مستوطنون يحتشدون أمام الأقصى ويدعون لاقتحامه اليوم

فلسطينيون يصلون أمام قبة الصخرة في حرم الأقصى بالقدس الشرقية الجمعة الماضية (رويترز)
فلسطينيون يصلون أمام قبة الصخرة في حرم الأقصى بالقدس الشرقية الجمعة الماضية (رويترز)
TT

مستوطنون يحتشدون أمام الأقصى ويدعون لاقتحامه اليوم

فلسطينيون يصلون أمام قبة الصخرة في حرم الأقصى بالقدس الشرقية الجمعة الماضية (رويترز)
فلسطينيون يصلون أمام قبة الصخرة في حرم الأقصى بالقدس الشرقية الجمعة الماضية (رويترز)

أدى مستوطنون صلوات تلمودية استفزازية وعلنية أمام المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب الغوانمة، بعدما منعوا من دخول المسجد الذي يعتكف داخله آلاف المسلمين في العشر الأواخر من رمضان.
ووفرت عناصر من الوحدات الخاصة وحرس حدود الاحتلال الحراسة والحماية للمستوطنين خلال أدائهم شعائرهم وطقوسهم التلمودية.
ومنع المستوطنون من دخول الأقصى، بعدما دأبوا على اقتحامه طيلة أيام رمضان. وقررت إسرائيل منع اقتحامات المستوطنين في العشر الأواخر بسبب الوجود الكثيف للمصلين المعتكفين داخل المسجد. وسمح للمعتكفين بالوجود في الأقصى في العشر الأواخر بعد منعهم طيلة أيام الشهر.
وأحيا عشرات الآلاف من الفلسطينيين ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك، فجر أمس. وقال مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بدائرة الأوقاف فراس الدبس، إن أكثر من 400 ألف مصلٍ أحيوا ليلة القدر في رحاب المسجد الأقصى. وذكر الدبس أن ساحات الأقصى ومصلياته امتلأت منذ صباح الجمعة بالمصلين الذين توافدوا إليه من الداخل المحتل والضفة الغربية والقدس لإحياء ليلة القدر، رغم إجراءات الاحتلال الإسرائيلية على الحواجز العسكرية، وفرضها قيوداً مشددة على دخول أهالي الضفة إلى القدس.
كما امتلأت الساحات بالمسلمين الذين وفدوا إلى مدينة القدس من دول عربية وأجنبية، فضلاً عن أعداد كبيرة من تركيا وماليزيا. وتناوب عدد من الأئمة في الصلاة بالمسلمين الذي تضرعوا إلى الله بحماية المسجد.
ويستعد الفلسطينيون لمواجهة اقتحامات واسعة محتملة اليوم الأحد.
ووزّع نشطاء دعوات في المسجد الأقصى المبارك «للتعامل مع اقتحام 28 رمضان». وتضمنت الدعوة التي وزعها الحراك الشبابي المقدسي، حثّ المصلين على مواصلة الاعتكاف في المسجد الأقصى حتى يوم الأحد 28 رمضان، نصرةً له وتلبية لندائه، في وجه دعوات اقتحام المستوطنين فيما يسمونه «يوم القدس» بالتقويم العبري.
وكانت ما تسمى بـ«منظمات الهيكل» المزعوم دعت أنصارها وجمهور المستوطنين إلى المشاركة الواسعة في اقتحامات المسجد الأقصى صبيحة الأحد، تزامناً مع ما أسمته «يوم القدس»، وهو الذي يتعلق باحتلال ما تبقى من مدينة القدس وتوحيد المدينة تحت السيادة الإسرائيلية. وعادة يستغل المتطرفون الأعياد والمناسبات الدينية من أجل اقتحام المسجد الأقصى.
وتخالف اقتحامات المستوطنين هذه اتفاقاً قائماً بين إسرائيل والمملكة الأردنية، بصفتها راعية المقدسات الإسلامية، وينص على تحديد عدد اليهود الذين ينوون زيارة المسجد الأقصى، وامتناعهم عن القيام بأي صلوات أو طقوس دينية. ويعرف هذا الاتفاق بالوضع القائم منذ احتلت إسرائيل الشق الشرقي في مدينة القدس عام 1967.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.