نصر الحريري لـ «الشرق الأوسط»: أطراف داعمة للأسد تدرس خيارات بديلة

TT

نصر الحريري لـ «الشرق الأوسط»: أطراف داعمة للأسد تدرس خيارات بديلة

قال رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري، أن الأطراف الداعمة لبشار الأسد، باتت تشعر أنه حمل ثقيل عليها وتدرس خيارات بديلة، بعد أن دخلت حلبة المنافسة خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وقال الحريري، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» معه، أنه رغم أن روسيا وإيران وقفتا إلى جانب بعضهما البعض لدعم النظام، فقد تضاعفت العقوبات على النظام، وخنقت العزلة الدولية مع العقوبات الأميركية إيران، في وقت تعاني فيه روسيا من حزمة من العقوبات، وبالتالي أدركت موسكو أن شريكيها الإيراني ونظام الأسد عبء ثقيل عليها».
وعن العرض الأميركي الإسرائيلي لروسيا بطرد إيران مقابل التطبيع مع سوريا، قال الحريري: «القضية السورية فرضت استحقاقات مهمة خلال الأعوام الـ8 الماضية، في حين أن إيران موجودة في سوريا بعشرات الآلاف من القوات وتسلقت على أجهزة الدولة العسكرية والمدنية، وحتى على المجتمع السوري». وشدد على أنه بدون خروج القوات العسكرية الإيرانية والتخلص من النفوذ الإيراني من سوريا، لا يمكن الوصول إلى حل سياسي وأمن واستقرار، بعد أن تقاطعت عمليات جلب الإرهاب لسوريا مع وجود إيران وميليشياتها، ما يعزز الحاجة إلى تطبيق القرار الأممي 2254.
ويعتقد الحريري، أن أميركا في هذا الاجتماع الثلاثي تؤمن بأنه لا بد من تطبيق القرار 2254. بجانب طرد الوجود الإيراني من سوريا، كسبيل وحيد لجلب الأمن والاستقرار للمنطقة وعودة اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم. ونوه، باتصالات عسكرية بين موسكو وأنقرة لوقف النار في إدلب، لافتا إلى أن «جهود وقف إطلاق النار في المنطقة الشمالية، التي تضم 4 محافظات، على رأس أولوياتنا ونتواصل مع المجتمع الدولي من أجل تحقيق الهدف الإنساني ومعالجة الأوضاع الكارثية هناك».
وأكد رئيس هيئة التفاوض السورية، أن أول دولة معنية بوقف التصعيد، هي روسيا، أولا لأنها جزء من اتفاق «سوتشي»، ثانيا أن موسكو هي من يدعم النظام، داعيا الأسرة الدولية لتركيز الجهود وزيادة الضغوط لوقف التصعيد العسكري.
وأضاف «نحن أقوى من النظام، ودماء شهدائنا ومعاناة جرحانا وأنين معتقلينا وعدالة قضيتنا، تعطينا الثقة في مواجهته بكافة الملفات، وبالمقابل فإن نظام الأسد فشل في تحقيق ما يريد باللجنة الدستورية».
وأوضح أن نظام الأسد مأزوم في أوساطه، تتنازعه أوامر من إيران تارة ومن روسيا تارة أخرى، وتنعكس عليه سلبا، مشيرا إلى أن النظام يعيش أزمة اقتصادية خانقة، ستشتد عليه في الفترة المقبلة أكثر.
ووفق الحريري، باتت المحاكمات الدولية تطال رموز نظام الأسد، وأركانه بصورة شخصية، مع توسع في العقوبات الاقتصادية على رجال الأعمال المتعاملين معه، منوها بفشل النظام في العودة للجامعة العربية.
ولفت الحريري إلى أن النظام فشل في إعادة علاقته الصحية مع الأسرة الدولية والإقليم، كما فشل في إقناع العالم من خلال روسيا بقدرته على إعادة اللاجئين، وفشل أيضا، في إعادة السيطرة على شرق الفرات.
ودعا الحريري السوريين في كل مكان بالمضي قدما في الثورة حتى يبزغ فجر العدالة في بلاده على حد تعبيره، بأن يتذكروا في العيد مأساة المشردين في الخيام، وحاجة كل طفل لفستان وحلوى وكتاب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».