بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً التطورات في إدلب، وأعلنت أنقرة تمسكها باتفاقات آستانة وسوتشي، في وقت تعرض فيه محيط نقطة مراقبة عسكرية تركية في منطقة خفض التصعيد شمال سوريا، أمس، لقصف مدفعي من قبل قوات النظام.
وأفادت مصادر عسكرية تركية بأن قذائف مدفعية سقطت بالقرب من نقطة المراقبة التركية رقم 10، الواقعة في منطقة جبل الزاوية بريف محافظة حماة الشمالي، جنوب محافظة إدلب.
وقالت المصادر إن القصف لم يسفر عن أضرار مادية أو بشرية، مرجحة أن تكون القذائف قد أطلقت من سلسلة جبال في شرق محافظة اللاذقية (غرب)، أو من منطقة كريم بريف حماة.
واستهدف النظام من قبل نقطة المراقبة التركية في شير المغار 3 مرات؛ أولاها في 29 أبريل (نيسان) الماضي أصيب فيها جنديان تركيان ثم تعرض محيطها للقصف مرتين في 4 و13 مايو (أيار) الماضي.
وتتوزع 12 نقطة مراقبة للجيش التركي في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، لحماية وقف إطلاق النار، في إطار اتفاق آستانة، وعلى بعد بضعة كيلومترات من هذه النقاط، تتمركز قوات تابعة للنظام ومجموعات إرهابية مدعومة من إيران.
وفي 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، اتفاقاً في مدينة سوتشي، لإقامة منطقة منزوعة السلاح، تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب ومحيطها.
وبحث إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ليل الخميس/ الجمعة، آخر التطورات في محافظة إدلب.
وذكر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في بيان، أن إردوغان أكد ضرورة وقف إطلاق النار في إدلب بأقرب وقت ممكن، والتركيز لاحقاً على الحل السياسي مجدداً.
وأشار إردوغان إلى ضرورة منع وقوع مزيد من الضحايا جراء هجمات النظام السوري التي تستهدف في غالبيتها المدنيين جنوب إدلب، وإزالة خطر الهجرة المتزايدة نحو الحدود التركية.
في المقابل، حملت موسكو، على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، تركيا، مسؤولية وقف إطلاق النار في إدلب، معتبرة أنها من ضمن التزامات أنقرة وفقاً للاتفاقات الموقعة مع موسكو.
وجاء الاتصال الهاتفي خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي، الذي أكد أن هجمات النظام السوري ضد المدنيين الذين يعيشون في منطقة خفض التصعيد بإدلب، حيث تقوم عناصر من القوات المسلحة التركية أيضاً بمهام هناك، تعارض اتفاقية إدلب وتقوض روح آستانة.
وقال البيان، الذي صدر في ختام اجتماع المجلس برئاسة إردوغان في أنقرة ليل الخميس، إن تركيا ستواصل المحادثات مع البلدان المعنية من أجل تجنب حدوث أزمة إنسانية جديدة وهجرة جماعية.
وبعد ساعات من الاجتماع، دفع الجيش التركي، أمس، بتعزيزات عسكرية مكونة من قوات وحدات خاصة «كوماندوز» إلى الحدود مع سوريا.
ونقلت 50 مدرعة عسكرية قوات الكوماندوز من مختلف المناطق التركية إلى ولاية هطاي الحدودية في جنوب البلاد، لتوزيعها على الوحدات المتمركزة بالحدود مع سوريا.
ورأى مراقبون أن محاولات أنقرة لإقناع روسيا بحمل النظام على وقف هجماته المدعومة منها لن تسفر عن شيء، «هي محاولات لا جدوى منها». وعبرت مصادر تركية عن قلقها بشأن العلاقات مع موسكو التي تبدو محفوفة بالمخاطر ورأت أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب بات أمراً صعب المنال.
أنقرة تتمسك بـاتفاق سوتشي... وإردوغان يلجأ لبوتين لوقف الأسد
أنقرة تتمسك بـاتفاق سوتشي... وإردوغان يلجأ لبوتين لوقف الأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة