنان في مسعى لتهدئة التوتر الذي نجم أيضا عن نزاع على الحدود البرية.
وقال المسؤول الإسرائيلي إنه إذا جرت محادثات، فإنها ستتناول فقط الحدود البحرية وليس البرية.
وقال: «خلال جولات ساترفيلد المكوكية في الأيام العشرة الماضية بين إسرائيل ولبنان جرت مناقشة عدد من القضايا الفنية، مثل الاتفاق على أن تبدأ المحادثات في المنشأة التابعة للأمم المتحدة في الناقورة بجنوب لبنان وبوساطة أميركية من خلال ساترفيلد».
وقال مسؤول أميركي لـ«رويترز» إن واشنطن «مستعدة للعمل من أجل حلول مقبولة للطرفين»، لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل بشأن مناقشات ساترفيلد.
ونقل نواب لبنانيون مقربون من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عنه قوله إن تقدماً واضحاً تحقق في جهود تسوية النزاع الحدودي.
وذكروا أيضاً أنه قال إن لبنان بانتظار ردود بعدما قدم موقفا موحدا بشأن القضية، ولم يذكروا المزيد من التفاصيل.
وتطرح إسرائيل حالياً مناقصات بشأن 19 منطقة امتياز بحري على شركات التنقيب والإنتاج، لكنها تجنبت طرح مناقصات في مناطق قريبة من الحدود المتنازع عليها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.