التدريبات الإسرائيلية في قبرص استهدفت إنزالاً في لبنان

TT

التدريبات الإسرائيلية في قبرص استهدفت إنزالاً في لبنان

أكدت مصادر عسكرية في تل أبيب أن المناورة العسكرية الدولية التي اختتمت في قبرص، نهاية الأسبوع الماضي، بمشاركة كل من إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليونان، شملت إنزال قوات في مناطق غير معروفة وليس كما نشر سابقا في إسرائيل بأنه «إنزال على لبنان».
وأضافت أن كل قوة عسكرية تدربت على ما يخصها من أهداف، وقوات من الجيش الإسرائيلي في هذه التدريبات، والتي ضمت عناصر «أغوز» التابعة للواء «الكوماندو»، والتي سبق وأن تدربت في قبرص في السنوات الأخيرة، ضمت قوات من سلاح الجو الإسرائيلي، وضمن ذلك سرب طائرات مسيّرة، وهي قوات تعمل أيضا فوق سماء لبنان.
يذكر أن هذه هي المرة الرابعة التي تشارك فيها قوات الجيش الإسرائيلي في التدريبات التي تجري في قبرص في السنوات الأخيرة، وكان آخرها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. وبحسب مصدر عسكري، فإن قبرص توفر مساحة للتدرب على إحدى العمليات المهمة للجيش في مناورات مستقبلية وهي «إنزال قوات داخل أراضي عدو في منطقة غير معروفة للقوات». وقال الجيش الإسرائيلي إن «قوات سلاح الجو تدربت، في إطار المناورات، على تدريبات أساسية في مواصفات الأمن الجاري، ونقل قوات جوا، وتخليص طيار قفز من طائرته، والقتال في منطقة غريبة، والتحليق في ظل تهديدات متقدمة في منطقة جديدة غير معروفة». وأضاف أنه جرت تدريبات على سيناريوهات مختلفة، ضمنها القتال في مناطق مأهولة ومفتوحة، واشتباكات صغيرة، والقدرة على الاقتحام والتخريب، وتقديم العلاجات الطبية لمصابين بعيدا عن حدود الدولة.
وقال الجيش أيضا إن «التدريبات جرت في ظروف عملية خاصة، وعمليات كوماندوز ليلية في جنوبي لبنان لعشرات الجنود، وشملت الاصطدام بأوضاع متطرفة وحالات من عدم اليقين. وأن الساحة الشرق أوسطية وتعزيز التحالفات العسكرية مع دول مجاورة، مثل قبرص واليونان، يتيح لسلاح الجو الإسرائيلي الاستعداد بشكل أفضل أمام المنظومات المضادة للطائرات المتطورة التي قدمتها روسيا لسوريا (إس 300)، ودراسة نقاط ضعفها وطرق التهرب منها».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».