وسط موجة واسعة من التوقعات بحدوث موجة من التباطؤ العالمي نتيجة تصاعد المخاطر العالمية وحرب الرسوم الجمركية طويلة وواسعة النطاق بين الولايات المتحدة وشركاء تجاريين رئيسيين لها، ازداد قلق المستثمرين حول العالم، ما دفع غالبية الأسواق الكبرى إلى الهبوط، مع تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة.
وتأتي المخاوف فيما حذرت دراسة اقتصادية لـ«مورغان ستانلي» من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تتسبب في حالة ركود للاقتصاد العالمي في غضون أقل من عام. وأشارت إلى أن المستثمرين يرون الخلاف التجاري بين البلدين اللذين يمثلان أكبر اقتصادين في العالم، قد يؤثر على توقعات الاقتصاد الكلي العالمي.
ولفتت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع في الشهر الماضي الرسوم الجمركية على ما قيمته 200 مليار دولار من البضائع الصينية من 10 إلى 25 في المائة، كما هدد مسؤولون أميركيون بفرض رسوم على سلع تُقدر بـ300 مليار دولار ضمن باقي الواردات الصينية.
وقال كبير الاقتصاديين في المؤسسة تشيتان أهيا، إن نتيجة الحرب التجارية ليست يقينية في الوقت الراهن، لكنه حذر من أنه لو مضت الولايات المتحدة قدما في تطبيق مستوى الرسوم الجمركية عند 25 في المائة على باقي الواردات الصينية، قد يشهد العالم ركودا اقتصاديا في غضون تسعة أشهر.
وفتحت الأسهم الأميركية منخفضة قليلا الاثنين، في الوقت الذي استمر فيه ضعف للأداء من الشهر السابق بسبب النزاعات التجارية، بينما تأثرت المعنويات أيضا بفعل تدقيق من الجهات التنظيمية بشأن الشركتين الكبيرتين ألفابت وأمازون. وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 15.12 نقطة أو 0.06 في المائة إلى 24830.16 نقطة. وتراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 0.53 نقطة أو 0.02 في المائة إلى 2751.53 نقطة. وهبط المؤشر ناسداك المجمع 11.93 نقطة أو 0.16 في المائة إلى 7441.22 نقطة.
وفي أوروبا، نزلت الأسهم من جديد أمس بعد أن وجهت الصين تحذيرا جديدا لواشنطن بشأن التجارة، بينما ضغطت صفقة شركة إنفنيون الألمانية لصناعة الرقائق لشراء شركة أميركية نظيرة لها على قطاع التكنولوجيا.
ونزل المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.6 في المائة بحلول الساعة 07:20 بتوقيت غرينيتش، ليواصل الخسائر التي سجلها يوم الجمعة والتي قادته لتسجيل أسوأ أداء شهري في العام الجاري. ونزل المؤشر داكس الألماني الذي يتأثر بشكل خاص بالمخاطر التجارية 0.7 في المائة إلى أقل مستوى في شهرين.
وتراجعت أسواق الأسهم عالميا في مايو (أيار) وفقد المؤشر ستوكس ما يزيد على ستة في المائة بعد سلسلة من التطورات الجديدة في حرب التجارة التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الصين ودول أخرى أقنعت بعض المستثمرين بأن الانزلاق نحو الركود أمر محتمل خلال العام المقبل.
وأظهرت بيانات أمس أن أنشطة المصانع في معظم الدول الآسيوية انكمشت الشهر الماضي ما يشير إلى أن حرب الرسوم الجمركية تنال منها.
وبالنسبة لأنباء الدمج والاستحواذ، اتفقت شركة إنفنيون الألمانية على شراء نظيرتها الأميركية سيبريس لأشباه الموصلات في صفقة تُقيم الشركة عند تسعة مليارات يورو شاملة الديون. وتراجعت أسهم إنفنيون خمسة في المائة لتتذيل المؤشر ستوكس 600.
وفقد قطاع التكنولوجيا، المنكشف بشدة أيضا على قضية التجارة، 1.1 في المائة ونزل سهما إس تي ميكرو إلكترونيكس وإيه إس إم إنترناشونال لتصنيع الرقائق أكثر من واحد في المائة لكل منهما.
آسيويا، هبط المؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية الاثنين. وأغلق المؤشر منخفضا 0.9 في المائة إلى 20410.88 نقطة، وهو أقل مستوى إغلاق منذ التاسع من فبراير (شباط). وخلال التعاملات نزل المؤشر 1.4 في المائة إلى أقل مستوى في أربعة أشهر ونصف الشهر عند 20305.74 نقطة.
كما أن مكاسب الين المتواضعة أضرت بشركات التصدير التي تتعرض لضغوط بالفعل جراء الخلافات التجارية العالمية. ونزل الدولار 0.1 في المائة إلى 108.19 ين بعدما سجل خلال التعاملات الآسيوية أقل مستوى منذ 14 يناير (كانون الثاني) عند 108.10 ين في التعاملات الآسيوية.
وفقد سهم فانوك كورب 3.3 في المائة ونزل سهم ياسكاوا إلكتريك 1.8 في المائة وتراجع سهم طوكيو إلكترون 2.1 في المائة وهبط سهم كوماتسو 1.8 في المائة، كما هبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.9 في المائة إلى 1498.96 نقطة.
مخاوف التباطؤ العالمي تسيطر على الأسواق
البورصات تنخفض مع ارتفاع الإقبال على الملاذات
مخاوف التباطؤ العالمي تسيطر على الأسواق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة