عريقات يدعو كيري إلى اعتراف أميركي صريح بالدولة الفلسطينية في حدود 1967

واشنطن تجدد رفضها الخطوات الأحادية.. وإسرائيل تخشى امتناع الأميركيين عن الفيتو

كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مع الوفد الفلسطيني لدى وصوله إلى مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن مساء أول من أمس (رويترز)
كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مع الوفد الفلسطيني لدى وصوله إلى مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن مساء أول من أمس (رويترز)
TT

عريقات يدعو كيري إلى اعتراف أميركي صريح بالدولة الفلسطينية في حدود 1967

كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مع الوفد الفلسطيني لدى وصوله إلى مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن مساء أول من أمس (رويترز)
كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مع الوفد الفلسطيني لدى وصوله إلى مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن مساء أول من أمس (رويترز)

التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج مساء أول من أمس في مقر الخارجية الأميركية. وسلم الوفد الفلسطيني خلال اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعتين ورقة المطالب والشروط الفلسطينية لإحياء عملية السلام مع الإسرائيليين.
وتتضمن الخطة الفلسطينية، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية، استعداد الفلسطينيين لمفاوضات تبدأ بترسيم الحدود وتنتهي خلال عام بالاتفاق على كل القضايا النهائية، أو الذهاب إلى مجلس الأمن لطلب إجلاء إسرائيل خلال 3 سنوات عن أراضي الدولة الفلسطينية، أو الانضمام إلى منظمات دولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة قادة إسرائيل.
كما تتضمن موافقة الجانب الفلسطيني على استئناف مفاوضات السلام مقابل الإفراج عن الأسرى القدامى من الدفعة الرابعة، الذين كان من المفترض إطلاقهم في مفاوضات السلام الأخيرة التي تعثرت في أبريل (نيسان) الماضي، والإفراج عن مجموعات جديدة من المعتقلين.
ويفترض أن يكون عريقات، بحسب ما قال مسؤولون فلسطينيون لـ«الشرق الأوسط»، طلب من كيري اعترافا أميركيا صريحا بالدولة الفلسطينية في حدود 1967. ووصفت مصادر فلسطينية المحادثات بـ«الجيدة والإيجابية» وأكدت الاستمرار في المشاورات مع الجانب الأميركي.
فيما أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي إلى أن المحادثات كانت «بناءة وغطت مجموعة من القضايا بما في ذلك غزة والعلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية والتطورات الأخيرة في المنطقة». وأوضحت أن الجانبين اتفقا على التحدث مرة أخرى في الأسابيع المقبلة.
وأشارت مصادر في الخارجية الأميركية إلى أن الجانب الفلسطيني طلب الاجتماع بوزير الخارجية لإطلاعه على الخطط الفلسطينية للمضي بها قدما، والخطوات اللاحقة التي يجب اتخاذها فيما يخص قطاع غزة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الأسبوع الماضي من خلال الوساطة المصرية.
ومن المفترض أن يعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، (أبو مازن) نتائج لقاءات عريقات وكيري على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزراء خارجية الدول العربية الأحد المقبل في مصر، إذ يريد عباس دعما عربيا لخطته الجديدة التي تهدف إلى وضع حد للاحتلال.
وكان وزير الخارجية الأميركي اتصل هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل لقائه بالوفد الفلسطيني، وأعرب خلال المحادثة عن مخاوفه بشأن الخطط الإسرائيلية لمصادرة أراض من الضفة الغربية لبناء مزيد من المستوطنات الإسرائيلية، داعيا الحكومة الإسرائيلية لوقف تلك الخطط على الفور.
وتعارض الولايات المتحدة أية خطوات أحادية الجانب من قبل الفلسطينيين لإقامة دولة لذا فمن المرجح أن تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو ضد هذا القرار. وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن سامانثا باور إن واشنطن ستعارض استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي لإقرار المبادرة الفلسطينية التي ترمي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية في غضون 3 سنوات.
وقالت باور خلال مؤتمر صحافي عقدته مساء أول من أمس إن «واشنطن لا تعتقد أن أي محاولة لاختصار الطريق أو اتخاذ خطوات أحادية الجانب يمكن أن تؤدي إلى تحقيق المنشود الذي يتطلع إليه معظم الفلسطينيين». وأكدت أن إسرائيل يجب أن تكون جزءا من المفاوضات حول التسوية الدائمة. وقالت: «لا يمكن المجيء إلى نيويورك والحصول على ما لم يتحقق من خلال المشاورات بين الأطراف، وهي خطوة من المرجح أن يكون لها آثار عكسية للغاية».
وأوضحت أن بلادها ستوافق على قرار جديد في مجلس الأمن بشأن قطاع غزة شرط ألا يمس اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم أخيرا في القاهرة. ووزعت مشروع القرار على الدول الأعضاء وهو يدعو إلى إنشاء آلية لتحقيق سيطرة كاملة للسلطة الفلسطينية على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. ويتضمن مطالب إسرائيلية بأن تكون غزة خالية من أي مسلحين أو معدات عسكرية أو أسلحة. كما يتضمن المشروع الأميركي أيضا الاستعانة بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتشاور بين الطرفين لإيجاد آلية تساعد في نقل مواد البناء إلى غزة.
وفي إسرائيل، عبر مسؤولون عن قلقهم من أن «لا تعطل الولايات المتحدة خطة الفلسطينيين». ولم تستبعد مصادر إسرائيلية هذا الاحتمال رغم التأكيد الأميركي باستخدام حق النقض (الفيتو).
وأكدت المصادر أن إسرائيل تتابع عن كثب مجريات المباحثات بين عريقات وكيري، وأن وزير الشؤون الاستخبارية يوفال شتاينتز سيناقش ذلك مع المسؤولين الأميركيين في المحادثات المرتقبة في واشنطن الأسبوع المقبل وتتناول بشكل رئيسي موضوع السلاح النووي الإيراني.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون بأن الخوف من عدم اتخاذ الولايات المتحدة موقفا حاسما يعود إلى الأزمات الحالية بين تل أبيب وواشنطن.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.